عرض الصحف العربية..
تقرير: من يوقف مذبحة المتظاهرين في بغداد
بعد أكثر من شهرين، تتواصل في بغداد المذبحة ضد المتظاهرين السلميين، بكل الوسائل الممكنة، من قنابل الغاز المسيل للدموع، إلى الأسلحة البيضاء، انتهاءً بالرصاص الحي، والاغتيال والاختطاف.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، ترقى هذه الجريمة في العراق إلى الجرائم الدولية التي يجب التحقيق الأممي فيها، في ظل تورط إيران وميليشياتها في قتل المحتجين ضدها وضد النظام الذي تدعمه طهران.
أزمة العراق
في صحيفة "البيان" الإماراتية قال محمد عاكف جمال، إن ما يحصل في العراق من انتهاكات لحقوق الإنسان، جريمة لا يمكن التغاضي عليها، مطالباً بتدخل دولي أو أممي لوقفها.
وأضاف الكاتب "لم يخرج العراق من دائرة الوصاية الدولية على شؤونه، فهو قد خرج من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في 2017 إلى الفصل السادس منه، وهذا لم يحرره تماماً من تلك الوصاية، فهو تحت الرقابة الشديدة على ما يجري فيه، والحكومة بتمسكها بالحل الأمني تخاطر بمستقبله فإنهاء الاحتجاجات وقمعها على الطريقة الإيرانية، لن يوقف انهيار النظام السياسي القائم فحسب، بل يمهد الطريق شرعياً للتدخلات الخارجية، خاصةً إذا أعيد العراق للفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية".
حادثة الوثبة
وفي تقرير عن جريمة الوثبة أمس في بغداد، قالت صحيفة "الشرق الأوسط" إن الجهات المناوئة للمحتجين سارعت إلى استغلال قتل المتظاهرين مسلحاً فتح النار على المحتجين، وقتل ستة منهم، لتشويه تحركاتهم، وإثبات التهم التي وجهتها لهم الحكومة والميليشيات الموالية لإيران، لهم بالحديث عن المندسين والمخربين والمسلحين.
وحسب الشرق الأوسط، سارعت الميليشيات الموالية لإيران، وحتى الحكومة العراقية نفسها، إلى اتهام المتظاهرين بالتخريب، وتساءل زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي الذي أدرجته الولايات المتحدة أخيراً على قائمة العقوبات لتورطه في قتل المتظاهرين "إلى متى ستستمر الفوضى، وغياب القانون، وضعف قوات الأمن، وانتشار الأسلحة والميليشيات المثيرة للاشمئزاز؟.
واعتبر رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي من جهته أن "حادث الوثبة الإجرامي أكد رؤيتنا التي تحدثنا بها كثيراً عن وجود مجموعات منظمة تمارس القتل، والترويع، وتعطيل الدولة تحت غطاء التظاهر". وأضاف "بات ضرورياً الآن أن تُعيد الأجهزة الأمنية حمل أسلحتها وحماية ساحات التظاهر، وإعادة هيبة الدولة".
مطاردة الناشطين
واهتم موقع "اندبندنت عربية" من جهته، بالحملة التي تستهدف الناشطين والمعارضين، بعد مقتل الناشط البارز علي اللامي الذي يعتبر ثالث ناشط يعثر على جثته خلال عشرة أيام، الأمر الذي دفع بعثة الأمم المتحدة إلى توجيه إصبع الاتهام، الأربعاء، إلى "كيانات مسلحة".
وشدد الموقع على خطورة تزايد نفوذ قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران في الشارع العراقي، بغطاء حكومي رسمي، بعد مذبحة الخلاني، واكتفاء السلطات الرسمية بتأكيد عجزها عن تحديد هوية المسؤولين عن عشرات حالات الخطف، ومذبحة الخلاني، وجسر السنك، في 6 ديسمبر(كانون الأول) الجاري.
الدم عراقي والقاتل إيراني
من جانبه قال فاروق يوسف في صحيفة "العرب" اللندنية: "لا تزال هناك صفحات لم تُفتح من الوصفة الإيرانية لحل الأزمة العراقية. غير أن تلك الصفحات لا تخرج بعيداً عن نطاق استعمال العنف بطرق مختلفة ضد المتظاهرين من أجل إنهاء التظاهرات" لضمان مصالح موالين لإيران، ولخدمة أهداف طهران وبرامجها، ولو على حساب العراق والعراقيين.
وأضاف الكاتب أن الاحتجاجات كشفت إلى جانب الجرائم والانتهاكات حجم إصرار العراقيين على فضح عمالة الطبقة السياسية، التي وجدت نفسها اليوم في خطر داهم بسبب ا"لمتظاهرين الذين تعتبرهم مجرد مراهقين صبيان حالمين، لا يفهمون شيئاً من المعادلات التي أقيم العراق الجديد على أساسها".
وعليه يؤكد الكاتب أن تصاعد الأزمة يعكس "شعور الكثير من المستفيدين من بقاء النظام الطائفي بالخطر من استمرار التظاهرات، وإصرار الشباب على رفض الحلول الشفاهية التي تتقدم بها السلطة دون أن تكون جادة في تطبيقها".