تقارير وتحليلات
استمرار الاحتجاجات في إيران – الأحد 4 أغسطس
في يوم الأحد، الرابع من أغسطس، نظم المتقاعدون في عدة مدن إيرانية، بما في ذلك كرمانشاه وطهران وشوش والأهواز، سلسلة من الاحتجاجات أمام مكاتب منظمة التأمين الاجتماعي للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة والرعاية الصحية. كشف هذا الجهد المنسق عن التذمر المتزايد بين المتقاعدين، الذي تفاقم بسبب التحديات الاقتصادية المستمرة والإهمال الحكومي الظاهر.
كرمانشاه: تجمع المتقاعدون في كرمانشاه للتعبير عن معاناتهم المتزايدة. حمل المتظاهرون في هذه المدينة الغربية لافتات ورددوا شعارات مثل “اصرخ ضد كل هذا الظلم”. صرح أحد المشاركين بأن “وضعنا الآن أسوأ من أي وقت مضى”، مما يسلط الضوء على النقص الشديد في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء في الصيف والغاز في الشتاء. كانت المظاهرة في كرمانشاه توضيحًا حيًا لإحباط المتقاعدين بسبب تدهور نوعية حياتهم والخدمات الصحية.
طهران: شهدت العاصمة إقبالًا كبيرًا، حيث طالب المتقاعدون بتحسينات في المعاشات التقاعدية والخدمات الصحية. قال متظاهر خلال التجمع: “أدى الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة إلى وضعنا في موقف حرج، وكان رد الحكومة غير كافٍ تمامًا”. أكد المتقاعدون في طهران على الحاجة الملحة لتدخل الحكومة لضمان حياة كريمة في ظل تصاعد نفقات العيش.
شوش: اتخذت الاحتجاجات في شوش طابعًا سياسيًا أكثر، حيث ركزت ليس فقط على الشكاوى الاقتصادية ولكن أيضًا على الحريات المدنية. وأظهر المتظاهرون تضامنهم مع شريفة محمدي، الناشطة العمالية التي حُكم عليها بالإعدام، وهو ما يرمز إلى الاستياء الأوسع من تعامل النظام مع الحقوق المدنية. ورددت الحشود “يجب إطلاق سراح شريفة محمدي وجميع العمال المسجونين!”، مما يربط المحنة الاقتصادية بالنضال من أجل الحريات السياسية.
الأهواز: رغم الحرارة الشديدة، تجمع المتقاعدون في الأهواز للاحتجاج على قلة المعاشات والظروف المعيشية الصعبة. “على الرغم من الحرارة الشديدة، نواصل احتجاجنا. يجب أن يستمر نضالنا من أجل العدالة والمساواة رغم هذه الصعوبات”، صرح أحد المحتجين، مؤكدًا على عزم المجتمع على الكفاح من أجل حقوقهم في مواجهة الظروف القاسية.
حادث ميناب-بندر عباس: وقعت حادثة مروعة على طريق ميناب إلى بندر عباس أدت إلى مقتل خمسة مواطنين، بما في ذلك اثنان من ناقلي الوقود، نتيجة لمطاردة قوات الشرطة لمركبة محملة بالوقود. انتهت المطاردة بحادث تصادم مع سيارة مدنية، ما أدى إلى اشتعال النيران بشكل كبير ومقتل ثلاثة أفراد من عائلة واحدة كانوا داخل السيارة التي اصطدمت بالمركبة المحملة بالوقود. ردًا على هذه الأحداث العنيفة والوحشیة من قبل القوات المسلحة، قام سكان المنطقة بإغلاق طريق ميناب-بندر عباس لعدة ساعات.
انقطاع التيار الكهربائي في هرسين: واجهت مدينة هرسين في محافظة كرمانشاه انقطاعًا في التيار الكهربائي أثر بشكل كبير على السوق الرئيسية، مما تسبب في مشاكل جمة للتجار المحليين. وأعرب أحد الخبازين عن قلقه الشديد بعد أن حول خمسة أكياس من الدقيق إلى عجين استعدادًا للخبز، ولكنه وجد نفسه عاجزًا عن إكمال العمل بسبب الانقطاع المفاجئ للكهرباء. تسود حالة من الاستياء بين التجار الذين يطالبون بحلول فورية لتجنب خسائر اقتصادية قد تلحق بهم بسبب هذه الانقطاعات المتكررة.
احتجاجات سائقي الشاحنات في قرية گلمنجان: شهدت قرية گلمنجان، الواقعة على بعد 20 كيلومترًا شرق إصفهان، احتجاجات نظمها سائقو الشاحنات اعتراضًا على نقص حصص الديزل المخصصة لهم. يأتي هذا الاحتجاج في ظل تصاعد التوترات بسبب القيود المفروضة على توزيع الوقود، مما يؤثر بشكل كبير على قدرة السائقين على مواصلة عملهم اليومي ويهدد مصدر رزقهم. المحتجون طالبوا بحلول فورية لضمان توفير الديزل بكميات كافية لتلبية احتياجاتهم، مشددين على أهمية دورهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال نقل البضائع والخدمات عبر المنطقة.
إضراب الممرضين في كرج: استمر إضراب الممرضين في مدينة كرج، حيث انضم ممرضو مستشفى مدني في محافظة البرز إلى الإضراب احتجاجًا على الأوضاع غير الملائمة التي يواجهونها. الممرضون يطالبون بتحسين ظروف العمل وزيادة الرواتب وتوفير موارد كافية للعناية بالمرضى بشكل لائق، مما يعكس الضغوطات المتزايدة على العاملين في القطاع الصحي.