تقارير وتحليلات
أفضل طريقة للتعامل مع النظام الايراني
أفضل طريقة للتعامل مع النظام الايراني.. مواجهته!
يحاول النظام الايراني وعبر طرق وأساليب مختلفة، تصوير نفسه بأنه قد أصبح قوة غير عادية، تميل الى تجاوز الحدود الاقليمية، وأن مواجهته والاصطدام به يعني جعل ليس أمن المنطقة لوحدها بل وحتى العالم في خطر داهم، لذلك فإنه وعبر لوبياته المختلفة يسعى حثيثا للدعوة من أجل التعايش معه، وتقبله على ماهو عليه، ومن دون شك فإن هناك من بات يدعو الى هکذا منحى من دون أن يدري بأنّه يرتکب خطأً کبيرا لأن ذلك يعني منح النظام نوعا من المناعة والحصانة المجانية.
من المفيد هنا ونحن نتعرض لهذا الموضوع، أن نتساءل: هل الدور الاقليمي للنظام من خلال وکلائه قد وصل الى حدّ باتت مواجهته تشکل خطرا وتهديدا على المنطقة والعالم؟ وإذا کان کذلك، فما هو السرّ والسبب وراء التصريحات والمواقف المختلفة الصادرة من قبل وکلاء النظام، بل وحتى النظام نفسه بعد کل تصعيد الى الدعوة للتهدئة، وتجنب المواجهة وإشعال نار حرب ستعم المنطقة بأسرها؟
وفق لغة العقل والمنطق، فإن أيّ مواجهة تٶدي لحرب شاملة في المنطقة، لا بد لها من نهاية، وبطبيعة الحال فإن العقل والمنطق أيضا يدعوان لإجراء تقييم لإمکانيات النظام الايراني ووکلائه في لمنطقة، وهل إنها بمستوى تساعدهم على الاستمرار في المواجهة والحرب مع قوة أو قوى عالية وتلحق بها الهزيمة؟
من المٶکد إن السعي لتشبيه مواجهة أو حرب تقع في المنطقة بتلك التي جرت في فيتنام، وماؤنجم عنها من نتيجة لصالح الشعب الفيتنامي، فهذا شئ وما يحدث ويجري في المنطقة شئ آخر يختلف إختلافا جذريا من کل النواحي، إذ أن ما قام ويقوم به النظام الايراني في المنطقة، هو بالاساس أمر مفتعل وهدفه الاساسي والاهم هو الاصطياد في المياه العکرة، بل أن الحروب والمواجهات والازمات التي تمّت إثارتها عن طريق هذا النظام، صار واضحا أن المستفيد الاول من ورائها کان هو النظام الايراني نفسه.
المثير للسخرية والتهکم هنا، إن النظام وفي مجالسه الخاصة أو في حالات يجد فيها ضغطا قويا مسلطا عليه من الشعب الايراني، بخصوص دوره وتدخلاته في المنطقة والتأثيرات السلبية لذلك على الاوضاع في داخل إيران، فإن قادة النظام والمسٶولين وخبرائه، يٶکدون على إن معظم أذرع النظام تخدم مشروعه الذي بزعم النظام أنها تخدم إيران والشعب الايراني! في حين إن تدخلات النظام في بلدان المنطقة ومغامراته الطائشة فيها، کانت على الدوام موضع رفض قاطع من جانب الشعب الايراني، ولا نجد هنا من داع للتذکير بالشعارات التي تم ترديدها خلال التظاهرات المناوئة للنظام بهذا الخصوص.
تأخير عملية التصدي والمواجهة لهذا النظام تحديدا، والذي سعى ويسعى من أجل إستخدام وکلائه کدرع لحمايته، أمر خدم ويخدم هذا النظام ومخططاته، بل وحتى مشروعه المشبوه في المنطقة، ولا سيما وإن بقاء خطره وتهديده، والأهم من ذلك توسيع دائرته وجعله يسعى من أجل تخطّي الحدود المسموحة له، تجعل من هکذا مواجهة أمر حتمي لا محال منه.