الملف اليمني..

حمّام دم في مأرب مع تصعيد الحوثيين لهجومهم على مركزها

ارشيفية

عدن

تسجّل “فاتورة” الخسائر البشرية للحرب الدائرة في محافظة مأرب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من قبائل محلية والمسنودة بغطاء جوي من قبل تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ارتفاعا متزايدا محوّلة المعركة إلى مستنقع لطرفيها العاجزين إلى حدّ الآن على حسمها.

ولقي 70 مقاتلا من القوات الموالية للحكومة والمتمردين مصرعهم في الساعات الأربع وعشرين السابقة ليوم الأحد، قرب مدينة مأرب مركز المحافظة الاستراتيجية، وذلك مع شن الحوثيين هجمات مكثفة للتقدم نحو آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن.

يمثّل إفشال الهجوم الحوثي على مأرب بحدّ ذاته إنجازا عسكريا مهمّا لمعسكر الشرعية اليمنية لا يخلو من نتائج سياسية

وأوضح مسؤولان في القوات الموالية للحكومة لوكالة فرانس برس أن معارك محتدمة تدور في ثلاث جبهات وقد حقق المتمردون خلالها تقدما في منطقتي الكسارة والمشجح شمال غرب مدينة مأرب، لكنّهم عجزوا عن التقدم في منطقة جبل مراد جنوبا.

وتعمّق معركة مأرب حجم المأساة الإنسانية في اليمن حيث “تعرّض مليون نازح داخليا لخطر كبير وتهدد جهود التوصل إلى حلّ سياسي في وقت يتحد فيه المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع”، بحسب تقييم صدر مؤخرا عن مجلس الأمن الدولي.

وقالت منظمة هيومن رايس ووتش قبل أيام إنّ جماعة الحوثي تقصف عشوائيا مناطق مدنية بما في ذلك مخيمات للنازحين.

وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أن قوات الحوثيين تطلق عشوائيا قذائف مدفعية وصواريخ على مناطق مكتظة بالسكان في مأرب منذ فبراير الماضي ما يسبب نزوحا جماعيا ويفاقم الأزمة الإنسانية.

غراف

ونقل التقرير عن عمّال إغاثة قولهم إنّ نيران القصف المدفعي والأسلحة الثقيلة المباشرة من جانب الحوثيين أصابت عدة مخيمات للنازحين. وطالبت المنظمة جماعة الحوثيين بوقف الهجمات غير القانونية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المدنيين المحاصرين بسبب القتال.

وتؤوي مدينة مأرب مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم أكثر من مليوني نازح وفق تقارير حكومية فيما تقول الأمم المتحدة إن المدينة تضم نحو مليون نازح.

وما يطيل من أمد المأساة في مأرب استعصاء المعركة على الحسم من قبل الطرفين المتحاربين، حيث يلاحظ مراقبون لسير المعركة استقرار خارطة السيطرة الميدانية بعد أسابيع من المعارك، وذلك باستثناء تقدم جزئي للحوثيين لا يبدو كافيا لانتزاع المحافظة من يد القوات الحكومية.

70 قتيلا من قوات الطرفين المتحاربين في مأرب خلال أربع وعشرين ساعة

وبعد أن كانت الشرعية اليمنية ترفع شعار دحر الحوثيين وإنهاء سيطرتهم على المناطق التي احتلوها بدءا من خريف سنة 2014، طغى الدفاع عن مأرب الغنية بالنفط والغاز والتي تمثّل آخر موضع للشرعية في الجزء الشمالي من اليمن، عما سواه من أهداف.

ويمثّل إفشال الهجوم الحوثي على مأرب بحدّ ذاته إنجازا عسكريا مهمّا لمعسكر الشرعية اليمنية لا يخلو من نتائج سياسية، ذلك أن المتمرّدين أرادوا بسيطرتهم على المحافظة الإمساك بورقة تفاوضية مؤثّرة في المسار السياسي الذي ضاعفت الولايات المتّحدة الأميركية والأمم المتّحدة من جهودهما لإطلاقه، فضلا عن وضع أيديهم على النفط والغاز الوفيرين في مأرب واللذين يشكلان موردا ثريا للكيان السياسي القابل للحياة الذي شرع هؤلاء في تأسيسه في المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها.