تقارير وتحليلات
إيران ..فضيحة الجولة الثانية من مسرحية الانتخابات
شهدت الجولة الثانية من مسرحية الانتخابات الحكومية فضائح متتالية، حيث عمّ الخلو والصمت مراكز التصويت في المدن والمناطق المختلفة حسب التقارير الواردة منها، جهود النظام لإنعاش هذا العرض المحتضر باءت بالفشل. وقد كانت الجولات الانتخابية الثانية السابقة للنظام تتسم بالخلو والصمت دوما، لكن الجولة الحالية تجاوزت كل الحدود لتصبح “الأكثر فضيحة”، وفقًا لصحيفة فرهيختگان.
أعلن الهيئة الاجتماعية لمجاهدي خلق داخل البلاد أنه على الرغم من التماس خامنئي مرات عديدة والجهود اليائسة والقصوى في جميع أنحاء النظام، يرى الجميع المقاطعة الشاملة بأعينهم وكانت مراكز التصويت خالية وأكثر هدوءًا من الأول من مارس.
على الرغم من أن هذا الوضع كان متوقعًا، ظهر خامنئي في الساعة الأولى من التصويت وقال: “أهمية المرحلة الثانية ليست أقل من المرحلة الأولى”. وقبله، تحدث إبراهيم رئيسي الجلاد في مقابلة تلفزيونية بغباءه المعتاد عن إجراء “انتخابات مهيبة”.
من الواضح أن فضيحة الجولة الثانية من مسرحية الانتخابات، قبل أي شخص آخر، ستلحق بعباءة الولي الفقيه، وكان يعلم ذلك، لكنه لم يستطع التخلي عن هذه المعركة التي كان يستعد لها منذ بداية العام الإيراني الماضي والرواية التي سردها بفعل الطبول والمزامير حتى هذه النقطة.
في كل الأحوال، ستضاعف الضربة الناجمة عن فضيحة الجولة الثانية من تأثيرات الضربة القاصمة للمقاطعة الشاملة في الجولة الأولى.
يمكن رؤية هذه التأثيرات في مجالين؛ الأول في تفاقم الأزمة داخل النظام والثاني في إضعاف موقع خامنئي الذي يعكس انعكاسًا لإضعاف النظام بأكمله.
التشتت والصراع داخل النظام، خاصة بين الفائزين في يانصيب الجولة الأولى من البرلمان الرجعي، كان بحيث أنهم حتى قبل أن يصلوا إلى البرلمان، يتصارعون على كرسي الرئاسة وكراسي الهيئة الرئاسية واللجان الرئيسية للبرلمان؛ من كشف السرقات المتبادلة، إلى التنافس على الأصوات الفردية… ستكون هذه الفوضى مثيرة للمشاهدة مع دخول اللصوص والمحتالين الذين يدخلون البرلمان من خلال الأصوات المجهرية في الجولة الثانية!
القلق والخوف الذي انتاب الولي الفقيه من عواقب الحرب والنزاع بن عناصره المختارين بعناية كبير لدرجة أنه حذر من ذلك مرارًا وتكرارًا.
حذر خامنئي في أول خطاب له بعد مسرحية الانتخابات: “الشيء الذي يمكن أن يدمر حلاوة البرلمان الجديد هو الخطابات المثيرة للخلافات، وإثارة النزاعات، والعداء الذي يفضله الأعداء”.
كرر خامنئي هذه التحذيرات عدة مرات أخرى، لكن نظرة إلى الساحة الحالية تظهر كما لو أن تلك التحذيرات قد أعطت نتائج عكسية.
خاط الولي الفقيه الرجعي كيسًا واسعًا لهندسة شعوذة انتخابات البرلمان ومجلس الخبراء تحت ضجيج الحرب. وبإشارات غامضة توضحت لاحقًا، كان يعد قواته بالفتح والنصر.
من اليوم الأول للعام الإيراني الماضي 1402 وقبل أحد عشر شهرًا من الانتخابات، بدأ خامنئي في التخطيط لهندسة الانتخابات.
كان يعتقد أنه يمكنه تعويض فضيحة الانتخابات السابقة التي حققت رقمًا قياسيًا في عدم المشاركة تحت ضوء حرب غزة، وأن يتقدم بمشروع الهندسة دون ألم وأن يردم الفجوات في النظام أمام عاصفة الانتفاضة المحتمة. لكن كل تلك الأحلام تحولت إلى كابوس بفعل المقاطعة الشاملة.
قال قائد المقاومة السيد مسعود رجوي على الفور بعد تحديد نتائج الانتخابات في الجولة الأولى: ” بسبب فشله في «هندسة الانتخابات»خسر خامنئي معظم ما کسبه في المراهنة علی طاحونة الدماء في غزّة والمجازر المرتکبة هناك. وغرق في مستنقع «الانتخابات» التي عمل عليها ودعا إلیها باستمرار بعد قمع انتفاضة 2022، ومنذ حوالي عام ومن بدایة العام الإیراني 1402 وافتضح أمره داخل إيران وفي المنطقة وعلى الصعيد الدولي وأصبح موضوع السخرية والاستهزاء. (مسعود رجوي – 3 مارس).