تقارير وتحليلات
إذعان نظام الملالي بشعبية متزايدة لمجاهدي خلق بين الشباب الإيرانيين
يشكل إقبال الشباب في إيران على وحدات المقاومة ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية واحدًا من مشاكل تواجهها غرفة الفكر لخامنئي.
ومن أجل مواجهة ذلك، تختبر خطوط عمل مختلفة، من إسناد مجاهدي خلق إلى قوى أجنبية ودول إقليمية إلى تشويه دبلوماسيتهم الثورية، إلى الزعم القاضي ببناء السجون في التنظيم وغسل أدمغة أعضائه وزيادة عمر كوادر مجاهدي خلق، ومن عدم شعبيتهم داخل إيران، إلى إلصاق معارضة وهمية بالبديل الديمقراطي والتشهير وإطلاق الأكاذيب ضده وماشابه ذلك.
ويأتي إنشاء محاكم مفتعلة من قبل قضاء الجلادين لمحاكمة 104 من المسؤولين والأعضاء في مجاهدي خلق كواحد من تلك الخطوط المختلفة.
لكن كل هذا لم يجد فائدة. وإنما الكلمة الصحيحة هي أن نقول إن محاولة الفاشية الدينية من أجل تشهير مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة وإلقاء اللوم عليهم، جعلت الشباب أكثر اهتمامًا بوحدات المقاومة. إنهم يجدون هويتهم الثورية في وحدات المقاومة هذه، وهذا أمر خطير للغاية بالنسبة لنظام خامنئي الشيطاني.
وقد شهدنا في أوقات مختلفة هذا الشعور بالخطر من وسائل الإعلام والعصابات الحكومية المختلفة. دعونا نتناول مثالًا:
كتب موقع “ألف” الحكومي التابع لـ”أحمد توكلي” الرئيس السابق لمركز الأبحاث في مجلس شورى النظام الرجعي، مقالًا في 11مايو، يقودنا تحليله إلى عدة وجهات.
يتحدث هذا الموقع عن عضو من مجاهدي خلق “أمام الكاميرا” يدقق في حرب الثماني سنوات ويكشف للجمهور عن حقائق صادمة. حتى الآن لا توجد مشكلة، المشكلة تبدأ من أن هذا العضو من مجاهدي خلق يتحدى الرواية الرسمية للنظام عن دور مجاهدي خلق في الحرب وقدم رواية مخالفة لـ”الرواية الرسمية للنظام”! وما خلقته غرفة الفكر للملالي من دعايات طوال السنين.
وهي دعايات لها قاسم مشترك وهو الزعم القاضي بأن مجاهدي خلق هي الطابور الخامس للعراق. أتمنى! أن تنتهي المشكلة عند هذا الحد. وقد أذعن كاتب موقع “ألف” بأن مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية هم القوة الدافعة وراء الانتفاضة وإسقاط النظام في المجتمع الإيراني. ويضرب في هذا الصدد مثالًا على انتفاضة 2022:
“لقد أثبتت أحداث خريف عام 2022 أن المشروع الكبير لزمرة منافقين قد تغلغل على نطاق واسع في أعماق الهيكل العظمي لمعارضي الجمهورية الإسلامية”.
ويحذر كاتب موقع “ألف” زملاءه من عدم الإغفال عن “مستقبل خطير”! والمستقبل الخطير هو انتشار خطاب مجاهدي خلق أي الانتفاضة والإسقاط في إيران.
“إن النظر إلى التطورات المحيطة يشير إلى مستقبل خطير، سيكون لإهماله عواقب مؤسفة. وفي ظل إهمال المسؤولين الثقافيين وغير المبدعين والاعتياديين للمنظومة التربوية والإعلامية، والفجوات المتنوعة التي تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم، يطرح خطاب منافقين بحزم ثقافية جذابة ومتنوعة على أفكار جزء من الشعب الإيراني.”
وفي جزء من هذا المقال نكتشف غضب نظام الملالي من التشكيك في الروايات المزيفة والمعادية للتاريخ التي زرعتها الحكومة في أذهان الشباب.
“في هذه الأيام، يروى الإرهابيون من مجاهدي خلق التاريخ ببطء وبخطة هادفة بحيث يمكنهم تبرئة أنفسهم، وبدلًا من الترويج لخطابهم بطريقة سرية، يمكنهم تقديم أنفسهم كمعارضة جادة وقوية ويحصلون على المساعدة من داخل إيران.”
“إن هذه الجهود، وبالتوازي مع تلك الأنشطة الثقافية المدمرة التي يتم تنفيذها بهدف التأثير على عقول المراهقين والشباب في إيران، يجب أن تفتح أعين المديرين الثقافيين في البلاد على العديد من الحقائق المرة. وإذا أهملنا ذلك، أصبحنا محاطين بشباب، بدون فهم صحيح للحقائق التاريخية وبسبب الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، سينجذبون إلى الخطاب السري لمنافقين الذين لا من يشبههم في الجريمة.”
ومن الواضح أن هذا مجرد مثال على الإذعان بهزيمة حملة الشيطنة والتشهير ضد مجاهدي خلق، وفي المقابل، الإذعان بالدور الحاسم والفعال لمجاهدي خلق في سلسلة الانتفاضات في إيران. لقد أصبح “المستقبل الخطير”! واضحًا بالفعل بالنسبة للفاشية الدينية.
كما عرف شباب الانتفاضة مجاهدي خلق من خلال ولائهم لقضية الحرية ووقوفهم الصامد في درب النضال، وميزهم من التنظيمات الكاذبة الأخرى والمدعين الكاذبين. ولذلك، فإن حملة الشيطنة والتشهير من قبل أجهزة المخابرات والأمن التابعة للملالي ضد مجاهدي خلق ومحاولة جعلهم منبذوين في أذهان الشباب باءت بالفشل وأدت إلى نتيجة عكسية.
وعلى عكس ذلك فإن قدرًا كبيرًا من المعرفة الموضوعية لدى الشباب بأحقية مجاهدي خلق يرجع إلى الدعايات العديدة المليئة بالخداع والأكاذيب لنظام الملالي. حيث أدركوا في خضم مواجهتهم لهذا النظام أن عليهم أن يمزقوا ستار السحر والخداع والنفاق والكذب من أجل رؤية الواقع.
هذه هي الحقيقة الكاملة. ومن حق المديرين وأعضاء قوات الحرس أن يخافوا من هذا المستقبل الخطير مرتعدين.