تقارير وتحليلات
حركة المقاومة الإيرانية تدعو إلى تغيير النظام وسط تصاعد الانتفاضات
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، وهو تحالف يدعو إلى إيران ديمقراطية وحرة، أعاد تسليط الضوء على تزايد حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها النظام الإيراني. في مقابلة على “برنامج جون فريدريكس“، قدّم علي رضا جعفر زاده، ممثل NCRI ومؤلف كتاب التهديد الإيراني، رؤى حول المقاومة المستمرة ضد النظام الديني الحاكم في إيران.
أوضح جعفر زاده أهداف NCRI، مؤكدًا التزامهم بإحداث تغيير ديمقراطي في إيران. وقال: “إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي أمثله هنا، هو في الواقع تحالف للقوى الديمقراطية التي تسعى إلى التغيير في إيران”. لقد قدّم المجلس خطة عشر نقاط تدعو إلى إقامة جمهورية يكون فيها صوت الشعب هو المعيار الوحيد للشرعية. وتُبرز الخطة مبادئ ديمقراطية رئيسية مثل الفصل بين الدين والدولة، والمساواة بين الجنسين، وحرية الدين والصحافة، وإنشاء إيران سلمية غير نووية.
وإلى جانب جهوده في مجال الدعوة، لعب NCRI دورًا رئيسيًا في كشف الأنشطة النووية السرية لإيران. واستذكر جعفر زاده قائلاً: “لقد كشفنا في واشنطن في أغسطس 2002 عن موقع نطنز النووي السري”. أدّى هذا الكشف إلى زيادة التدقيق الدولي في برنامج إيران النووي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA). وفي الشهر الماضي فقط، كشف NCRI عن مواقع إضافية يُعتقد أنها جزء من جهود إيران السرية لتطوير رؤوس حربية نووية.
وأشار جعفر زاده إلى أن الظروف مواتية أكثر من أي وقت مضى لإحداث تغيير في إيران، مشيرًا إلى ثلاثة عوامل رئيسية: المعارضة الشعبية الواسعة، والمقاومة المنظمة، والتغيرات الجيوسياسية المتسارعة.
الشعب الإيراني، ولا سيما الجيل الشاب، يقود هذا الحراك. وقال جعفر زاده: “الغالبية العظمى من الشعب الإيراني تعارض هذا النظام، خاصة الجيل الشاب، الذي يشكل نحو ثلثي السكان”. ومنذ عام 2018، شهدت إيران تسع انتفاضات كبرى في جميع المحافظات الـ 31، حيث شارك العمال والممرضون وقطاعات أخرى في المجتمع في احتجاجات واسعة، مما يعكس استياءً عميقًا من سياسات النظام.
وبالإضافة إلى ذلك، قامت وحدات الانتفاضة التابعة لـ NCRI داخل إيران بتحدي سلطة النظام بشكل مباشر. وأوضح جعفر زاده: “دورهم يتمثل في تحطيم فكرة أن النظام لا يُهزم، وتشجيع الناس على الاستمرار في الاحتجاجات، بالإضافة إلى مواجهة قوات النظام القمعية”.
الضغط الإقليمي والدولي على طهران
تضاءل نفوذ إيران في المنطقة نتيجة تراجع قوة وكلائها الإقليميين. وأكد جعفر زاده: “كانت الميليشيات الوكيلة هي الركيزة الأساسية التي اعتمد عليها النظام لتحقيق عمقه الاستراتيجي. لكن كل ذلك انتهى الآن”. فقد تراجع دور جماعة حزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد في سوريا، مما كشف نقاط ضعف القيادة الإيرانية.
وعلى الصعيد الدولي، ازدادت المخاوف بشأن الطموحات النووية الإيرانية، مما أدى إلى تصعيد الضغوط عليها. وحذّر جعفر زاده قائلاً: “أدرك العالم أن الملالي لم يكونوا يتفاوضون بصدق بشأن البرنامج النووي، بل كانوا يسابقون الزمن لبناء القنبلة”. وأدّى هذا الإدراك إلى تشديد العقوبات الاقتصادية وفرض حملة ضغط قصوى تهدف إلى الحد من قدرة طهران على تمويل أنشطتها العسكرية والنووية.
دعم الكونغرس الأمريكي للمقاومة الإيرانية
حظيت حركة التغيير في إيران بدعم من الكونغرس الأمريكي، حيث صدرت قرارات من الحزبين تدعم أهداف NCRI وأوضح جعفر زاده: “هناك قرارات تدعم التغيير في إيران، وتؤيد خطة العشر نقاط لمستقبل البلاد”. وتشير هذه الجهود التشريعية إلى توافق متزايد بين صناع القرار الأمريكيين حول ضرورة اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران.
وعلاوة على ذلك، تواصل الاحتجاجات التي ينظمها الإيرانيون في الخارج تعزيز رسالة المقاومة على المستوى العالمي. “في الشهر الماضي فقط، شهدت باريس مظاهرة ضخمة شارك فيها الآلاف، مطالبين بسياسة خارجية حازمة ودعمًا لزعيمة هذه الحركة، مريم رجوي”، أضاف جعفر زاده. ومن المتوقع أن تشهد واشنطن مظاهرة كبرى في 8 مارس، حيث سيجتمع المتظاهرون من مختلف أنحاء الولايات المتحدة لدعوة الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ موقف حازم ضد النظام الإيراني.
دعوة للاعتراف الدولي بالمقاومة
شدد جعفر زاده على أن الشعب الإيراني لا يحتاج إلى تدخل عسكري خارجي، بل إلى اعتراف دولي بنضاله المشروع. وقال: “لا حاجة إلى إرسال قوات على الأرض أو تخصيص أموال، بل يكفي الاعتماد على الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة”. وقارن بين الموقف الحالي وسقوط الأنظمة الاستبدادية الأخرى، مشيرًا إلى أن انهيارها غالبًا ما يكون مفاجئًا. وأضاف: “حتى اللحظة الأخيرة، يبدو الدكتاتوريون دائمًا وكأنهم لا يُهزمون، ولكن بمجرد انهيارهم، ينهارون بسرعة”.
ومع استمرار تصاعد المعارضة داخل إيران، يبقى السؤال الأهم: هل سيقف المجتمع الدولي إلى جانب أولئك الذين يكافحون من أجل إيران حرة؟ ستشكل المظاهرات القادمة والجهود المستمرة للمقاومة مؤشرًا حاسمًا لمستقبل هذا الحراك.