تقارير وتحليلات
إيران ..المطالب الملحة للاحتجاجات الواسعة في ذكرى انتفاضة 2022 في انحاء العالم
في 16 سبتمبر 2022، أشعلت وفاة مهسا (جینا) أميني المأساوية شرارة احتجاجات واسعة النطاق، حيث بدأت في محيط مستشفى كسرى وانتشرت بعدها إلى ميدان الأرجنتين في طهران وأجزاء أخرى من المدينة. وسرعان ما امتدت هذه الانتفاضة لتشمل كردستان ومدن أخرى في جميع أنحاء إيران، مما هزّ أركان النظام الديني الحاكم. وقد دفع حجم هذه الحركة البارزة النظام إلى حافة الانهيار، مما جعل الكثيرين في الخطاب السياسي يطلقون عليها اسم “ثورة”.
وكانت النتيجة الأهم لهذه الانتفاضة هي إحداث انقسام عميق بين جبهة الشعب وجبهة النظام. وبقيادة وإرشاد خطوة بخطوة من مسعود رجوي، فشلت محاولات القوى الرجعية والاستعمارية في حرف الانتفاضة عن مسارها وسرقة مكاسبها. ولم يذهب دم أكثر من 750 شابًا إيرانيًا ومعاناة أكثر من 30,000 معتقل وسجين سدى.
وأصبح شعار “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي” مقبولًا على نطاق واسع، مما وضع حدًا واضحًا وصارمًا بين أي شكل من أشكال الاستبداد وبين سعي الشعب للحرية.
وغرزت انتفاضة 2022 في المجتمع الإيراني روح الانتفاض، متجسدة في رسالة “ممنوع الخنوع” ومبدأ “رد النار بالنار”. وأظهر إعدام الثوار مثل رضا رسائي، بعد عامين من الانتفاضة، أن النظام لم يجد وسيلة أخرى لمواجهة هذا الزلزال الاجتماعي الهائل سوى من خلال الإعدامات.
سلسلة من التظاهرات والتجمعات التي قام بها الإيرانيون الأحرار في مدن حول العالم لإحياء ذكرى انتفاضة 2022 تعبر عن عزم الشعب الإيراني الثابت على إسقاط نظام ولاية الفقيه. وقد ترافقت هذه التجمعات والاحتجاجات مع 25 عملية نارية قامت بها وحدات الانتفاضة.
وفي الذكرى السنوية لانتفاضة 2022، اجتمع الإيرانيون الأحرار ليعبروا عن عدة حقائق لا تقبل الجدال:
1. الانتفاضة، التي بدأت بقيادة النساء الإيرانيات الشجاعات وجسدت روح “المرأة، المقاومة، الحرية”، لا تزال حاضرة وبقوة في المجتمع الإيراني المتفجر. فوحدات الانتفاضة، بصفتها شرارات لا تنطفئ لهذه الانتفاضة، تبقي نيرانها مشتعلة في شوارع إيران من خلال أعمالها.
2. لم يُنسَ دماء شهداء هذه الانتفاضة، من “جینا أميني” إلى “سارا دلداري” ومن “محسن شكاري” إلى “كميل أبو الحسني”. هذه التضحيات الدائمة تُنبت أيادي جديدة وأسلحة جديدة، وتجمع عزمات وإرادات متجددة لتُسقط يومًا ما النظام القمعي.
3. في هذه الذكرى السنوية، يمكن القول بوضوح أن الديكتاتورية، سواء كانت في شكل ملكي أو ديني، لم يعد لها مستقبل في إيران. الاستراتيجية الوحيدة الممكنة والمبدئية هي تحقيق جمهورية ديمقراطية من خلال ثورة ديمقراطية. هذا هو الأفق الأكثر وضوحًا الذي يضيء مستقبل التطورات السياسية والاجتماعية في إيران، ويمكن تحقيقه من خلال برنامج مريم رجوي ذي النقاط العشر.
4. قد يستمر خامنئي وحكومته الدمية في إدارة عجلة آلة الإعدام، لكن ليس لديهم مفر سوى السقوط. يمكن للقضاء التابع للجزارين أن يوصي باستراتيجيات جديدة لتشويه سمعة المقاومة الثورية والشعبية المتزايدة للمقاومة وقوتها المحورية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ، لكن هذه التكتيكات البالية توجه الشباب الثائر بشكل أكبر نحو البديل الديمقراطي.
5. رسالة الشعب والمقاومة الإيرانية للحكومات والمنظمات الدولية واضحة: “أنهوا سياسة الاسترضاء البالية مع رأس الأفعى في طهران. اشترطوا علاقاتكم مع هذا النظام بوقف الإعدامات. صنفوا الحرس الایراني كمنظمة إرهابية. استخدموا آلية الزناد للعقوبات الفعالة ضد هذا النظام. اعترفوا بالفاشية الدينية كتهديد للسلام والأمن العالميين بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. واعترفوا بحق الشعب الإيراني في إسقاط النظام الديني وحق وحدات الانتفاضة وشباب الانتفاضة في محاربة حرس النظام “. (مقتطف من رسالة مريم رجوي في الذكرى الثانية لانتفاضة 2022).