تقارير وتحليلات

كفاح الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية

كفاح الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية

كفاح الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية

الخلیج بوست

بقلم الوزیر موسی المعانی 

عبر الغرب عن دعمه المطلق للدكتاتورية الشاهنشاهية سابقًا، وتبنى النهج ذاته في تعامله مع دكتاتورية الملالي، التي شكلت حالة من التعفن السياسي الطويل الأمد، أججت استعداء شعوب المنطقة، وفي مقدمتها الشعب الإيراني الباحث عن حريته المسلوبة وكرامته المخطوفة منذ عقود.

فُرِضت حقبة الشاهنشاهية من قبل الغرب لتكون راعية لمصالحه عالية السقف دون حدود متوافقة مع طموحاته الخارجة عن العرف متجاهلة الحس الجمعي للشعب الإيراني، ومقوضة لكل ما يتعارض مع نهجه، مما أثار نفور شعوب المنطقة من سياسات بعيدة عن المنطق السليم، ومستخفة بالقيم البشرية المتحضرة، سعيًا لتثبيت حكم الظلم والتعالي على حساب الشعوب صاحبة الحقوق المهدورة التي لجأت إلى المواجهة بكل الوسائل المتاحة للتخلص من كابوس الظلم المستفحل.

انتفاضة الشعب الإيراني تهدف إلى إسقاط نظام الملالي واستبداله بنظام ديمقراطي وطني، وهي حراك ينبع من رغبات الشعب وتطلعاته لعيش كريم بسلام مع شعوب العالم. وقد قدمت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، خطابًا هامًا في جلسة البرلمان الأوروبي بستراسبورغ بتاريخ 18 يونيو 2025، حيث عرضت حلولًا جذرية لمستقبل إيران، مؤكدة على ضرورة التغيير البنيوي لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية. وأشارت إلى الأزمة العميقة متعددة الأبعاد التي يفرضها النظام الديني، قائلة: "إيران على أعتاب تحول تاريخي، إذ اجتاحت أزمة سقوط النظام الديني أركان الحكم، والشعب الإيراني اليوم أكثر تمسكًا بالتغيير من أي وقت مضى."

أشارت رجوي إلى الحرب الإقليمية التي اندلعت في 13 يونيو 2025، والتي تناقض سياسة الاسترضاء الغربية تجاه طهران، وأدت إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وقالت: "الاسترضاء هو الذي فرض الحرب، والحل الحقيقي هو تغيير النظام بيد الشعب والمقاومة المنظمة." ووصفت نظام الملالي بأنه غير قابل للإصلاح، ومصدر للإرهاب، ولم يتخل عن سعيه لامتلاك السلاح النووي. كما دعت إلى الاعتراف بالمقاومة الإيرانية، قائلة: "ما أردناه دائمًا هو المقاومة، كما قاوم الأوروبيون الفاشية الدينية سابقًا."

تطرقت رجوي إلى أكثر من 1350 حالة إعدام في إيران منذ أغسطس 2024، وهو أعلى معدل إعدام عالميًا، وأشارت إلى أكثر من 3000 عملية احتجاجية نفذتها وحدات المقاومة خلال العام الماضي، مؤكدة: "لا توجد في العالم احتجاجات ومقاومة بهذا الانتشار والاستمرارية كما في إيران." وفي ختام خطابها، شددت على أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في إيران والمنطقة هو تغيير النظام بيد الشعب والمقاومة، داعية المجتمع الدولي لدعم هذا الحل والاعتراف بحقوق الشعب الإيراني في الحرية والديمقراطية.

استمد نظام الملالي قدرته على البقاء من دعم الغرب الواسع، مما مكنه من اضطهاد الشعب الإيراني وقتل وتشريد شعوب المنطقة، وأعاق ثورات الشعب الإيراني الرامية إلى إسقاط النظام واستبداله بنظام ديمقراطي وفق برنامج المواد العشر الذي تبنته المقاومة بقيادة رجوي. لم يكتفِ الغرب بدعم الملالي، بل عمل على تقييد المقاومة الإيرانية لصالح استمرار النظام.

نستنكر سياسة الغرب المهادنة، ونرفض مساعيه لتدمير الدولة الإيرانية أو فرض نظام سياسي خارج إرادة الشعب، كإعادة تسويق بقايا دكتاتورية الشاه. نطالب الغرب بالاعتراف بحق الشعب الإيراني في مواجهة نظام الملالي بكل السبل المشروعة، وندعو لدعم برنامج المواد العشر لإيران ديمقراطية حرة وغير نووية. لا خيار أفضل من الاستماع إلى صوت الشعب الإيراني الرافض للدكتاتورية بكل أشكالها، والساعي إلى الحرية.

الطريق إلى إيران حرة يمر عبر شعبها: رؤية بوب بلاكمان حول مستقبل إيران


تصعيد خطاب الحرب للتغطية على الهزيمة


انتهاك حقوق السجناء السياسيين في إيران: فضائح جديدة وتداعيات إنسانية خطيرة


الفرصة التاريخية لإسقاط النظام الإيراني بعد الحرب