شؤون العرب والخليج
الحكومة الإثيوبية
اشتباكات عرقية في إثيوبيا تقوض مسار المصالحة
مطالب مكبوتة تضاعف التحديات
قال مسؤولون حكوميون في إثيوبيا الاثنين إن متمردين مسلحين مشتبه بهم نفذوا عملية “قتل جماعي” للمدنيين في منطقة أوروميا، فيما تتربص النعرات العرقية بجهود رئيس الوزراء آبي أحمد الإصلاحية.
ووقعت المذبحة، التي وصفتها السلطات المحلية بأنها “هجوم إرهابي وحشي”، مساء الأحد في حي جوليسو في غرب ووليجا بمنطقة أوروميا، حيث قام مسلحون بجمع وإعدام مدنيين، معظمهم من عرقية الأمهرة، حسبما أفادت بيانات مكتب الاتصال التابع للحكومة الإقليمية وحزب الازدهار بإقليم أمهرة.
وجاء في بيان الحكومة الإقليمية أن “نساء وأطفالا وكبار سن وشبابا تعرضوا للقتل والاختطاف والإصابات”.
وتشتبه السلطات المحلية في أن الجماعة المتمردة المسلحة والحركة العرقية القومية “جيش تحرير أورومو” تقف وراء المذبحة، لكن لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.
ولا يزال عدد القتلى غير معروف على نحو الدقة، حيث تحدثت تقارير وسائل الإعلام المحلية عن “العشرات من القتلى”.
وندد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الاثنين بالهجوم “المفجع” قائلا إنه نشر عناصر أمنية في المنطقة.
وقال آبي في بيان “أعداء إثيوبيا يتوعدون إما بحكم البلاد أو تدميرها، وهم يبذلون كل ما في وسعهم لتحقيق ذلك. ومن تكتيكاتهم تسليح المدنيين وتنفيذ هجمات بربرية على أساس الهوية”.
وعرقية الأمهرة هي ثاني أكبر طائفة عرقية بعد الأورومو في إثيوبيا. وهناك صراع طويل الأمد بين الطائفتين، حيث يتهم الأورومو الأمهرة بتهميشهم.
وتسلط الاضطرابات في أوروميا الضوء على التحديات التي تواجه آبي قبل الانتخابات التي كانت مقررة في أغسطس لكنها تأجلت بسبب أزمة فايروس كورونا.
وبعد عقود من القمع، أشرف آبي على إصلاحات ديمقراطية شاملة أوصلته للفوز بجائزة نوبل للسلام. لكن الحريات الجديدة فتحت الباب لمطالب مكبوتة منذ زمن طويل بالمزيد من الحكم الذاتي والحقوق والموارد الإقليمية.
وتشكل التوترات العرقية التحدي الأكبر أمام آبي أحمد، وهو تحد يمثل تقويضا للاستقرار الذي قام عليه النجاح الاقتصادي الذي حققته إثيوبيا مؤخرا.
وتأججت التوترات مؤخرا في مقاطعة تيغراي، وهناك أيضا صراع عرقي يغلي مستترا في أمهرة، وليس هناك ما يشير إلى أن الهجمات وعمليات الاختطاف التي تقوم بها الميليشيات المسلحة في أوروميا ستهدأ.
ويرى آبل آبيت ديميسي، الباحث في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، في لندن، إنه لا يزال يتعين على إدارة آبي أحمد بذل المزيد من أجل تشجيع المصالحة، حيث إن “إثيوبيا لا تستطيع تحمل استمرار عدم الاستقرار السياسي في ظل التحديات التي تواجهها البلاد”.
وأضاف ديميسي “إن المشاحنات الحالية ستؤدي إلى مأزق سياسي وأمني خطير إذا لم تهدأ خلال وقت قريب”.