تقارير وتحليلات
رغم فشله
تنظيم داعش يبحث عن موطئ قدم في المغرب
تنظيم داعش
أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب، الجمعة 4 ديسمبر الجاري، أن السلطات تمكنت من تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي كانت تنشط في مدينة تطوان، وتتراوح أعمار عناصرها بين 21 و38 عامًا.
وأضاف بيان المكتب، أن التحريات مكنت من تحديد مسكن في تطوان كان يستغل كمكان آمن لعقد اجتماعات الخلية، مشيرًا إلى أنه تم إجراء مسح كامل لمشتملات المسكن ومرافقه وتم الكشف عن متفجرات بعدما تم اتخاذ كل التدابير الأمنية والوقائية لضمان سلامة السكان والمنازل المجاورة، كما أسفرت المداهمة عن العثور على علم تنظيم «داعش»، ومخطوط ورقي يتضمن نص البيعة للتنظيم، أيضًا تم العثور على مجموعة من الأسلحة البيضاء، ومعدات معلوماتية وأجهزة إلكترونية.
وأضاف المكتب في بيانه، أن إجراءات التفتيش تمكنت من العثور على مجموعة من المستحضرات الكيميائية التي تدخل في صناعة العبوات المتفجرة التقليدية، من بينها أكياس تحتوي على مادة الكبريت والفوسفور، وبراميل تضم وقود البنزين، وزجاجات مملوءة بالكحول الحارق، وأكياس معبأة بكميات كبيرة من الكرات المعدنية ومسامير، بالإضافة إلى أسلاك كهربائية وبطاريات إلكترونية، وزجاجات فارغة.
كما عثر على شريط فيديو تم تسجيله من قبل عناصر الخلية وهم يبايعون زعيم «داعش» ويتحدثون عن الأماكن التي يعتزمون استهدافها.
الخلية 201
لم تكن الخلية الأولى التي استطاعت الأجهزة الأمنية تفكيكها، إذ اعلنت وزارة الداخلية المغربية في إحصائية، أنها تمكنت منذ عام 2017 وحتى 2020 من نحو مائتى خلية إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» في مناطق متفرقة بالمغرب.
ويُشار إلى أن التنظيم الإرهابي دعا في تسجيل صوتي منسوب لـ«أبي الوليد الصحراوي» أمير جماعة تُعرف بـ«المرابطون» (بايعت داعش عام 2013)، مسلحيه منذ عامين إلى شن هجمات في المغرب ضد أهداف حيوية، خاصة مقرات الأمن والأماكن السياحية والشركات الأجنبية.
ورغم عدد الخلايا الداعشية الكبير بالمغرب، فإن التنظيم لم ينجح في تنفيذ أي اعتداء منذ ظهوره هناك، ويتكبد دائمًا خسائر فادحة تتمثل في اعتقال عناصره وتفكيك خلاياه، إضافةً إلى القبض على أي مشتبه يتورط في تمويل تلك الخلايا سواء بالمال أو السلاح.
استقطاب عناصر أجنبية
يقول محمد محمود، الباحث فى شؤون الحركات المتطرفة، إن «داعش» يحاول في الوقت الحالي اختراق المغرب بإستراتيجية جديدة، حيث بدأ فى الابتعاد عن العاصمة والمدن الكبرى، والاتجاه إلى القرى والمدن الصغيرة البعيدة عن أعين الأمن، والتي يستطيع أن يؤسس فيها خلايا جديدة.
وأكد أن العناصر الداعشية الهاربة من سوريا والعراق وبعض التنظيمات الإرهابية المغربية، بدأت تركز على مناطق شمال المغرب القريبة من الدول الأوروبية، حيث تستطيع من خلالها استقطاب عناصر أجنبية، والدفع بهم للقيام بتنفيذ أعمال عنف في القارة العجوز.
وأشار الباحث في شؤون الحركات المتطرفة إلى أن «داعش» يُجند عددًا كبيرًا من عناصر الجماعات المتشددة بالمغرب، حيث يغريهم بالمال اعتمادًا على أنهم من أسر فقيرة، إلى جانب أن معظمهم تعليمه متوسط، ويكون ناقمًا على بقية أفراد المجتمع؛ لذلك يكون فريسة سهلة لتنظيم «داعش».