تقارير وتحليلات
د ـ فيلت الآلمانیة: مريم رجوي تطرح خطة لتغيير النظام في إيران بعد سقوط الأسد
في مقال نُشر على موقع Welt.de، تناولت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، رؤيتها حول تأثير سقوط بشار الأسد في سوريا على إضعاف النظام الحاكم في إيران. وترى رجوي أن الوقت قد حان لتنظيم مقاومة فعّالة للإطاحة بالنظام الإيراني. ويناقش المقال نقاط ضعف النظام الإيراني، وتصاعد السخط الداخلي، وخارطة الطريق نحو إقامة إيران ديمقراطية.
وتبدأ مريم رجوي بالإشارة إلى التداعيات الاستراتيجية لسقوط الأسد، واصفة إياها بأنها “ضربة مدمرة” للنظام الإيراني الذي اعتمد بشكل كبير على تحالفه مع الأسد لتعزيز نفوذه الإقليمي. وكتبت: “كانت سوريا العمود الفقري للنظام في المنطقة”، مشيرة إلى أن حرس النظام الإيراني (IRGC) استخدم سوريا كجسر للتواصل مع البحر الأبيض المتوسط ولبنان وحزب الله. كما كشفت رجوي أن النظام أنفق “ما لا يقل عن 50 مليار دولار في سوريا بين عامي 2012 و2020” لمحاولة الإبقاء على الأسد في السلطة، لكن هذه الاستراتيجية “فشلت تماماً”.
وأوضحت رجوي أن انهيار قوات الأسد يظهر ضعف القوات الموالية لطهران، قائلة: “ذابت القوات المسلحة التابعة للأسد وعشرات الآلاف من مقاتلي فيلق القدس كما يذوب الثلج تحت شمس الصيف”. وأضافت أن هذا التطور يكشف زيف الصورة القوية التي يحاول النظام الإيراني ترويجها.
وربطت رجوي هذا الفشل الإقليمي بالوضع الداخلي في إيران، واصفة البلاد بأنها في “أضعف حالاتها منذ عقود”. وأكدت أن الاضطرابات الاجتماعية تتفاقم بسبب “الانهيار الاقتصادي، والتضخم الخارج عن السيطرة، والبطالة الواسعة النطاق، والفساد المؤسسي”. كما أشارت إلى أن “العوامل التي أدت إلى أربع انتفاضات شعبية واسعة النطاق خلال السنوات الست الماضية قد تفاقمت.”
وتحدثت رجوي عن حملة القمع المتزايدة التي ينفذها النظام من خلال “موجة غير مسبوقة من الإعدامات”، حيث شهدت الأشهر الخمسة الأخيرة تنفيذ “أكثر من 600 عملية إعدام.”
وأشارت إلى أن النساء يتعرضن للقمع بشكل خاص، مما يجعلهن في صميم الحراك الشعبي. وأضافت: “القمع الممنهج للنساء يشكل أحد أعمدة سياسة النظام القمعية.”
ورغم التحديات، تنقل رجوي رسالة أمل حول إمكانية التغيير. وقالت: “المجتمع الإيراني ينتظر الشرارة التالية لإشعال انتفاضة جديدة.” وأوضحت أن سقوط الأسد يبعث برسالة واضحة إلى الشباب الإيراني: “إن الملالي الحاكمين وحرسهم ضعفاء ومكشوفون.”
وحذرت رجوي من أن النظام سيحاول تصعيد برنامجه النووي في محاولة يائسة لاستعادة توازنه المفقود. لكنها أكدت أن الحل لا يكمن في الضغوط الخارجية وحدها، بل في “نهج محلي”. وحددت ثلاثة متطلبات لتغيير النظام:
ـ مقاومة منظمة تضم آلاف الأعضاء ذوي الخبرة
ـبديل ديمقراطي يتمتع بدعم شعبي واسع واعتراف دولي
ـ خارطة طريق عملية لتغيير النظام.
وتطرقت رجوي إلى رؤية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لإقامة إيران ديمقراطية. وأوضحت أنه بعد سقوط النظام، سيتم تشكيل حكومة انتقالية لمدة أقصاها ستة أشهر لتنظيم “انتخابات حرة ونزيهة لجمعية تأسيسية.” وبعد ذلك، ستُنقل السلطة إلى ممثلي الشعب المنتخبين الذين سيعملون على صياغة دستور الجمهورية الجديدة.
وأكدت أن الرؤية المستقبلية لإيران ترتكز على مبادئ ديمقراطية، مثل المساواة بين الجنسين، وحرية الأديان، وفصل الدين عن الدولة. وكتبت: “إيران الحرة ستعتمد على صناديق الاقتراع كمعيار وحيد للشرعية.” كما تشمل الخطة تعزيز السلام في الشرق الأوسط والسعي لإقامة دولة خالية من الأسلحة النووية.
وشددت رجوي على أهمية الدعم الدولي، خاصة من الاتحاد الأوروبي. ودعت الاتحاد إلى “الاعتراف بحق الشعب الإيراني ومقاومته في الإطاحة بالنظام.” كما طالبت بإجراءات ملموسة ضد النظام الإيراني بسبب “قمعه لشعبه، وإرهابه، وتهديداته العسكرية، وبرنامجه لتطوير الأسلحة النووية.”
واختتمت رجوي مقالها بدعوة للتضامن، قائلة: “هذه السياسة تخدم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وتضع أوروبا إلى جانب الشعب الإيراني في سعيه نحو الحرية.”