تقارير وتحليلات

النظام الإيراني يبحث عن طوق نجاة

النظام الإيراني يبحث عن طوق نجاة

النظام الإيراني يبحث عن طوق نجاة

الخلیج بوست

في ظل انشغال الولايات المتحدة بملفات دولية كبرى، لا سيما الحرب في أوكرانيا وقضية غزة، تحاول إيران استغلال هذه الظروف لتعزيز نفوذها وملء أي فراغات محتملة في المنطقة. ورغم هذا الانشغال، تولي الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل رئاسة ترامب، اهتمامًا خاصًا بقضايا إقليمية حساسة مثل سلاح حزب الله، وملف قوات اليونيفيل في لبنان، الذي تعتبره واشنطن، بصفتها الممول الأكبر، أمرًا بالغ الأهمية. في المقابل، تسعى إيران جاهدة لسد الثغرات التي أحدثتها القرارات الأمريكية، مستخدمةً أذرعها ووكلاءها لمواجهة هذه الإجراءات، وهو ما تجلّى مؤخرًا في جولة علي لاريجاني التي يبدو أنها تهدف إلى تعميق الأزمة بدلًا من حلها.

 

وفي هذا السياق، جاء نقاش تحليلي تحت عنوان “أذرع طهران بين الرفض الشعبي والتبعية المطلقة للولي الفقيه”، حيث أشار موسى أفشار، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إلى أن النظام الإيراني يجد نفسه في مأزق متزايد، وأن هذا الضعف الداخلي يدفعه إلى التشبث أكثر بأذرعه الخارجية. ووفقًا لأفشار، فإن النظام يواجه حالياً تحديات كبرى، أبرزها احتمال تفعيل آلية “الزناد” (Snapback) الأوروبية، التي قد تعيد العقوبات وتضعه تحت ضغط دولي كبير. هذا الخطر أدى إلى انقسامات داخلية حادة بين من يدعو للتفاوض ومن يرفض، حتى أن بعض مسؤولي النظام بدأوا بتهديد أوروبا بقدرة صواريخهم.

 

بالإضافة إلى التهديدات الخارجية، يواجه النظام أزمات داخلية متفاقمة. يشير أفشار إلى أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كنقص المياه والكهرباء والتضخم، تخلق بيئة قابلة للانفجار الشعبي. ورغم أن النظام يحاول قمع هذه الحركات بالإعدامات، فإن هذه الإجراءات تزيد من حدة التوتر، وتستمر “وحدات الانتفاضة” في أعمالها المناهضة للنظام، حيث قامت بإحراق العشرات من مراكز الحرس والميليشيات في عدة محافظات، كما نفذت مجموعات بلوشية عمليات ضد القوات القمعية.

 

يؤكد أفشار أن النظام، في محاولة يائسة لإنقاذ نفسه، يعتمد بشكل أساسي على وكلائه الإقليميين. وتأتي جولة علي لاريجاني الأخيرة إلى العراق ولبنان لتأكيد هذه الاستراتيجية. ففي العراق، يهدف النظام إلى ضمان بقاء الحشد الشعبي وتوحيد الميليشيات الموالية له لتعزيز نفوذه والتحايل على العقوبات، كما حاول استغلال مراسم الأربعين لإضفاء الشرعية على وجوده. أما في لبنان، فتركز جهوده على منع نزع سلاح حزب الله، الذي يعتبره درعه العسكري الأهم. ويشير أفشار إلى أن الحرس الثوري يخطط لخلق حالة من عدم الأمان في لبنان عبر استئجار عصابات إجرامية، ومهاجمة قادة سوريين في حال تعاونت الحكومة الجديدة مع خطة نزع السلاح، مع محاولة إيجاد طرق بديلة لتمويل الحزب عبر مكاتب الصرافة.

 

كما يلفت أفشار الانتباه إلى أن النظام الإيراني يرى في دعم الحوثيين في اليمن جبهة منخفضة التكلفة وعالية المنفعة، حيث تتماشى أنشطتهم العسكرية مع احتياجاته.

في الختام، يرى أفشار أن الحل الجذري لمواجهة مخططات النظام الإيراني يكمن في إسقاطه على يد الشعب الإيراني، مع ضرورة العمل على كشف مخططاته وفضحها، والضغط من أجل نزع سلاح وكلائه في المنطقة، فهما يمثلان اليد التي يستخدمها خامنئي لنشر الدمار.

مجزرة في بلوشستان: النظام الإيراني يقتل 11 فردًا من عائلة بلوشية واحدة


سفير أمريكي سابق يدعو الأمريكيين لدعم المقاومة الإيرانية


جرف الإبادة الجماعية: حرب طهران اليائسة على الموتى تكشف خوفها من العدالة


النظام الإيراني بين الضغوط الداخلية وتعزيز النفوذ الإقليمي!