تقارير وتحليلات
خسارة الرهان التركي
الهدنة الليبية وتظاهرات طرابلس تطيحان بأحلام أردوغان
على عكس ما خطط له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء إعلانه التدخل العسكري في ليبيا مطلع يناير 2029، وضد كل ما تفاءل به وتوقعه حينها، يواجه الحضور التركي في ليبيا اليوم تحديات كبرى لا تهدد ليبيا فحسب، بل تهدد المصالح التركية نفسها.
وبينما تشهد العاصمة طرابلس أجواء مشحونة أدت لاندلاع مظاهرات حاشدة منذ شهر لرفض السياسات المالية لحكومة الوفاق، عقد السراج اتفاق وقف إطلاق النار مع الجيش الوطني الليبي لتعلق الوفاق بهذا الشكل دور المسلحين السوريين الذين نقلتهم تركيا لليبيا للحرب في صفوف الميليشيات.
وسواء التظاهرات أو الهدنة فهي تحولات لا تصب بنتائجها في الصالح التركي، حيث خسر أردوغان رهانه على الحل العسكري في ليبيا.
وكانت مقاطع فيديو للتظاهرات قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وظهر فيها احتجاج الليبيين على سرقة أموالهم بواسطة الحكومة وإعطائها لتركيا ومرتزقة أردوغان .
ومنذ بضعة أشهر كشفت مواقع إخبارية ليبية عن إرسال البنك المركزي الليبي نحو 12 مليار دولار، إلى نظيره التركي كوديعة لإنقاذ الليرة التركية.
لم يقتصر الأمر على ذلك إذ أقر رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، في لقاء إعلامي بدفع الوفاق لرواتب المسلحين الأجانب التي تجلبهم تركيا. وهو التصريح الذي زاد من الاحتقان وقتها، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية للمواطن الليبي.
قلق رسمي
وتدلل التصريحات التي قالها وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الخميس 27 أغسطس 2020، وأكد فيها إصرار بلاده على الوجود العسكري في ليبيا «مهما كلّف الأمر»، على القلق الذي تستشعره تركيا في ليبيا.
وكان أكار قد قال في مقابلة صحفية إن التدخل التركي في ليبيا بالدعم اللوجستي والتدريب لحكومة الوفاق غيّر من المعادلة على الأرض، زاعمًا أن التدخل كان شرعيًّا وجاء عقب توقيع مذكرة تفاهم مع حكومة الوفاق.
وتسيطر الأسئلة حول مستقبل الوجود التركي في ليبيا على ذهن الداعمين لأنقرة من الساسة والكتاب الليبيين، إذ ألمح الباحث السياسي الليبي الداعم لحكومة الوفاق، إلى أن الانسحاب التركي من ليبيا وارد، مدللًا عليه بسؤال توجهت به إحدى الصحف التركية إليه، ليعلق بأن ليس لديه رد ويُسأل في هذا الطرف التركي لا الليبي.
ويواجه التدخل التركي في ليبيا معارضين كثر، بداية من مصر؛ الدولة الحدودية مع ليبيا، وحتى دول الجنوب الأوروبي، وتحديدًا فرنسا التي تتزعم صفوف المعارضين الأوروبيين وتحاول إقامة تكتل للدفاع عن الأمن الأوروبي.
وتحل روسيا في صفوف الرافضين للتدخل التركي في ليبيا، فيما تتحفظ أمريكا ولكن على استحياء.