تقارير وتحليلات
مريم رجوي: سواء بأسلحة نووية أو بدونها، السقوط ينتظر الملالي
تظاهر الآلاف من الإيرانيين في مظاهرة حاشدة اليوم 8 فبراير في باريس لدعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باعتباره البديل الديمقراطي لنظام الملالي ودعم خطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر لتحقيق الحرية في إيران. ووجهت السيدة مريم رجوي رسالة عبر الهواء للمتظاهرين و فيما يلي نصها:
أيها المواطنون الأعزاء، رفاق المقاومة، المؤیدون للاشرفیین!
تحية لكم وتحية للمجاهدين الأحرار في أشرف الثالث الذين انضموا إلى هذه التجمعات والتظاهرات.
نحتفل بثورة الشعب الإيراني الكبرى ضد الملكية في 11 فبرایر 1979 مع هذا الالتزام المقدس والكبير بأن نظام الولي الفقيه يجب أن يُسقط أيضًا.
نعم، لا للملك، لا للملّا، عاشت الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني!
تحية للمبدعين والرواد الحقيقيين لتلك الثورة!
من الأب طالقاني إلى حنيف ومحسن وبديع زادکان وجزني وأحمد زاده وبويان وباك نژاد، ومن خالقي ملحمة سياهكل إلى أشرف وموسي. تحيات لهم.
نظام الملالي محاصر من كل جانب
جيل ثورة 1979 تم إبادة العديد منهم، تم تقييدهم، تم قصفهم بالكذب والشیطنة، ولكنهم تكاثروا واستمروا في الأجيال الثائرة المتمردة.
أرادوا إحراق الثورة في إيران ليحولوها إلى رماد. ولكن تحت قيادة مسعود، انتشرت الثورة من تحت الرماد وأصبحت مشتعلة.
ثورة بهمن (فبرایر) تعتبر “شؤمًا” لورثة الشاه، لكنها لکوکبة الشهداء وللثوار احتفال بالنصر على الديكتاتورية الملكية. على الرغم من أن الملالي اختطفوا قیادة تلك الثورة، إلا أن عصرهم قد انتهى، وثورة أخرى في طريقها للتحقیق.
نظام الملالي محاصر من كل جانب؛
محاصر من قبل بؤر التمرد والشباب الثائرين المضحين.
محاصر من مجتمع مليء بالغضب والتمرد ومن أنواع الصراعات الداخلية والخارجية، خصوصًا بعد انهيار أهم قاعدتهم في المنطقة.
خامنهاي كان يقول مرارًا: إذا لم نقاتل في سوريا، يجب أن نجعل خطنا الدفاعي في طهران وأصفهان. الآن بعد أن فقدوا كلًا من سوريا ولبنان، جعلوا خطهم علی الإعدام في طهران وجميع مدن إيران.
لكن نقول لهم: لا تتأخروا؛ اجعلوا بيت العنكبوت محصنًا!
لأن الثوار يسعون لتنظيف وتطهير الشوارع من الجراثيم التابعة للملّا والملك!
سواء بأسلحة نووية أو بدونها، السقوط ينتظر الملالي
هذه الأيام، الملالي وغير الملالي في النظام یتشاجرون حول المفاوضات مع أمريكا أو عدمها.
نحن نقول، تفضلوا، تفاوضوا واحتسوا كأس السم في جميع المجالات.
قلنا إن ألف كأس سم سیکون في خدمة إقامة ألف أشرف.
مؤخراً، قال نائب وزير المخابرات في النظام إن المفاوضات لا تنفع وهي أكبر سمّ، وأكد: الأمريكيون يريدون أن يقولوا لنا من خلال المفاوضات “إما أن تتراجعوا أو تسقطوا”.
ويوم أمس قال خامنئي نفسه الكلام الأخير وقال :” التفاوض أمر غير عقلاني ويفتقر إلى الحكمة وليس مشرفا” سبق أن قال النظام إنه لا ينتحر خوفا من الموت!
لكن موقف المقاومة وشعب إيران هو: يا جلاد “حان وقت موتك” سواء كانت هناك مفاوضات أو لا، سواء بأسلحة نووية أو بدونها، فإن الانتفاضة والسقوط ينتظركم!
اليوم، مدن إيران مليئة بالاحتجاجات وإضرابات العمال والممرضين والمعلمين والمحرومين والمتقاعدين.
عشرات الملايين محرومون من الاحتياجات الأساسية للحياة (مثل الكهرباء والماء والسكن، الحد الأدنى من المواد الغذائية والصحة).
لكن مشكلة شعبنا تتجاوز مضاعفة الأسعار عشرة أو مئة مرة. إن مشكلتهم هي 46 عاماً من حكم استبداد ديني قاس ومجرم.
ولهذا السبب انتفض أبناء شعبنا في انتفاضة 2017 بقيادة النساء والشباب الثائرين،
وأحرقوا في انتفاضة 2019 النارية 800 مركز سياسي وعسكري للنظام
وفي خريف 2022 اهتزت الأرض تحت أقدام الملالي في 280 مدينة إيرانية.
