شؤون العرب والخليج

حركة النهضة

لطفي زيتون يحذر الغنوشي من مواجهة مصير بن علي

مشروع الإسلام السياسي انتهى

تونس

أنهت قيادات مستقيلة من حركة النهضة الإسلامية في تونس، ترددها بالإعلان عن فشل مشروع الإسلام السياسي في بلادهم في خطوة كانت متوقعة، بعد أن بات ممثل هذا التيار (النهضة) يعيش على وقع تجاذبات داخلية تهدد بتفككه، ويواجه شبه عزلة في الساحة السياسية، بعد أن فشل في إدارة دواليب الدولة إثر سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في 2011.

وفي استمرار لنزيف الاستقالات، الذي يعصف بتماسك النهضة الداخلي، أعلن الوزير الأسبق لطفي زيتون عن قطيعة نهائية مع حزبه السابق حركة النهضة مؤكدا أن “استقالته منها نهائية”.

وأوضح زيتون في حوار مع صحيفة الشارع المغاربي المحلية “يقال من يستقيل من النهضة ينتهي.. في آخر لقاء لي مع الشيخ راشد الغنوشي أكدت له أنني في صورة فشلت (تجربة ما بعد النهضة) فإن ذلك لن يكون بالأمر الجديد، قلت له أنت شخصيا (الغنوشي) تقول إن من يغادر النهضة ينتهي.. استقالتي ليست انشقاقا أو ردة فعل على حدث حصل لي في النهضة.. تجربتي مع النهضة تواصلت لـ41 سنة كانت فيها صراعات ونقاشات ومثلتها في حكومة وعشت السجن والمنفى… ليست ردة فعل”.

وعن مشروعه الجديد قال زيتون “أرى أن البلاد في حاجة للتجميع.. الدائرة غير المتحزبة بصدد التوسع هذا كان واضحا في الانتخابات البلدية.. المستقلون تحصلوا على الأغلبية في انتخابات قاعدية قريبة من الشعب.. هذه القوة هي الأقرب لمصلحة البلاد والأبعد عن التفرقة والتمزق الذي تعيش فيه تونس.. مشكلة هذه الأغلبية أنها ليست موحدة.. يجب أن تنتظم حتى تكون قادرة على القيام بالتغيير”.

وكشف زيتون أن قرار الاستقالة تأخّر 10 سنوات، وأنه فكر في ذلك منذ أكتوبر 2011، كاشفا في هذا الصدد “يوم 14 أكتوبر 2011 كتبت كم أتمنى أن أكون مستقلا مثلما أتمنى اليوم، لأنه كان لي وعي بأن النظام القديم هو حكم ومعارضة”.

وتابع “طلبت أن نقدم وثائقنا للمكتبة الوطنية ونقول إن هذا المشروع (الإسلام السياسي) انتهى، ومن كانوا منضوين فيه تُترك لهم الحرية سواء للنشاط الجمعياتي أو الثقافي أو غيره.. لأننا في النهضة لم نجتمع على برنامج حزبي.. النهضة حركة شاملة بالعديد من الأبعاد.. هناك من انخرطوا فيها من الجانب الدعوي الديني ومن باب الثقافة ومن باب الرياضة والسياسة والحركة الطلابية.. ليست لهم رؤية موحدة للاقتصاد أو للجانب الاجتماعي”.

ولطفي زيتون، الذي كان مستشارا رئيسيا لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، قدم استقالته بعد حدوث أزمات وانقسامات داخل الحزب الإخواني، وبعد أن تسربت رسائل لأكثر من 100 قيادي يطالبون فيها بترسيخ الديمقراطية وعدم التمديد لولاية جديدة للغنوشي، الذي يقود الحركة منذ تأسيسها قبل نحو 50 عاما.

وحذر زيتون الغنوشي من أن يواجه مصيرا شبيها بذلك الذي واجهه الرئيس الراحل بن علي.

