هدوء حذر وسط بيروت إثر "ليلة ملتهبة"..
الجامعة العربية: الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية يخفف حدة التوتر بالبلاد.
أكدت الجامعة العربية الاحد أن الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية من شأنه الاسهام في تخفيف حدة التوتر الذي يشهده لبنان.
وأعرب مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان صحفي الأحد، عن القلق ازاء أنباء الاشتباكات المتزايدة التي وقعت في لبنان مؤخرا، وخاصة الصدامات التي حدثت السبت بين المتظاهرين وقوى الأمن، وكذلك الاعتداءات التي وقعت على المتظاهرين وقوى الأمن في بيروت.
وأكد المصدر على أن الجامعة العربية تهيب بكافة الأطراف اللبنانية وقوى الأمن والجيش اللبناني، ضرورة الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن أية مظاهر للعنف حفاظا على الاستقرار والسلم الأهلي اللبناني والحيلولة دون الانزلاق نحو ما يهدد المصلحة الوطنية العليا، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.
وأضاف المصدر أن الإسراع في تشكيل الحكومة من شأنه الاسهام في تخفيف حدة التوتر الذي يشهده لبنان والبدء في اتخاذ الاجراءات التي تفتح الطريق أمام التعامل مع الازمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد.
وخيّم هدوء حذر على وسط العاصمة اللبنانية بيروت بعد ليلة متوترة شهدت اشتباكات متفرقة بين شبان مؤيدين لحزب الله وحركة أمل من جهة وقوات الأمن التي تعرض عناصرها للرشق بالحجارة والمفرقعات المشتعلة من جهة أخرى، قبل أن تردّ بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم بعدما تجمّعوا قرب مقر البرلمان.
ووفق حصيلة أولية نتج عن الاشتباكات نحو 25 مصابا، على وقع أزمة سياسية مستمرة.
وجاءت هذه المواجهات غداة دعوة الأمين العام لحزب الله مناصري حزبه وحليفته حركة أمل إلى "ضبط الأعصاب"، بعد تكرار حوادث مماثلة وصدامات مع القوى الأمنية من جهة، ومع المتظاهرين الذين يطالبون منذ شهرين برحيل الطبقة السياسية، من جهة ثانية.
ومساء السبت، اندلعت مواجهات في العاصمة اللبنانية بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين مناهضين للسلطة السياسية عند مدخل شارع يؤدي الى مبنى البرلمان وأغلقته قوات الأمن.
وحاول متظاهرون اختراق الحواجز لكن قوات مكافحة الشغب تصدت لهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع، وفق مشاهد مباشرة بثتها المؤسسة اللبنانية للإرسال.
ورد المتظاهرون برشق عناصر الأمن بالحجارة وإطلاق هتافات معادية لها ولرئيس مجلس النواب نبيه بري، بحسب المصدر نفسه.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أنه نقل عشرة مصابين من المدنيين وعناصر الأمن إلى المستشفى وأسعف 33 شخصا بعد الأحداث التي وقعت قرب مقر البرلمان، مؤكدا أن غالبيتهم كانوا يعانون من مشاكل في التنفّس ومن الإغماء جراء الغاز المسيل للدموع، كما أشار إلى وقوع إصابات جراء الرشق بالحجارة.
وكان قد سبق ذلك، مواجهات وقعت بعد الظهر بين مناوئين للمتظاهرين ضد الطبقة السياسية وقوات الأمن.
فبعد الظهر هاجم عشرات الشبان القادمين سيراً من منطقة الخندق الغميق وسط بيروت القريب، حيث عملوا على تخريب لافتات رفعها المتظاهرون في وقت سابق وحرقها في وسط الطريق. ثم حاولوا دخول خيم موضوعة في ساحة الشهداء، مرددين هتافات "شيعة شيعة"، وفق ما نقلت شاشات تلفزة محلية.
وإثر ذلك، تدخّلت قوات الأمن لمنعهم من التخريب، قبل أن تشهد الساحة عمليات كرّ وفرّ بين الطرفين تطورت إثر بدء الشبان برمي عناصر الأمن بالحجارة ومفرقعات نارية ثقيلة واطلاق الشتائم، وفق ما أفادت مصادر صحفية. وعمدت قوات مكافحة الشغب إلى إطلاق الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم وتمكنت من دفعهم للعودة إلى المنطقة التي قدموا منها.
ووقع هذا التوتر في وقت كان وسط بيروت شبه خال من المتظاهرين.
ونقلت قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال التلفزيونية أن إمام حسينية الحي وجّه نداءات عبر مكبرات الصوت باسم حزب الله وحركة أمل لـ"الانضباط"، مطالباً الشبان بالعودة إلى منازلهم.
وكان نصرالله أقر في خطاب عبر الشاشة الجمعة بحصول "حالات انفعال وغضب خارج السيطرة". وأكد توافق قيادتي حزب الله وحركة أمل على وجوب "أن نحفظ الهدوء، يجب أن لا ننجر إلى مشكلة، إلى أي توتر".
وتابع "الانفعال يجب أن يُضبط، ويجب أن نكون على مستوى عال جداً من ضبط النفس، وأن لا نعطي لا لأعدائنا ولا لخصومنا ولا للمتربصين بنا مادة للاساءة أو للاستفادة السيئة منها".
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر تظاهرات شعبية غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية. وبدا الحراك عابراً للطوائف والمناطق، ومصراً على مطلب رحيل الطبقة السياسية.
وتحت ضغط الشارع، قدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته في 29 أكتوبر. ولم تتمكن القوى السياسية من التوافق على تسمية خلف له حتى الآن في وقت يطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة تضم مستقلين عن الأحزاب السياسية والسلطة الحالية.
وحدد الرئيس ميشال عون الإثنين موعداً لاجراء استشارات نيابية لتسمية رئيس للحكومة المقبلة، بعد تأجيل لأسبوع جراء تعثّر القوى السياسية في الاتفاق على مرشحين تم تداول اسمائهم.
وأكّد نصرالله أنّه "حتى هذه اللحظة، لم تتوافق الكتل النيابية على اسم"، آملا أن "يحصل تكليف لمن تختاره أكثر الأصوات لتشكيل الحكومة"، إلا أنه نبّه في الوقت ذاته إلى أنّ "عملية التأليف لن تكون سهلة".
وفي بلد يقوم على المحاصصة الطائفية كلبنان، غالباً ما يتم التوافق على اسم رئيس الحكومة قبل موعد الاستشارات التي تأتي شكلية.