تقارير وتحليلات

مقاومة واسعة للنساء السجينات في إيران

الخليج بست

في مواجهة أوامر الإعدام للسجينتين السياسيتين بخشان عزيزي وشريفة محمدي، شهدت السجون الإيرانية تصاعد حملة “ثلاثاءات لا للإعدام” وإضرابات عن الطعام. تمتد هذه الحملة الآن عبر عدة سجون، بما في ذلك سجن إيفين في طهران (الجناح النسائي، الأجنحة 4 و6 و8)، وسجن قزلحصار (الوحدات 3 و4)، وسحن كرج المركزي، خرم‌آباد، تبريز، أردبيل، قائمشهر، خوي، نقده، سقز، مشهد، أورمية، مريوان، كامياران، بانه، وسلماس. أدى إعدام السجين السياسي رضا رسايي مؤخرًا إلى إثارة الاعتصامات والاحتجاجات داخل هذه الجدران، مما يبرز مرحلة جديدة من المقاومة.

واستخدم نظام الملالي السجن كأداة صارمة للقمع والتضييق. هذا النظام، الذي ورث السجون السيئة السمعة من العهد الملكي، أدرك بسرعة ضرورة الحفاظ على سيطرته على أراضي إيران وثقافتها وحضارتها من خلال ملء سجونه بأبناء الوطن المستنيرين، وإقامة المشانق، ونقل التعذيب إلى الشوارع تحت ستار العقوبات الدينية.

نظرية النظام لكسر إرادة السجناء السياسيين مشؤومة تذكرنا بمنطق خميني القاتم: “لا يصبح الإنسان إنسانًا حقيقيًا إلا إذا تم قمعه وتأديبه بالمعاناة”.

داخل النظام، الهدف من الحبس الانفرادي هو أن يجرد السجناء من هوياتهم المثالية وفي نهاية المطاف من إنسانيتهم، ليصلوا إلى نقطة يعتبرون فيها أي شكل من أشكال المقاومة عديم الفائدة. يذكر الراحل حميد أسديان، في كتابه “التعذيب والجلاد”، أندريه مالرو من “المذكرات المضادة” مشيرًا إلى أن الهدف من التعذيب الحديث ليس فقط لاستخراج الاعترافات أو معاقبة الهرطقة ولكن لتحطيم السجين لدرجة أن يروا نفسهم أقل من الإنسان.

وشهدت الثمانينيات فترة من العقوبات الوحشية، حيث استخدمت أجهزة التعذيب مثل “التابوت” و”القفص” و”الإسطبل” بشكل واسع لكسر روح السجناء، مما أدى إلى انتشار اليأس بينهم.

وكانت النساء السجينات غالبًا الضحايا الرئيسيات لمثل هذه التعذيبات المروعة. في تلك الأوقات، كان السجناء السياسيون من مجاهدي خلق يعلمون أنه بدون التضامن والدعم المتبادل، لن يتمكنوا من تحمل هذه الأعمال الشريرة. وكانت المقاومة تتخذ أشكالًا متعددة، من زراعة نبات صغير في كوب إلى صنع أشياء بسيطة بمواد متاحة أو حتى خبز علاج بسيط من عجين الخبز.

وأصبحت عدم فعالية الإعدامات ضد المقاومة الجماعية واضحة الآن. مع فشل الانتخابات المزيفة، اعتمد  خامنئي سياسة إعدام السجناء السياسيين، التي تفاقمت خلال رئاسة بزشكيان. وأظهرت جهود المقاومة الجماعية في السجون، خاصة من قبل النساء، أن مثل هذه التكتيكات غير فعالة ضد جبهة مصممة وموحدة.

وحركة “ثلاثاءات لا للإعدام” تعكس الإمكانية للاحتجاج في مجتمع لم يعد يخاف من الاعتقال والإعدام وقد وجد استراتيجيات جديدة من خلال شبكات الثورة. وتعمل هذه المقاومة الواسعة من قبل النساء السجينات وغيرهن من السجناء السياسيين كعامل مساعد يدفع المجتمع الإيراني نحو الانتفاضة والإطاحة المحتملة بالنظام. يُنظر إلى هذا التقارب على أنه بشارة أمل للتغيير.

في ظل إعدامات جماعية في الثمانينيات ومجزرة 30,000 سجين في صيف 1988، لم تستطع الإجراءات التقييدية مثل حظر الزيارات العائلية إلا أن تجعل السجناء أكثر عزمًا. إذا لم تتمكن دورات الإعدام الجماعي وإنشاء “البيوت الآمنة” من كسر مجاهدي خلق في الخطوط الأمامية، فلن تقلل هذه الإجراءات العقابية من عزم السجناء على المقاومة.

هيومن رايتس ووتش: الإعدامات وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران خرق للقوانين الدولية


إيران ..الأمم المتحدة: اعتماد القرار الـ71 لإدانة نظام الملالي بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان


مركز أبحاث حکومی: تصاعد الفقر والتضخم في إيران


شباب الانتفاضة في إيران: إضرام النار في مواقع ومقرات اجهزة قمعية في عشرات المدن