وترى شخصيات سياسية أن حركة النهضة فشلت في إدارة حكم البلاد خلال الفترة الأولى بعد 2011، ولعلّ استمرارها بنفس الخط السياسي، وعجزها عن الاستجابة إلى الضغوط المطالبة بتحوّلها إلى حزب وطني زادت في تعميق أزماتها داخليا وخارجيا.

وأفاد الناشط السياسي عبيد البريكي، “من الواضح أن كل التقييمات في المرحلة الحالية تؤكد الفشل في التأسيس لمجتمع آخر بعد 2011، والإسلام السياسي بقيادة حركة النهضة، أنتج منظومة فاشلة اقتصاديا واجتماعيا وماليا، فضلا عن قطاعات الصحة والتعليم والقيم”.

ومع استشعار مخاطر التفكك الداخلي من حين إلى آخر، يبحث الإسلاميون عن مخارج للصعوبات التي تعترضهم، بتصدير الأزمات نحو المشهد السياسي في البلاد.

وأكّد البريكي في تصريح لـ”العرب”، أن “هذه المنظومة فسحت المجال أمام تسرب الإرهابيين إلى تونس، والاغتيالات جاءت مع الإسلام السياسي وزادت في التوتر الأمني”، مشيرا إلى أن “الانخرام الداخلي الذي تعيشه حركة النهضة التي كلما اتحدت ناور أصحابها خارج دائرة الحزب”.

وتابع “المرحلة اليوم هي صراع بين قوى غير عقلانية بمفهومها التقليدي وقوى تدعو إلى ترسيخ قيم الدولة المدنية (..)، الإسلام السياسي أو النهضة تعتمد على أطراف مقربة منها على غرار ائتلاف الكرامة كذراع برلمانية وسياسية”، معتبرا أن “الحل الوحيد للتصدي لتجاوزات الإسلام السياسي يكمن في تشكيل قطب سياسي أوسع”.

وأشار البريكي في معرض حديثه “ما لم يخرج رئيس الحركة راشد الغنوشي بشكل تلقائي، فعلى أغلب نواب البرلمان توقيع عريضة في الغرض لسحب الثقة منه على رأس البرلمان”.

وتأتي تصريحات زيتون بعد استقالته من النهضة، على وقع خلافات اتسعت دائرتها داخل الحزب الإسلامي التونسي، بعد مطالبة العشرات من القياديين داخل الحركة بإصلاحات ديمقراطية وعدم تمديد ولاية جديدة للغنوشي على رأس الحزب.

وأكد الأمين العام للتيار الشعبي زهير حمدي في تصريح لـ”العرب” أن “المشروع في سياقه الدولي والإقليمي كان يحظر برعاية من القوى الدولية الكبرى في العشرية الماضية، وما إن بدأ بتركيز نفسه في  البعض من الأقطار العربية ظهرت مشكلاته”.

وأضاف “في تونس لا يوجد مواطن له عقل سياسي إلا وتأكد أن مشروع الإسلام السياسي رجع بالبلاد إلى الوراء، خصوصا أن عهد حركة النهضة تراجع معه مستوى الخدمات العامة والقضاء، وتم ترذيل الحياة السياسية، وتردّت كل القطاعات بتحالفاتها المغشوشة، وهي مستعدة للتحالف حتى مع الشيطان لتحقيق أهدافها وأجنداتها محليا وإقليميا”.

واعتبر “أن هذه الحركة استنفدت كل الأساليب للبقاء، وقوتها تكمن في ضعف الآخرين، والسقوط المدوي لمؤسسات الدولة سيعجل بخروجها من المشهد”.

إضراب عن الطعام في 47 سجنًا في إيران: حملة “لا للإعدام” تتواصل للأسبوع السادس والسبعين


مريم رجوي لـ”النهار”: لا للحرب ولا للمهادنة مع النظام الايراني… وإعادة بناء قدراته العسكرية رهن بعاملين


إرث النظام الإيراني بين الحروب والهيمنة الرجعية: الحل الثالث طريق الشعب نحو التحرر


تركيز الاستخبارات الإيرانية في أوروبا على معارضي النظام: تقرير هامبورغ يكشف عن استهداف مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية