مجتمع الخليج بوست
قلمي
لغيرتي على قلمي لا زلت أهجر حاسوبي...فروحي لا تسكن الا بين حروف نزفت دما من بين شرايين محبوبي.
هذا العشق الذي يروي نفسا ضمٱى يضمد جراحها الحنين، ويروي عطشها ذلك النزف الذي يرسم قبلا على صفحات تتمسك بالاثر كما يتمسك الحي بالحياة.
أعشق قلمي وهو ماض في تقبيل تلك الخدود البيضاء على صفحات الزمن الهادر تاركا خلفه حروفا، لا بل قبلات، أجسادا نابضة بالمعاني...غارقة في البقاء ومدثرة بالخلود.
إنه روحي التي تأبى الخضوع، وترفض النسيان، راسمة صرخاتي وٱهاتي، آلامي وعبراتي، ضحكاتي وقفزاتي، كطفلة قادمة من الأزل حلمها الأبدية.
إنه سلاحي الذي يزين بالألوان وجودي، ويحرس كجندي مرابط كل حدودي، يحملني رغم أن صوت الصورة يشي بأنني أحمله، وإن كنت أحيانا بدون قصد أهمله، ولكنني بقصد ودونه إليه أعود، محمولة على أطراف من الهوى والهيام، و بملامح ارهقها الألم والحنين، والعتب والحب، والمعاناة والألم، وبها كلها ألقاه ويلقاني، أحمله بدءا ، فيحملني توا، أراقصه عبر الصفحات، على الخدود الشاحبة، الباهتة فيملؤها ورودا، وثمارا وأشجارا، فتزدان رونقاً وجمالا، حليا وجواهر، تملأ دنياي كمغارة علي بابا، تبدي كنوزها...لا تخشى الأربعين من اللصوص، فهي محصنة... ٱمنة...منيعة كقلعة تحصن بها الملك، يخشاه من يراه، وتنعدم أمامه الجرأة، وتنهزم الشجاعة في حضرته، وكأنه في ذلك ملك موت لا ملك حياة.
إنه قلمي الذي احتضنته منذ الطفولة، وكنت كرضيع متمسك برضاعة يخشى الضياع دونها،
وعلى هذا الحال لا زلت، وانه بين أناملي منذ التقطته لأول مرة يدي، وعلى مر الزمن صار وجوده بها كمثل وجود أناملي، وشعوري به يفوق شعوري بها.
ومن يومها لم اعد اتخيل يدي بدون قلمي، وكأنه اخيرا اتصل بها، وأي انفصال سيكون الألم ناتجه.
فأنا موجودة ما دام موجودا قلمي، وأملي أن يبقى معي على قيد الوجود والحياة ، وعلى درب الرحيل والوداع وهذا حلمي.
*أكاديمية وكاتبة من الجزائر