تقارير وتحليلات
في مرمى النظام الإيراني: تجربتي في باريس ودعوة للمواجهة
في مرمى النظام الإيراني: تجربتي في باريس ودعوة للمواجهة
في مرمى النظام الإيراني: تجربتي في باريس ودعوة للمواجهة
في 30 يونيو 2018، وجدت نفسي، دون أن أدرك ذلك وقتها، هدفًا لمخطط إرهابي نفذه النظام الإيراني أثناء مشاركتي في تظاهرة كبرى قرب باريس نظمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. كان الهدف من هذا التجمع رفع صوت الحرية والديمقراطية لإيران، لكنه كاد يتحول إلى كارثة بسبب محاولة تفجير قنبلة، لولا تدخل الشرطة الأوروبية التي أحبطت المخطط في اللحظات الأخيرة. وجودي هناك، إلى جانب مئات النواب من مختلف أنحاء العالم، جعلني شاهدًا مباشرًا على مدى تهديدات طهران التي تمتد حتى الأراضي الأوروبية.
ما حدث في باريس لم يكن حادثًا عابرًا، بل جزءًا من نمط أوسع يتبعه النظام الإيراني لتصفية معارضيه أينما كانوا. كان هذا المخطط بقيادة دبلوماسي إيراني، أسد الله أسدي، مما يكشف استعداد طهران لارتكاب جرائم لإسكات أصوات المقاومة. تم القبض على أسدي وحُكم عليه بالسجن 20 عامًا في بلجيكا، لكن للأسف، أُطلق سراحه بعد أقل من ربع المدة في صفقة تبادل مع رهائن غربيين، ليعود إلى طهران ويُستقبل كـ"بطل". هذا الحدث بعث برسالة واضحة إلى النظام: استراتيجية الابتزاز والرهائن لا تزال ناجحة.
أرى أن النظام الإيراني هو رأس الأفعى في الإرهاب والعدوان بالشرق الأوسط، وشبكاته الإرهابية وصلت إلى أراضينا عبر مؤامرات تستهدف المعارضين. قد يكون هذا النظام الدولة الوحيدة التي تجعل احتجاز الغربيين سياسة رسمية على أعلى المستويات. مثال ذلك ما حدث مع أوليفييه غروندو، المواطن الفرنسي الذي أُفرج عنه بعد 900 يوم من الاحتجاز، لكن هذا الإفراج جاء بثمن باهظ: حملة تشويه في وسائل إعلام فرنسية ضد مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بدت منسقة مع ضغوط طهران.
هذه التنازلات ليست خطأ أخلاقيًا فحسب، بل هي خطيئة سياسية واستراتيجية. في كل مرة تستجيب فيها الحكومات الغربية لمطالب طهران، سواء بإطلاق مجرمين مثل أسدي أو بالمشاركة في تشويه سمعة المقاومة، فإنها تعزز جرأة النظام. منذ 46 عامًا، يعتمد الملالي هذه الاستراتيجية، لكنهم اليوم في أضعف حالاتهم: معارضة داخلية متصاعدة، انتكاسات إقليمية، واقتصاد منهار يضعهم في مأزق. مع ذلك، لا يزال الغرب عالقًا في سياسة المساومة التي تكافئ الابتزاز بدلًا من مواجهته.
أعتقد أننا لا يجب أن نضحي بالمقاومة الديمقراطية الإيرانية، وخاصة المجلس الوطني للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق، من أجل إرضاء نظام قائم على الخداع والقوة. ما عشته في باريس علمني أن هدف طهران الأساسي هو سحق أصوات مثل مريم رجوي التي تقود نضالًا من أجل إيران حرة وديمقراطية. الرضوخ لضغوط طهران لتشويه هذه المقاومة خيانة للقيم الإنسانية وفرصة التغيير.
حان الوقت لأن ترسل بريطانيا ودول الغرب رسالة حاسمة إلى طهران: لن ننصاع للابتزاز. يجب المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الأوروبيين، لا شراؤه بصفقات. الضغط على النظام ينبغي أن يتكثف عبر عقوبات أشد، عزلة دولية، وأهم من ذلك، دعم قوي لمريم رجوي وجهودها لإنهاء الديكتاتورية وإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران. هذا هو السبيل الوحيد لكسر حلقة التهديدات