أخبار

النظام الإيراني يرفض التراجع عن التخصيب وأميركا تشترط التفكيك الكامل للمواقع النووية

النظام الإيراني يرفض التراجع عن التخصيب وأميركا تشترط التفكيك الكامل للمواقع النووية

النظام الإيراني يرفض التراجع عن التخصيب وأميركا تشترط التفكيك الكامل للمواقع النووية

الخلیج بوست

تصعيد متبادل يكشف مأزق المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران رغم الاستمرار الشكلي 

في الوقت الذي تتواصل فيه جولات التفاوض غير المباشر بين النظام الإيراني والولايات المتحدة في سلطنة عمان، جاءت تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقچي في الدوحة لتكشف عمق التناقض بين اللغة الدبلوماسية التي يعتمدها النظام في المحافل الإقليمية، وبين الخطوط الحمراء التي يصرّ على تثبيتها في ملفه النووي. في المقابل، رفعت واشنطن سقف مطالبها عبر مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف، ما يضع المفاوضات في مأزق خفي رغم استمرارها. 

خلال مشاركته في ندوة حوارية في الدوحة يوم 10 مايو، تحدّث عراقچي بلغة تصالحية تجاه دول المنطقة، مشدداً على أنّ «الجمهورية الإسلامية تؤمن بشكل كامل بمبدأ الحوار على المستويين الداخلي والإقليمي»، مضيفاً: «نحن نصرّ على تحقيق الوفاق الإقليمي». 

وتابع قائلاً: «نعتقد أنّ الطريق نحو مستقبل آمن ومستقر يمرّ فقط من خلال تعزيز خطاب قائم على الاحترام، التعايش، الفهم المتبادل، ومراعاة المصالح المشروعة لجميع الأطراف». 

وأكد أن «هذه الجلسة تُعدّ خطوة في مسار استبدال التفاهم بالمواجهة، ويجب تطويرها إلى آلية مؤسسية دائمة». 

إلا أنّ اللهجة تغيّرت عندما تطرّق إلى ملف التفاوض النووي مع واشنطن قائلاً: «نحن لا نسعى إلى سلاح نووي، ولكننا نتمسك بحقنا في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما يشمل التخصيب»، مشيراً إلى أن «السلاح النووي لا مكان له في العقيدة الأمنية للجمهورية الإسلامية». 

وأضاف عراقچي: «إذا كان الهدف من المفاوضات هو ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، فهذا أمر محسوم، ولكن إذا كان الهدف هو حرماننا من حقوقنا النووية المشروعة، فإننا لن نتراجع عنها مطلقاً». 

في المقابل، فجّر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مفاجأة مدوّية في مقابلة مع موقع برايتبارت ، حيث قال: «يجب ألا يوجد أي برنامج تخصيب في إيران إطلاقاً». وأضاف بلهجة حاسمة: «نطنز، فوردو، وأصفهان… يجب أن تُفكك بالكامل». 

وأوضح: «إيران مطالبة بخفض مستويات التخصيب فوراً، وإرسال المواد النووية إلى الخارج، وتحويل برنامجها إلى مدني صرف». 

هذا التصعيد الأميركي لم يمرّ بصمت، حيث هاجمته وسائل إعلام النظام بقسوة. صحيفة «كيهان» التابعة لخامنئي كتبت في افتتاحيتها: «الحل الوحيد هو وقف التفاوض حتى يقدم ترامب اعتذاراً رسمياً وينفي تصريحات مبعوثه». 

أما صحيفة «جوان» التابعة لحرس النظام فوصفت الجولة الرابعة بـ«المفاوضات تحت التهديد»، وقالت: «أميركا جاءت من دون فريق فني، وتنتظر فقط جواباً بـ”نعم أو لا“… هذا ليس تفاوضاً، بل ابتزاز». 

هذا التباين الصارخ بين مطالب الطرفين يكشف أن المفاوضات تسير شكلياً نحو استمرار، بينما جوهرها يزداد انسداداً. ففي الوقت الذي يعتبر فيه النظام الإيراني أن تخصيب اليورانيوم خط أحمر «لا مجال للمساومة عليه»، تصرّ واشنطن على أن «وقف التخصيب وتفكيك المنشآت شرط لا يمكن التخلي عنه». 

في ظل هذا التصعيد المتبادل، والتضارب بين الخطابات العلنية والواقع التفاوضي، يبقى السؤال معلقاً: هل نحن أمام مفاوضات تهدف فعلاً إلى اتفاق، أم أنّها مجرد استعراض سياسي قبل لحظة الانفجار؟ 

عليرضا جعفرزاده: قوس قزح يفضح مشروع إيران النووي… والتغيير بيد الشعب والمقاومة


قوس قزح تحت المجهر… الإعلام الدولي يسلّط الضوء على منشأة نووية سرّية في إيران


الدبلوماسية الفرنسية في مواجهة الحقيقة الإيرانية: هل آن الأوان لكسر سياسة الاسترضاء؟


حسين عابديني: نجوت من محاولة اغتيال إيرانية… ثم حاولوا قتلي مرة أخرى