تقارير وتحليلات
إيران ..خطاب الملا خامنئي مثير للسخرية والتهکم
يواجه نظام الملالي نوعا من التراجع والانهزامية بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي دامت لستة أشهر، ومع إن النظام عموما والملا خامنئي خصوصا بذلوا جل ما في وسعهم من أجل تدارك ذلك التراجع الذي صار يخلف روحا إنهزامية في نفوس جلاوزة النظام، لکن مساعيهم لم تنجح وجاءت حرب غزة الدامية التي سعوا من أجل إستغلالها لصالحهم لتزيد الطين بلة لهم ولأذرعهم في المنطقة بل وإن وضعهم تطور نحو الأسوء بکثير بعد تداعيات هذه الحرب التي وصلت الى لبنان وباتت ظلالها الکئيبة تتوضح أکثر على اليمن والعراق وسوريا أيضا لتثير ذعر النظام وهلع الملا خامنئي.
نظام الملالي الذي طالما صال وجال في المنطقة وإعتبر نفسه بمثابة عنترها وصنديدها الذي لا يقهر، فإنه وبعد الانتفاضات الشعبية العارمة بوجهه بشکل خاص، وبعد حرب غزة وآثارها وتداعياتها على لبنان وبلدان أخرى في المنطقة عموما، بصورة تظهر مٶشرات واضحة ليس على زعزعة دورهم ونفوذهم في بلدان بالمنطقة بل وحتى إستئصالها، فإن خامنئي قد أصبح کالجرذ المذعور بعد أن صار يعلم جيدا بأن إنتهاء نفوذهم في بلدان المنطقة بمثابة طوفان ليس يجرف وکلائهم في المنطقة بل وحتى نظامهم الآيل للسقوط.
الخطاب الاخير الذي ألقاه الملا خامنئي في صلان الجمعة بطهران، في سبيل بعث شيئا من الروح المعنوية لدى نظامه المذعور والذي لفت النظر هو الجو الامني المشدد للغاية وفرض أحکام عرفية من أجل إن يمر الامر بسلام، وکما هو واضح ومنتظر دائما في هکذا حالات يجد النظام نفسه محاصرا ومشرفا على السقوط، فإن خامنئي شرع بإستعراض خائب لعضلات نظامه الواهية وعلى طريقته المعهودة من أجل تبرير خوفهم وجبنهم من المواجهة والتي باتت حديث ليس الشعب الايراني فقط بل والمنطقة والعالم، فإنه قال:” لن نماطل ولن نتسرع في أداء هذه المهمة. لاحظوا أنه نحن لا نماطل، نحن لا نقصر. لن نكون في عجلة من أمرنا. ما هو منطقي و معقول، و صحيح، ورأي صناع القرار العسكري والسياسي سيتم في وقته الخاص، كما فعلناه، وسيتم ذلك مرة أخرى في المستقبل إذا لزم الأمر”، لکن الحقيقة غير ذلك تماما إذ أن ألسنة النيران التي أشعلوها في المنطقة باتت قاب قوسين أو أدنى منهم.
ولأن الملا خامنئي صار يعلم مدى تحامل شعوب المنطقة عليهم لدورهم المشبوه والخبيث في إثارة الحروب والازمات في المنطقة فإنه سعى في خطابه هذا لإستمالة الدول والشعوب الاسلامية عندما قال:” علينا أن نحكم حزام الدفاع من أفغانستان إلى اليمن، ومن إيران إلى غزة ولبنان في جميع الدول الإسلامية وبين الشعوب الإسلامية.”، لکن الصحيح هو إن شعوب هذه الدول ضحايا لمخططات وألاعيب هذا النظام ولاسيما حروبه التي يثيرونها بين الفترة والاخرى، وإنهم بمحاولته المفضوحة هذه يثير الشفقة والتهکم ذلك إن شعوب المنطقة کما الشعب الايراني يتطلعون لليوم الذي يشهدون في سقوط هذا النظام!