نعم، الحل هو ثورة أخرى. ثورة لإسقاط نظام الإعدام والمجازر.
التجنب من العنف أو الاستسلام!
إلى أولئك الذين يلفّون حماية الوضع الراهن أو على الأقل عدم الفعل والراحة في غلاف “التجنب من العنف”، ویصفون المقاومة والصمود بالعنف، نقول: أيها السادة! إذا لم يكن الهدف هو إخفاء المواقف الاستسلامية أو المساومّ، فليتفضلوا، استخدموا أي وسيلة ترونها مناسبة للإطاحة بالملالي وإقامة الديمقراطية.
كما قال مسعود: “كل من يسقط الاستبداد الديني ويستبدله بجمهورية ديمقراطية مستقلة، نحن بجانبه بكل قوة وبكل إخلاص وبدون توقع أي شيء”.
ولكن لا يوجد کیان غير المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة يمكن له تحقیق ذلك. والآن إذا أنكر أحد وجود بديل، فإن المعنى السياسي لهذا الكلام ليس سوى استمرار وبقاء نفس النظام.
قدّم المجلس الوطني للمقاومة الإيراني منذ 22 عامًا خطة جبهة التضامن الوطني لإسقاط الاستبداد الديني. وقد دعا هذا المجلس إلى اتحاد جميع القوى الملتزمة بالجمهورية برفض كامل لنظام ولاية الفقيه، لأجل إقامة نظام ديمقراطي ومستقل يستند إلى فصل الدين عن الدولة.
إذن، صدّقوا أن الخلاف لم يكن أبداً حول هذه الطريقة أو تلك.
جوهر الصراع هو: هل يجب إسقاط الفاشية الدينية بأي ثمن من التضحية، أم لا؟
لقد ثبت على مدى العقود الماضية أن أي شخص یحمل علی کتفه مسؤولیة إسقاط هذه الديكتاتورية لا يعادي حركة المقاومة، ولن یتفق مع الملالي علی القوة القتالية ضد النظام.
نعم، أي شخص يريد الإسقاط، يدعم بصدق وحدات المقاومة.
تجمعكم اليوم في بلد له نشيده الوطني باسم “لا مارسیيز”. نحن أيضاً نغنيه معهم:
« انهضوا یا أبناء الوطن،
فقد دقّت ساعة المجد
بعد ما رُفعت في وجهنا
رایات الاستبداد الملطخة بالدماء
شكلوا صفوفکم.
لإسقاط المستبدين
إلى الأمام إلى الأمام”!
حق التمرّد في البیان العالمي لحقوق الإنسان
نعم، نحن وشعبنا لا نقاتل فقط من أجل حق الملبس.
حق التمرد هو أول حق لنا ولشعبنا ولثوارنا من أجل الحرية.
هذا الحق الذي وُضع كآخر وسيلة ضد الاستبداد والقمع في مقدمة البیان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
أيها المواطنون!
شعبنا أسقط الديكتاتورية الملكية في ثورة 1979. الآن نحن نهضنا لإسقاط الاستبداد الديني وانتصار ثورة ديمقراطية.
في تلك الثورة، جاءت النساء إلى ساحة القتال بکلّ مراتب التضحیة، ولكن نصيبهن كان التمييز والقمع والحجاب الإجباري.
الآن هناك ثورة تجري نحو مشاركة فعالة ومتساوية للنساء في القيادة السياسية.
في تلك الثورة، حلّ الاستبداد الديني محلّ الاستبداد الملكي.
أما الآن فنحن نبني مجتمعًا يفصل بين الدين والدولة.
نبني مجتمعًا تتحقق فيه حقوق جميع القوميات من الأكراد والعرب والبلوتش والتوركمان.
السيادة لجماهیر الشعب
إن الدستور الذي منح الملك “موهبة إلهية” للملك و”نسله الذكوري”، قد دُفن في الثورة ضد الملكية عام 1979.
وهذا الدستور الذي يضع البلاد تحت “الولاية المطلقة للأمر وإمام الأمة” أيضًا سيُدفن.
هناك دستور جديد في الطريق، وأهم مبدأ فيه هو أن السيادة تعود لجمهور الشعب الإيراني وحقهم في الاختيار الحر.
هذه هي رسالة مقاومتنا التي یضحّي أبناء المقاومة من أجلها:
لتمهيد الطريق لنقل السيادة إلى أصحابها الحقيقيين؛
لتمهيد الطريق للشعب ليقرّر مصيره،
ولتحصل المرأة المضطهدة على مكانتها الحقيقية.
أختم خطابي بالتحية إلى أشرف رجوي أشرف الشهداء وقائد الشعب موسى خياباني ورفاقه الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في عاشوراء المجاهدين في 8 فبرایر 1982.
سلام عليهم الذين قاتلوا حتى النفس الأخير وأسّسوا سنة المقاومة الحمراء بأي ثمن.
يا إيران
حینما أصبح حبّك مهنتي
تفکیرنا لیس بعيداً عنك
لا قيمة للنفس في طريقك؟
لتبقى خالدا أرض إيراننا.