تزامنا مع ارتفاع أعداد المصابين بالفايروس

الجيش التونسي يردع المستهترين بوباء كورونا

الجيش التونسي

صحيفة العرب

 لجأت تونس، الاثنين، إلى قوات الجيش لفرض الحجر الصحي على مواطنيها، بعد أن كانت الاستجابة الإرادية لقرار الحظر ضعيفة. وذلك تزامنا مع ارتفاع أعداد المصابين بالفايروس إلى 89 حالة.

وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية التونسية أن وحدات الجيش ستقود بمعية وحدات الشرطة بدوريات في الشوارع، بهدف مقاومة كل التجاوزات، وحث المواطنين على ملازمة بيوتهم.

ونقلت وسائل إعلامية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية، محمد زكري قوله “سيتم، اعتبارا من الثلاثاء، تعزيز انتشار وحدات من الجيش لمعاضدة الجهد الأمني في تطبيق الحجر الصحي العام، في كامل البلاد”.

وتخضع تونس لحظر تجوال ليلي ولحجر صحي عام منذ الأحد مع قيود على حركة التنقل غير أن النتائج المرجوة لم ترتق إلى مستوى الانتظارات مع تزايد الإصابات بوتيرة يومية والكشف عن أربع بؤر لانتشار الفايروس في البلاد.

ويأتي قرار الرئيس التونسي قيس سعيد ردا على تجاوز المواطنين لقرار حظر التجول من جهة، وارتفاع عدد الإصابات بوباء كورونا من جهة ثانية.

وقال الخبير الأمني فيصل الشريف في تصريحات لـ”العرب” إن “إنزال الجيش للشوارع جاء لفرض احترام تنفيذ قرار حظر التجول مع تواصل استهتار الناس من تداعيات الوباء”.

وربط متابعون قرار الاستنجاد بالقوات العسكرية لفرض احترام التراتيب الاستثنائية بتوسع الانتقادات لكيفية إدارة الأزمة، فيما يطالب التونسيون بإجراءات أكثر صرامة.

ووصف المحلل السياسي عبداللطيف الحناشي قرار نشر الجيش بالشوارع بالقرار “المتأخر”.

وقال الحناشي في تصريح لـصحيفة ”العرب” الخطوة متأخرة وكان من المفروض أن تكون إجراء استباقيا لمحاصرة المواطنين المستهترين بالحجر الصحي وحظر التجول”.

واعتبر أن القرار يأتي تفاعلا مع الرأي العام المطالب بضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تماشيا مع خطورة الأوضاع الصحية التي تمر بها البلاد.

وعزا الحناشي تأخر الرئيس عن إصدار قرارات حاسمة إلى حالة الارتباك والتنازع على الصلاحيات بين السلط الثلاث.

وأوضح “كانت هناك حالة من التنازع بين السلطات الثلاث، وهو ما انعكس على تطبيق القرارات”.

وأعادت أزمة كورونا إلى الواجهة التنازع على الصلاحيات بين الرئاسات الثلاث “رئاسة الجمهورية، ورئاسة البرلمان، ورئاسة الحكومة”، ما كبل تعامل السلطة التنفيذية مع التطورات.

وقال رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ في كلمة توجّه بها إلى الشعب التونسي عبر القناة التلفزيونية الرسمية بثتها في ساعة متأخرة من ليل السبت “تعيش بلادنا على وقع تطور وباء كورونا، وهي وضعية استثنائية بكل المقاييس، وحتى نستطيع قيادة العملية بكل نجاعة سنطلب من المجلس التشريعي تمكين الحكومة من إصدار مراسيم لاتخاذ التدابير المستعجلة حسب مقتضيات الفصل الـ70 من الدستور”.