صحف..

خوفًا منهم.. دوافع الحوثيين للتجسس على الصوفيين في اليمن

"أرشيفية"

واشنطن

تعمل ميليشيا الحوثي على إحكام القبضة الحديدية على مقاليد الأمور في اليمن، خوفًا من تسلسل أفكار ضد عقيدتها تكون مغايرة لما تنتهجه الميليشيا التابعة للنظام الإيراني، من سموم.

خوفًا منهم.. دوافع
الحديث عن تحذيرات أصدرتها تقارير استخباراتية حوثية، بشأن تزايد أنشطة أتباع الطرق الصوفية في مناطق سيطرة الميليشيات.

ووفقًا لموقع «المشهد العربي»، الذي أكد في تقرير له، صدر الخميس 29 أبريل 2021، عن مصدر مُطلع أن ما يُسمَّى بجهاز الأمن والمخابرات التابع للميليشيات بدأ أنشطة تجسسية على مشائخ الطرق الصوفية والفعاليات الدينية، التي تُقام بشكل علني في مناطق سيطرة الميليشيات.

وركَّز التقرير على الفعاليات التي أقامها أتباع الطرق الصوفية، منتصف شهر شعبان الماضي، والتي تسمى "الشعبانية"، وذلك في صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيات.

وتحدّث التقرير عن إقبال جماهيري كبير عليها، كما تطرقت إلى الكلمات والقصائد الشعرية، التي رددت خلالها وانتقدت بعض المعتقدات الخاطئة للحوثيين خصوصًا ما يتعلق بالأحاديث النبوية التي تطعن بها الميليشيات.

وأبدي التقرير توجسًا من تزايد الإقبال الجماهيري، وكذلك الأموال الكبيرة التي ظهرت في تمويل تلك الفعاليات.

الأنشطة التجسسية والتقارير التحذيرية لميليشيا الحوثي بشأن أنشطة أتباع هذه الطريقة تكشف مخاوف الميليشيات من أي جماعة لا تتوافق معها في معتقداتها وأفكارها المذهبية والطائفية.

ويبدو أنّ الميليشيات الحوثية الإرهابية التي تظهر على أنّها متماسكة بشكل كبير، لا يُنظر إليها بأنّها تُحكِم بزمام الأمور بشكل كامل.

يرتبط ذلك بأنّ الميليشيات الحوثية الإرهابية لا تملك أي حاضنة شعبية على الأرض، وبالتالي فهي تتخوف بشكل كبير من أن يلتف السكان وراء طريقة أخرى أو نهج آخر وبالتالي قد تخرج الأمور عن سيطرة الحوثيين.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأمر يرتبط أيضًا بسياسات طائفية يتبعها الحوثيون، قوامها أنَّ الميليشيات الإرهابية لا تُفسِح المجال أمام ظهور أي حركات مغايرة لقراراتها أو معادية لأفكارها.


خوفًا منهم.. دوافع
وشهد اليمن نشاطًا ملحوظًا للصوفية التي صار لها قاعدة عريضة في عصر الدولة الرسولية، التي حكمت البلاد في الفترة (1229 - 1454م).

ويقترب عدد الطرق الصوفية في اليمن، من 20 طريقة، منها طرق وليدة البيئة اليمنية الداخلية، وتنتشر بدرجة رئيسية في جنوب ووسط البلاد، حسب باحثين يمنيين.

وتتركز معظم أنشطتها حول الاهتمام بالعلوم الدينية واللغوية والسلوك العبادي.

وتعد مدينة «تريم» التاريخية في وادي حضرموت، معقل الصوفية الأبرز في اليمن.

للمزيد..جرائم الحوثي.. أبرياء اليمن يدفعون ثمن القرار الأمريكي «3-4»

وبشأن موقف الصوفيين من المشهد السياسي الراهن في اليمن، حيث  بشكل عام يتبعون سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الحزبية والسياسية، لكنهم دائمًا يبنون علاقات سريعة مع السلطة المنتصرة.

وفي أعقاب اندلاع الحرب الحالية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، طالب رئيس «دار المصطفى للدراسات الإسلامية»، في «تريم»، الحبيب عمر بن حفيظ، وهو شخصية صوفية يمنية مرموقة، طلابه بالنأي عن الصراع الدائر في البلاد.

وقال «نحن لا نشارك إلا في الأمور المحض خيرها، والتي لا تشوبها أي شائبة».

لكن البعض منهم تقلد مناصب حكومية خلال نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومارس السياسة من البوابة الخلفية.

وفي محافظة البيضاء وسط اليمن، يوجد عدد من مراكز صوفية، وأبرز الصوفيين فيها نائب وزير الأوقاف عبداللطيف عبدالرحيم، وهو شخص عرف بولائه للرئيس السابق علي صالح ولايزال يُزاول عمله من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون .

وسعي النظام الإيراني، كثيرًا، لإقامة علاقات مباشرة مع الصوفية، إلا أن بعض الرموز الصوفية، الكبيرة والتى لها أتباع ومريدون كثيرون رفضوا هذا الأمر، ومن أبرزهم الشيخ على الجفرى، الذى يتزعم طريقة آل بعلوى فى حضرموت، الذي طالب مشايخ الصوفية، بعدم التقارب مع إيران حتى لا تكون هناك إشكالية كبيرة، وتشويه صورة أهل التصوف.