تقارير وتحليلات
متى يصبح النظام الايراني مصدر خطر وتهديد؟
لئن يتبجح النظام الايراني دائما بالقوة ويظهر إستعداداته على مواجهة ومنازلة خصومه وأعدائه ولاسيما عندما يذکر تحديدا"أمريکا وإسرائيل"، لکنه وکما رأى العام ويرى، فإنه وفي الساعات التي يحمي فيها الوطيس وتصبح المنازلة أو المواجهة جدية مع الاطراف التي يزعم بعدائها لها وعزمه على مواجهتها، فإنه يتهرب من المواجهة ويختلق أعذارا واهية أو يتصرف کالنعامة التي تخفي رأسها في الرمال خوفا من المواجهة!
عند إلقاء نظرة ملية على تصرفات ونشاطات النظام الايراني خلال عهود الرٶساء الامريکيين المتسمة بالسياسات الحازمة والرادعة ومقارنتها ومقايستها بعهود نظرائهم المتسمة بالسياسات الميالة للمسايرة والمماشات، فإننا نجد النظام الايراني خلال العهود المتسمة بالسياسات الحازمة والرادعة أشبه مايکون بالجرذ المختبئ في جحره خوفا من الانقضاض عليه، في حين إنه وفي خلال السياسات المتسمة بمسايرته وترضيته، يحرص على ظهوره بهيئة الوحش الکاسر الذي يزمجر ويعربد يمنة ويسرة من أجل إتقاء شره!
إستغلال هذا النظام للعهود التي إتسمت بالتعامل الهادئ والمرن معه وسعيه من أجل الحصول على أکبر عدد ممکن من المکاسب والانجازات خلالها، يعود أساسا الى ثمة حقيقة بالغة الاهمية، وهي إن هذا النظام لم يکن ولايمکن أن يکون وحتى لن يصبح في يوما أن يتستجيب للمطالب الدولية والاقليمية ويبادر للتخلي عن سياساته العدوانية وعن مخططاته المشبوهة سواءا من حيث السعي لحيازته لأسلحة الدمار الشامل أو من حيث سعيه لتوسيع دائرة تدخلاته وتصديره للتطرف والارهاب، فهذا ديدنه وهذا نهجه الذي نشأ على أساس منه.
ولکي نٶکد ونثبت ماقد شرحناه آنفا من حيث إستغلاله للفترات التي يتم التعامل الغربي معه بهدوء وروية، فإننا نلفت الانظار الى عهد الرئيس الحالي جو بايدن وکيف إن هذا النظام قد تمادى الى أبعد حد حتى وصل به الامر الى جعل المنطقة على شفير هاوية الدخول في حرب طاحنة، وکأنه يعلم جيدا بأنه عندما يقبل على عهد يتسم بالحزم والصرامة فإنه وکالثعبان السام يجب أن يخلد الى نوع من السبات لکي يحافظ على نفسه من المواجهة والدخول في صراعات ستنعکس سلبا عليه.
خلال عهود الرٶساء رونالد ريغان وبوش الاب أو الابن وترامب، کان هذا النظام منطو على نفسه ويخشى المواجهة ويتهرب منها حتى لو تم إغراق نفس أسطوله الحربي کما حدث في عهد ريغان أو حتى عندما يتم تصفية أکبر إرهابي فيه متمثلا بقاسم سليماني کما جرى خلال عهد ترامب، لکنه وخلال عهود کلينتون وأوباما وبايدن، صال وجال وهدد يمنة ويسرة من دون أن يلوي على شئ، وقطعا فإن ترك هذا النظام وشأنه بأن يأمن أو يتهرب من المواجهة کلما حمي الوطيس في حين يعود لعدوانيت وشره کلما أمن الحال، مسألة ليست في صالح المنطقة والعالم لأنها أشبه ماتکون برعاية وتنشأة عقرب أو ثعبان سام في حضنك والأسوء من ذلك عندما تترکه لفترة طويلة وفق هذه الحالة فتصبح هناك الکثير من العقارب والثعابين السامة، ولذلك فإن الاهم هو حسم هذه المسألة من أساسها وذلك بإتباع سياسة حازمة مع هذا النظام تضع النقاط على الاحرف وتضع حدا نهائيا له ولايمکن أن يتم هکذا أمر إلا بالتغيير الجذري في إيران!