تقارير وتحليلات
اليمن..
تداعيات تصنيف واشنطن ميليشيا «الحوثي» لكيان ذي «قلق خاص»
"أرشيفية"
مع اقتراب إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» من طي فترة حكمه؛ تسعى إلى فرض المزيد من الحصار على نظام الملالي في طهران، وفي أحدث خطوة على هذا المسار في خنق أذرع النظام الإيراني داخل الدول العربية، أعلنت الخارجية الأمريكية تصنيف ميليشيا الحوثي في اليمن ضمن الكيانات ذات الاهتمام الخاص أو «القلق الخاص».
الحوثي.. مصدر قلق خاص
في الوقت الذي تنتظر فيه الحكومة اليمنية الشرعية وقوات التحالف العربي وغيرها من الدول، إعلان واشنطن تصنيف جماعة الحوثي في اليمن إرهابية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء 8 ديسمبر 2020، تصنيف الميليشيا الانقلابية ضمن الكيانات ذات «قلق خاص»، وذلك بسبب اعتراض بعض المسؤولين والمنظمات الأممية، مخافة أن يعطل تصنيف الحوثي جماعة إرهابية تسليم المواد الغذائية والمساعدات الطارئة للمحتاجين، خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي.
وقال بيان للخارجية الأمريكية، إن واشنطن أدرجت ضمن الكيانات ذات الاهتمام الخاص، كلا من الحوثيين، وحركة الشباب في الصومال، وتنظيم القاعدة، وجماعة بوكو حرام في نيجيريا، وهيئة تحرير الشام في سوريا، وتنظيم داعش.
وكان مسؤولون في الإدارة الأمريكية أعلنوا في 23 نوفمبر 2020، أن واشنطن تسعى لتصنيف الحوثي كجماعة الإرهابية؛ بهدف توجيه ضربة للنظام الإيراني الداعم والممول الأساسي لهذه الجماعة التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق اليمنيين، إذ قال مستشار الأمن القومي الأمريكي «روبرت أوبراين»، في تصريحات صحفية، إن بلاده تدرس بشكل دائم تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، مطالبًا الميليشيا الانقلابية بضرورة الابتعاد عن إيران ونظامها، والتوقف عن مهاجمة دول الجوار.
ردود الفعل الدولية والمحلية
وبعد إعلان ذلك، مستشار الأمن القومي الأمريكي «روبرت أوبراين»، أن بلاده تدرس تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، أعربت منظمة الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية، عن قلقهم من هذا، إذ طلبت «كيلي كرافت»، سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، إعادة النظر في هذا الإعلان، كما ضغطت كل من ألمانيا والسويد على الولايات المتحدة للتراجع، وبالفعل نجحت هذه الضغوط في تراجع واشنطن، ولو مؤقتًا عن تصنيف الحوثي جماعة إرهابية.
يأتي هذا رغم أن المسؤولين في الحكومة اليمنية الشرعية كانوا من أوائل المرحبين بإعلان اشنطن تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، وطالب وزير الإعلام «معمر الإرياني» بسرعة القيام بهذا الإجراء، كما رحبت المملكة العربية السعودية التي تصنف الحوثي كجماعة إرهابية، بالإعلان الأمريكي مطالبة أيضًا بضرورة تنفيذه.
وتجدر الإشارة أنه في حال صنفت واشنطن ميليشيا الحوثي «جماعة إرهابية»، فإن ذلك يعني أن كبار قادة الحوثي سيتم معاقبتهم بجانب معاقبة جميع المنتسبين للجماعة الإنقلابية، وفرض عقوبات جنائية بحق أي شخص يقيم تعاملات مالية أو تجارية مع الحوثي، ولأن إيران هي الداعمة لهذه الميليشيا الانقلابية، فالبتأكيد ستطالها العقوبات الأمريكية.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية طالب في تصريحات صحفية سابقة، الميليشيا الانقلابية في اليمن بوقف العمل مع الحرس الثوري الإيراني الذي صنفته واشنطن بأنه منظمة إرهابية أجنبية، قائلا: إن استمرار التعاون بين الحوثي وإيران، يؤجج الصراع، ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
أمر ملح ومهم
يقول الباحث السياسي اليمني، محمود الطاهر: إنه كان من المفترض على واشنطن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وهذا يعد أمرًا ملحًا ومهمًّا؛ لأنه من شأنه تحريك الجمود السياسي والعسكري في البلاد، وهو الطريق السليم، لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية، ولقطع الطريق على التمدد الإيراني، وتسريع عملية السلام في البلد الذي مزقته الحرب؛ لأن الميليشيا ستصبح وحدها، وكل من يتعامل معها سيخشى العقوبات الأمريكية، لذا ستنهار الميليشيا سريعًا.
وأشار «الطاهر» في تصريح لـ«المرجع»، إلى أن عدم تصنيف الميليشيا الحوثية «إرهابية»، يجعل اليمن منطقة خصبة لتصدير العمليات الإرهابية إلى الخارج، بعد أن تمكنت إيران من تصدير هذا الإرهاب وغرسته في اليمن، ليكون محطة انطلاق نحو العالمية.
ورأى المحلل السياسي اليمني أن التصنيف تأخر بسبب الحراك الدبلوماسي التي تقوم به إيران وتركيا، وربما بدعم قطري لا محدود؛ لأنه قد يكون بداية لخسارة إيران ومحور الشر الداعم للجماعات الإرهابية في المنطقة.