تقارير وتحليلات
وهکذا يصبح التغيير في إيران حقيقة وليس إفتراضا
أکثر ما يسعى القادة والمسٶولون في النظام الايراني للعمل من أجله وجعله أمرا واقعا وإستحالة ما يناقضه أو يدحضه، هو إن تغيير النظام السياسي القائم في إيران أمر غير ممکن بل وهو المستحيل بعينه ولاسيما وهم يشيرون الى کثرة وکثافة الاحداث والتطورات التي هددت النظام الايراني ولکن لم تتمکن من التأثير عليه وبقي النظام ثابتا ومستمرا.
الاستفادة من العامل الديني والقيام بتوظيفه لخدمة النظام القائم في إيران، هي الاستراتيجية التي تبناها الخميني مع تأسيس هذا النظام والهدف من ذلك کما هو معلوم لکي يضفي قدسية على النظام بحيث يجعل من التعرض له ومعارضته بمثابة الکفر ومخالفة السماء، وهو في الحقيقة کذب مفضوح ذلك إن
الهدف هو المحافظة على النظام وليس أي شئ آخر، ولکن الشعب الايراني الذي قام هذا النظام بسرقة فرحته بإسقاط النظام الدکتاتوري للشاه تبددت ووجد نفسه أمام نفس الدکتاتورية ولکن تحت غطاء ديني مشبوه.
الشعب الايراني الذي قام برفض هذا النظام وواجهه بطرق وأساليب عفوية، جاءت منظمة مجاهدي خلق الایرانیة لتقوم بتوعية الشعب الايراني وبجعل مواجهته للنظام يقوم على أساس علمي مدروس وله هدف واضح ومحدد يتجسد بإسقاط النظام، والملفت للنظر هنا إن المنظمة قامت بالاعداد للعمل من أجل تحقيق الهدف الاکبر بإسقاط النظام وکانت الخطوة الاساسية في تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي دعا إليه زعيم المنظمة السيد مسعود رجوي، وهذا المجلس ضم قوى وشخصيات سياسية إيرانية مختلفة معارضة للنظام الى جانب مجاهدي خلق، وسعى هذا المجلس من أجل وضع استراتيجية من أجل إسقاط النظام، وطوال ال45 عاما المنصرمة لم يتوقف عمل ونشاطا هذا المجلس بل ظل مثابرا حتى صار أصبح في النتيجة رقما صعبا في المعادلة الايرانية بحيث لايمکن تجاهله وحتى إن إندلاع معظم الانتفاضات الشعبية والتي کان آخرها إنتفاضة 16 سبتمبر2022، کانت جميعها بدور وتأثير وتوجيه من هذا المجلس.
التجمعات السنوية لإيران الحرة التي هي اسلوب وطريقة للنضال والمواجهة ضد النظام الايراني ولعبت ولازالت تلعب دورها في التأثير على النظام سلبا وفضحه أمام العالم وفي نفس الوقت توعية الشعب ەجعله على إطلاع بجرائم وإنتهاکات وفساد النظام، وحتى يمکن القول بأن التجمع الاخير لهذه السنة والذي کان تجمعا نوعيا بحق لمشارکة شخصيات سياسية مرموقة فيها نظير مايك بنس ومايك بومبيو وغيرهما الى جانب حضور مکثف للإيرانيين وحتى إن مجلة شٶون إيرانية التي تصدر عن مرکز الخليج للدراسات الايرانية وتهتم بالوقوف في وجه أطماع ملالي طهران في المنطقة العربية، من أجل قطع الطريق على المشروع الطائفي التوسعي لـ (ذوي العمائم السوداء) قد قامت بتخصيص العدد السادس والثلاثون لها، کما هو في الرابط أدناه لمن يريد الاطلاع عليه https://alkhalej.net/p/13911134 اليوم، وبعد صراع ومواجهة إستمرت ل45 عاما مع هذا النظام، فإن معظم الدلائل والمٶشرات تٶکد على إن التغيير في إيران صار يتجه ليصبح حقيقة وأمرا واقعا وليس مجرد إفتراض، وإن النظام الايراني في أضعف حالاته وإن سقوطه ليس إلا مسألة وقت.