تقارير وتحليلات
في مواجهة الانهيار الاقتصادي والعقوبات
طهران تمارس القرصنة في مياه الخليج العربي
في استمرار لأساليب القرصنة، عاود النظام الإيراني تهديد الملاحة في المياه الدولية، عبر السطو على السفن التجارية المارة بالخليج العربي، إذ جاء احتجاز الحرس الثوري الإيراني، الإثنين 4 يناير 2021، ناقلة نفط تابعة لكوريا الجنوبية في مضيق هرمز، بذريعة «مخالفتها للقوانين البيئية البحرية»، في هذا الإطار.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية صورة ملتقطة من الجو لتوقيف السفينة في عرض البحر، أظهرت الناقلة وإلى جانبها أربع قطع بحرية بينها ثلاثة زوارق سريعة، لكن الحرس الثورى لم يحدد مكان توقيف الناقلة التي تحمل اسم «هانكوك تشيمي»، مشيرًا إلى أنه كان على متنها 7200 طن من «المواد الكيميائية النفطية».
وتم القبض على طاقم السفينة المؤلف من كوريين وإندونيسيين وفيتناميين وآخرين من ميانمار، لكن لم يتم تحديد عددهم أو تفاصيل بشأنهم.
وجدير بالذكر أنه سبق للقوات البحرية الإيرانية أن اعترضت سفنًا كانت تعبر الخليج، ومن أبرز هذه الأحداث احتجاز الناقلة «ستينا امبيرو» التي ترفع علم المملكة المتحدة في يوليو 2019 لاتهامها بصدم مركب صيد، وتم تركها بعد نحو شهرين، في صفقة تبادل مع سفينة إيرانية محتجزة لدى بريطانيا.
من جهتها، أكدت سول أن طهران استولت على سفينة تابعة لها، تحمل مواد كيميائية، وأعلن وزير الدفاع الكوري أن بلاده أرسلت وحدة مكافحة قرصنة للمياه المجاورة لمضيق هرمز، بعد توقيف إيران للناقلة، فيما نفت الشركة المشغلة للناقلة أن تكون السفينة لوثت المياه البحرية.
وكشف بيان للشركة المالكة لناقلة النفط الكورية أن الحرس الثوري الإيراني صعد على متن السفينة وطلب فحصها وتساءل ربان السفينة عن سبب الفحص لكنه لم يلق رداً على سؤاله، كما طالبت الخارجية الكورية، السلطات الإيرانية بالإفراج سريعًا عن الناقلة، وأكدت بحسب ما نقلت عنها الوكالة الكورية الرسمية أن طاقم السفينة بأمان.
لكن رئيس غرفة التجارة الإیرانية - الكورية الجنوبية، كشف عن سبب الاختطاف عبر الإعلان عن مفاوضات تجرى مع الطرف الكوري لمقايضة أرصدة إيران المجمدة لديها بأنواع من السلع منها لقاح فيروس كورونا.
وتعتمد طهران منذ اندلاع ثورة الخمينى عام 1979 أسلوب خطف الرهائن كما تم في السفارة الأمريكية في إيران آنذاك وتم احتجاز الدبلوماسيين 444 يومًا.
وكان حسن عباسي، وهو قيادي في الحرس الثوري ورئيس مركز للأبحاث الإستراتيجية والعقائدية، اقترح خلال مؤتمر له في مدينة نوشهر العام الماضي إنعاش الاقتصاد الإيراني من خلال اختطاف رهينة أمريكي كل أسبوع، وطلب فدية مليار دولار مقابل إعادته لبلاده.
وقال إن طهران حصلت على 3 مليارات دولار من الدوحة كتعويض عن مقتل قائد ميليشيا فيلق القدس، قاسم سليمانى، خلال عملية أمريكية تمت فى الثالث من يناير الحالي فى العراق، لأن الطائرة المُسيّرة التى استهدفته انطلقت من قطر، داعيًا إلى اعتماد أسلوب الابتزاز والتهديد للحصول على أموال فدية من الدول الأخرى للتغلب على الآثار السلبية للعقوبات الأمريكية.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» أعلنت تراجعها عن سحب حاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» في المنطقة بسبب الحاجة إليها لمواجهة التهديدات الإيرانية.
كما أوضح كريستوفر ميلر، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، في بيان أنه بسبب التهديدات الأخيرة التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس الأمريكي ــــ المنتهية ولايته ــــ دونالد ترامب، ومسؤولين حكوميين أمريكيين آخرين، ستوقف حاملة الطائرات "نيميتز" إعادة انتشارها الروتينية، وستبقى الآن في موقعها في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية.