المعارضة تدعو إلى فرض حجر صحي عام للسيطرة على وباء كورونا

تهاون أردوغان يتسبب في اجتياح الوباء لتركيا

يسود الترقب الشارع التركي المتوجس من ارتفاع وتيرة انتشار وباء كورونا في وقت يشير فيه مراقبون إلى تراخي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في استباق الأزمة الصحية بإجراءات صارمة بينما سارع إلى التضحية بوزير النقل دون ذكر أسباب إقالته.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أنقرة

 دعت المعارضة التركية الأحد، الحكومة لإصدار أمر بالبقاء في المنازل نظرا لارتفاع أعداد الإصابات بفايروس كورونا بشكل قد تصبح السيطرة على انتشاره أمرا صعبا للغاية خاصة مع ارتفاع عدد الوفيات جراء الوباء.

وتأتي هذه المطالبة في وقت يحاول فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التقليل من حدة المخاوف بشأن اجتياح الوباء لبلاده.

وكان أردوغان قد دعا الجمعة إلى “حجر صحي طوعي” يبقى بموجبه الأتراك في منازلهم باستثناء التسوق أو للاحتياجات الأساسية لاحتواء التفشي سريع الانتشار للوباء.

ويرى مراقبون أن الأرقام لا تخدم القيادة التركية التي تبدو متفائلة بتعاملها مع الوباء خاصة بعد تسجيل أكثر من 100 حالة وفاة في ظرف يعد قياسيّا.

ويضيف هؤلاء أن الارتباك في دوائر الحكم التركية بدا واضحا خلال إقالة أردوغان وزير النقل الأسبوع الماضي دون أن يقدم الأسباب.

ويرجح متابعون للشأن التركي أن دقة المرحلة تدفع بأردوغان للتخلي عن أقرب حلفائه وأبرزهم وزير النقل محمد جاهد طورهان الذي تم إصدار مرسوم بشأن إقالته السبت.

وواجه طورهان ووزارته انتقادات كبيرة الأسبوع الماضي لعقد أول مناقصة للتحضير لبناء قناة ضخمة على مشارف إسطنبول وهي القناة التي كان الرئيس التركي يُقاتل من أجلها رغم الانتقادات البيئية والتكاليف المالية الباهظة وعدم الجدوى الاقتصادية.

ويرى متابعون أن صفقة قناة إسطنبول مع اقتراب خروج الأوضاع عن السيطرة بالنسبة لكورونا قد أطاحا بالوزير المقرب من أردوغان.

وقال أوزغار أوزيل، النائب عن حزب الشعب الجمهوري إنّ “الأصدقاء، في هذا البلد، لا يقومون بإقالة الوزير في الساعة الثانية صباحًا”.

وارتفعت حصيلة ضحايا الجائحة في تركيا الأحد إلى 108 حالات وفاة بعد تسجيل 16 حالة جديدة وهو ما يؤكد أن تفشي الوباء في تركيا يرتفع.

كما قفز عدد الإصابات بهذا الوباء الذي تجاهلت تركيا تحذيرات دولية وأممية بشأنه إلى 7402 بعد تسجيل 1700 إصابة جديدة الأحد.

وفي إجراءات أولية ترى المعارضة التركية أنها لم تكن ناجعة في التصدي للوباء، أوقفت السلطات جميع القطارات بين المدن وقللت عدد رحلات الطيران الداخلية السبت، بينما دعت المعارضة الرئيسية إلى إصدار أمر بالبقاء في المنازل بعدما قفزت حالات الإصابة بوباء كورونا بمقدار الثلث في يوم واحد.

وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو في بيان نشره مساء السبت “من الواضح في هذه المرحلة أننا بحاجة إلى إقامة شاملة وواسعة وفعالة في المنزل والحجر الصحي”.

وأضاف “لا يمكن حل هذه المشكلة بحملات مثل -لتبقى تركيا في البيت- وترك الأمر لإرادة ومبادرة مواطنينا مع عدم توفير أي أجر أو أمن وظيفي وتركهم يواجهون مصيرهم”.

وأعلن أردوغان إجراءات جديدة لاحتواء الجائحة، قائلا إنه تقرر وقف جميع رحلات الطيران الدولية وأن يكون السفر بين المدن خاضعا لموافقة حكام الأقاليم.

وقالت شركة الخطوط الجوية التركية إنها علقت ابتداء من الأحد جميع الرحلات الدولية حتى 17 أبريل وتقتصر الرحلات الداخلية على 14 مدينة كبرى.

وأضافت أنها ستقوم بتسيير رحلات داخلية تخدم أنقرة وأنطاليا وديار بكر وأرضروم وغازي عنتاب وإسطنبول وإزمير وقيصري وقونية وملاطية وسامسون وطرابزون وفان، ولكن يجب على المسافرين تقديم وثيقة من الحاكم تثبت السماح لهم بالسفر.

وقال يحيى أوستون، نائب رئيس العلاقات الإعلامية في الخطوط الجوية التركية على تويتر، إن مبيعات التذاكر لتلك الرحلات توقفت انتظارا لإنشاء شبكة اتصالات بين وزارة الداخلية وشركة الطيران.

وقالت خطوط بيجاسوس الجوية إنها أوقفت جميع الرحلات الداخلية حتى 30 أبريل بناء على أوامر المديرية العامة للطيران المدني في تركيا.

وقال مطار صبيحة غوكتشن في إسطنبول في بيان إن جميع الرحلات ستتوقف.

وقالت وزارة الداخلية التركية في إشعار يفصّل قيود السفر إنه يجب على جميع المواطنين البقاء في المدن التي يقيمون فيها وإنه لن يُسمح لهم بالمغادرة إلا بمذكرة طبيب أو في حالة وفاة أحد أفراد العائلة المقربين أو إذا لم يكن لديهم سكن.

كما قرّرت السلطات، إخضاع كافة المواطنين المسافرين بين المدن التركية لفحوصات طبية عند مداخل ومخارج المدن، في إطار التدابير الوقائية للحد من انتشار فايروس كورونا.

وتجاوزت وتيرة العدوى في تركيا نظيرتها في كثير من الدول الأخرى خلال الأسبوعين الماضيين بتسجيل 2069 حالة جديدة خلال 24 ساعة وفق ما ذكره وزير الصحة الجمعة.