تقارير وتحليلات

الغرب وإسقاط النظام الإيراني

الغرب وإسقاط النظام الإيراني

الغرب وإسقاط النظام الإيراني

الخلیج بوست

بقلم مصطفی عبدالقادر کاتب و باحث سیاسی 

أظهرت التجارب الطويلة مع الغرب، الموثقة بوقائع تاريخية، أنه لا يولي أهمية إلا لمصالحه المتشعبة والمتزايدة، التي تُبنى على حساب شعوب الشرق الأوسط المغلوبة على أمرها. فهو يحرص على تهيئة الظروف لتحقيق أهدافه تحت ذرائع واهية، مثل "السلم الدولي" و"الاستقرار والأمن الإقليمي" و"مكافحة الإرهاب" وغيرها من الشعارات الجوفاء الخالية من الحجج المقنعة. لكن الحقيقة تكشف سعيه لتحقيق أجندة نرجسية تنبع من أطماعه الجامحة، كتعزيز النفوذ السياسي والهيمنة، تأمين إمدادات النفط، توسيع قواعده العسكرية وتثبيت وجودها للتدخل السريع ضد أي تهديد لخططه الاستراتيجية في المنطقة. بل إنه مستعد للتعاون مع الأنظمة الدكتاتورية، بغض النظر عن شرعيتها، لتحقيق أهدافه. هكذا تتشابك مصالح الغرب مع التوترات والصراعات في المنطقة، مما يجعل تحقيق التوازن بين مصالح شعوب الشرق الأوسط ومصالحه شبه مستحيل.

إذا استعرضنا التاريخ القريب للمنطقة، ندرك بوضوح عقلية الغرب وتفكيره الأناني. فمنذ انتهاء الحرب الباردة في التسعينيات، وما تلا ذلك من أحداث مثل هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، والغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، وحرب تموز (يوليو) في لبنان، وصولاً إلى الربيع العربي عام 2010 الذي أطاح بأنظمة عربية عدة، كل ذلك تم بتخطيط وتوجيه غربي. وقد أعلن الغرب صراحة، عبر تصريحات مسؤوليه، نيته إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط عبر ما أسماه "الفوضى الخلاقة". وبالرغم من ادعاءاته الإعلامية بدعم نضال شعوب المنطقة من أجل الحرية والديمقراطية، فإنَّ الغرب لا يرى في هذين المبدأين إلا أدوات يحتكر استخدامها لخدمة مخططاته المحكمة. فالحرية والديمقراطية، عندما تُطبق في الشرق الأوسط، تُستخدم بطريقة هدامة لتنفيذ أهدافه.

ولا عجب أن تعلن الولايات المتحدة أنها لا تسعى لتغيير النظام في إيران، فلماذا تغيره وقد قدم لها خدمات جليلة؟ لقد ساهم في تدمير لبنان والعراق وسوريا واليمن وفلسطين، مما مكّن الغرب من السيطرة على مقدرات المنطقة عبر سياسات التركيع والابتزاز. فكيف يمكننا أن نصدق أنَّ الغرب يهتم بمصيرنا أو يسعى لتقدمنا؟ من يؤمن بحرص الغرب على تحررنا من الاستبداد إما واهم أو جاهل لا يرى أبعد من قيد أنمله. وفي هذا السياق، نستذكر دعوة مريم رجوي، زعيمة المقاومة الإيرانية، التي أطلقتها عقب وقف إطلاق النار في الحرب بين إيران وإسرائيل. فقد شددت على ضرورة قيام الشعب الإيراني بإسقاط نظام الولي الفقيه، المسمى بـ"الجمهورية الإسلامية" بقيادة علي خامنئي. وأكدت أن وقف إطلاق النار خطوة للأمام نحو "الخيار الثالث": لا حرب ولا مساومة، داعية الشعب الإيراني إلى إسقاط الدكتاتورية بنفسه في معركة مصيرية. وأوضحت أن الهدف هو إقامة جمهورية ديمقراطية غير نووية، تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الجنسين، والحكم الذاتي للقوميات الإيرانية المتنوعة.

وقد ظل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على هامش الحرب الجوية الأخيرة، متجنباً الإدلاء بمعلومات تفصيلية، إذ لم يرد دعم حرب خارجية تقودها إسرائيل علناً. ويُذكر أن المجلس كان أول من كشف عن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني عام 2002. وكما هو معروف، يرفض المجلس أي مشاريع تهدف إلى تدمير إيران وشعبها، ولا يؤمن بالتغيير عبر الاحتلال أو التدخلات العسكرية الخارجية، بل يراهن على إسقاط النظام من خلال الشعب ووحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، وصولاً إلى بناء مستقبل إيران وفق برنامج المواد العشر الذي تتبناه السيدة رجوي. ومن الواضح أن الغرب لا يرغب في خيار وطني يقوم على إرادة الشعب. والآن، بعد قصف الولايات المتحدة للمفاعلات النووية الإيرانية، وانهيار حلم نظام الملالي بامتلاك السلاح النووي، ستكثف المقاومة الإيرانية انتفاضتها المباركة. ستعمل بكل قوتها لإسقاط النظام، معتمدة على نفسها ودعم الشعب، لتغيير وجه إيران المعتم تحت وطأة الاستبداد الديني الآيل إلى السقوط. وبهذا السقوط المريع، ستشرق إيران بمستقبل مشرق.

محاكمة غيابية لمسؤولي النظام الإيراني في تفجير آميا... والمقاومة الإيرانية: لا حلّ إلا بتغيير النظام


في لقائها مع عضو في الكونغرس الأميركي... رجوي: لا للحرب ولا للمساومة بل لتغيير النظام


مريم رجوي تدعو إلى “الخيار الثالث” لإنهاء آلة الحرب الدينية


تصاعد الإعدامات والاعتقالات الجماعية في إيران ودعوات دولية عاجلة لإنقاذ حياة المحكومين