عرض الصحف العربية..
تقرير: هل يفرض الشارع اللبناني توازنات الاستشارات؟
من المقرر أن يشهد لبنان اليوم استشارات نيابية يجريها الرئيس ميشال عون، لتكليف رئيس جديد للحكومة من شبه المؤكد أنه رئيس الحكومة السابقة سعد الحريري، ووفقاً لتقارير صحافية فإن هذه الاستشارات تزداد سخونة في ظل اشتعال المواجهات في الشارع الرافض لإجرائها أو أي خطوة سياسية قبل تنفيذ مطالبه السياسية.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، استطاعت ميليشيا حزب الله بالاشتراك مع حليفتها حركة "أمل"، تغيير طبيعة الثورة الشعبية التي يشهدها لبنان منذ 17 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، فبعد شهرين على الثورة التي تميّزت بسلميتها، تحولت شوارع بيروت أخيراً إلى ساحة لاشتباكات تخللها اعتداء على المحلات التجارية، وهو ما يزيد من دقة المشهد السياسي بالبلاد.
أزمات سياسية
كشفت مصادر أمنية لصحيفة العرب اللندنية، أن سبب تحول المظاهرات اللبنانية من السلمية إلى التصعيد هو رغبة بعض من عناصر حزب الله وحركة أمل في إشعال المواجهات مع المتظاهرين وتصعيد الأزمة معهم.
وأشارت إلى أن هذه العناصر تهدف إلى التسبب في فوضى كبيرة بالعاصمة اللبنانية، وهو ما اعتبرته أوساط سياسية بمثابة ضغوط تمارس على سعد الحريري من أجل القبول بتشكيل حكومة بموجب مواصفات حزب الله.
ونقلت الصحيفة عن أوساط سياسية اعتقادها بأنّ المشاورات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم، ستسفر عن حصول سعد الحريري على أكثرية بسيطة تسمح بتسميته لتشكيل الحكومة المقبلة، كما توقعت تمسّك الحريري بشروطه لتشكيل حكومة جديدة لا تضمّ سوى اختصاصيين واختصاصيات تتمكن من التصدي للتحديات الاقتصادية والمعيشية.
وذكرت مصادر مقربة من الحريري أن مواصفاته للحكومة الجديدة لن تتبدل أو تتغّير، وهو يشدد على ضرورة تشكيل حكومة من الاختصاصيين تتمكن من التصدي للتحديات الاقتصادية والمعيشية.
تنقيح التسوية
ومن جانبه، أشار الكاتب والمحلل السياسي اللبناني وليد شقير في مقال له بصحيفة "نداء الوطن" إلى أهمية الاستشارات النيابية المزمع عقدها اليوم، قائلاً إنه "على ضوء نتيجة هذه الاستشارات سيتحدد مدى نجاح من أسماهم بطابخي التسويات بين أركان السلطة الذين تقاسموا الأدوار والمواقع في السنوات الماضية".
وكشف عن الاتصالات بين القوى السياسية خلال الساعات الأخيرة قبيل هذه الاستشارات، مضيفاً "حتى الساعات الماضية تناولت الاتصالات التي سبقت استشارات تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة أموراً غير تلك المعروفة في العلن، وثمة اعتقاد أن أبطال التسوية الرئاسية يسعون إلى إحيائها بنسخة منقحة، مع تعديل في بعض أبطالها ممن تبوأوا القيادة فيها".
ولفت الكاتب إلى أن المشكلة الرئيسية بالنسبة لهذه الاستشارات في الشارع، قائلاً "المشكلة الأهم في التفاوض على الحكومة هو تجاهل الناس في الشارع من جهة، وكيفية التوفيق بين ما يطلبه حزب الله والأمريكيون".
توازنات "الاستشارات"
وبدورها، تساءلت صحيفة الجريدة الكويتية في تقرير لها عن قدرة الشارع على فرض توازنات الاستشارات، مشيرة إلى تعقد المشهد السياسي الداخلي مع قرب انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة.
وأوضحت الصحيفة أن تصاعد حدة المواجهات بين القوى السياسية، يوحي بأن هناك ما يمكن وصفه بــ"استشارات" من نوع آخر تحصل في الشارع لفرض توازنات تستبق الاستشارات النيابية الرسمية، قائلة إن "استشارات الشارع يمكن أن تؤدي إلى فرض تأجيل جديد للاستشارات المقررة اليوم"، مبينة أن ما أسمته بالتسخين المفاجئ في الشارع يعني أن الاتصالات السياسية لم تتبلور بشكل كاف لحسم الاتجاهات في مسار تسمية الرئيس المكلف.
وأشارت إلى أن "حوار الشارع" ما زال في بدايته على ما يبدو، الأمر الذي يزيد من احتمال تأجيل الاستشارات بقرار سياسي أو بحكم الوقائع التي قد تطرأ على الأرض خلال الساعات المقبلة.
لبنان المتحد
ومن جهتها، رصدت صحيفة الرياض السعودية عدم وجود أي انفراجة قريبة للأزمة في لبنان، مشيرة إلى وجود هوة كبيرة بين المطالب الشعبية وتوجهات الطبقة السياسية.
وقالت الصحيفة "رغم التنوع الطائفي والمناطقي والحزبي اللبناني، إلا أن اللبنانيين تناسوا كل ذلك واتحدوا من أجل الحصول على مطالبهم المشروعة المتمثلة في أبسط حقوق العيش الكريم، فكان لا بد لهم أن ينتفضوا في وجه اختطاف بلدهم المتمثل فيما يقوم به حزب الله من جر لبنان بكل ما فيه إلى التبعية الإيرانية بقوة السلاح غير الشرعي بحوزته".
وأضافت "ورغم ذلك لم يأبه اللبنانيون له ولأهدافه التي جلبت الخراب إلى لبنان، وكانت وبالاً عليه، فحزب الله ذراع إيران في لبنان والمنطقة، يأتمر بأوامرها وينفذها بحذافيرها ويبالغ في التنفيذ إرضاء لسادته".
وتابعت أن "هناك تغيراً جذرياً سيبرز الوجه الحقيقي للبنان نتيجة لهذه الاحتجاجات"، وتوقعت الصحيفة أن يكون للبنانيين وحدهم في النهاية القرار لتحديد مستقبل البلاد دون أية إملاءات تعصف به.