اليمن..

مليشيات الحوثي تفخخ الطفولة عبرمناهج دراسية

اليمنيون لا يملكون سوى الانتقاد على تويتر

عدن

أثارت صور متداولة للمناهج التعليمية التي فرضتها ميليشيا الحوثيين في اليمن للعام الدراسي الجديد جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحاز كتاب “التربية الوطنية” للصف الثامن الأساسي على نصيب وافر من الجدل هذا العام، إذ أظهر غلافه قياديا حوثيا قتل في الحدود السعودية نهاية 2016 بالإضافة إلى شخصين بجانبه يحملان صواريخ موجهة محمولة على الكتف، تحريضا على القتال والإرهاب، كما تضمن داخله قصصا وأفكارا طائفية تحث الطلاب على ترك مقاعدهم الدراسية والذهاب إلى الجبهات.

وانتشرت عدة هاشتاغات منددة بالمنهج الحوثي على غرار #حوثنة_التعليم و#الحوثي_يفخخ_الطفولة.

ووصف معلق الكتاب:

Bandarbokari@

هذه ليست التربية الوطنية، بل التربية الخرافية السلالية الكهنوتية، خطوات ممنهجة لعسكرة التعليم من قبل الميليشيا #الحوثية_الإرهابية من أجل تهيئة الأطفال عقليا ونفسيا لتقبل فكرة الذهاب إلى جبهات القتال والموت في سبيل شعاراتهم العنصرية السلالية المقيتة. #الحوثي_يفخخ_الطفولة.

وأكد آخر:

Brucejsi@

كتاب التربية الوطنية للصف الثامن من التعليم الأساسي في مناطق سيطرة الحوثي كل هذا التلغيم والتفخيخ لعقول الملايين من الطلاب سيكون له أثر خطير ليس على اليمن فحسب وإنما على المنطقة برمتها، نحمل شرعية الفشل هذا الأمر فلولا فشلها في إدارة المعركة وهزيمتها للحوثي لما وصل الأمر كذلك.

وشبه مغرد ما يفرضه الحوثيون بما تفعله حركة طالبان في أفغانستان وكتب:

faisalomaralam1@

الحوثي يجمع الخُمس وفي مدن أفغانستان الفقيرة هناك قانون عُشر طالبان وفي البلدين إفقار همجي ممنهج. جميعهم ضد التعليم الحديث ومع التعليم الديني الإجباري المتزمت ضد حرية المرأة ضد القانون الوضعي ومع إقامة الحدود ما يحدث في أفغانستان يُقرأ بمنتهى الجدية في اليمن.

واعتبر وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني في تغريدات على حسابه في تويتر الأربعاء العبث الخطير بالمناهج الدراسية امتدادا لنهج ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الدولة في توظيف العملية التعليمية في الصراع.

وقال الإرياني إن ميليشيا الحوثي “حولت فصول ومقاعد الدراسة إلى مصائد لمسخ عقول الأطفال واستدراجهم وتجنيدهم في جبهات القتال، وتحويلهم إلى أدوات لقتل اليمنيين ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة”.

وأشار إلى استمرار ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في العبث بالمناهج التعليمية لمختلف المراحل الدراسية، لافتا إلى مساعيها لتزييف وعي الأجيال القادمة، وتعبئتها بالأفكار الطائفية الدخيلة على اليمن ومجتمعها.

وقال وزير الإعلام إن ذلك “تهديد خطير للسلم الأهلي والنسيج الإجتماعي، ونسف لفرص الحوار وإحلال السلام والتعايش بين اليمنيين”.

واستغرب الإرياني استمرار صمت المجتمع الدولي وتغاضيه عن هذه الممارسات الخطيرة، والتي قال إنها “تهدد بنسف حاضر ومستقبل اليمن، وتقويض أي فرص للحلول السلمية للأزمة”.

كما استغرب تجاهل عمليات تجنيد الميليشيات الحوثية للأطفال والتي تهدد بخلق جيل من الإرهابيين، وتحويلهم إلى قنبلة موقوتة تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

ومنذ انقلابها على الدولة قامت ميليشيا الحوثي بتحريف المناهج الدراسية وإعادة طباعتها بما يتلاءم مع فكرها الطائفي، وإحياء الإمامة، ومحاولة القضاء على كل ما يمت للجمهورية اليمنية بصلة.

ولفتت مصادر إلى أن هذه المناهج تباع ولا توزع بشكل مجاني على المدارس الحكومية والخاصة، ومن يريد منهجا يدفع مبلغا ماليا باهظا يعادل الرسوم في المدارس الخاصة أو يذهب إلى ميدان التحرير وسط صنعاء حيث يتجمع باعة الكتب ويشتريه بمبلغ مالي كبير، إذ يصل سعر الكتاب الواحد إلى نحو ألف ريال يمني.

وقال وكيل ‏‏‏‏‏‏‏‏وزارة العدل فيصل المجيدي إن ميليشيا الحوثي مازالت تواصل عملية تحريف المناهج التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الشمال. وأضاف على تويتر:

AlmagediFaisal@

اللعنة التي أصابت اليمنيين… المنهج الحوثي حول التربية الوطنية للأطفال من كتاب لتعليم الطالب حب الوطن واليمنيين إلى حب العنف والقنابل والمتفجرات.

وأردف قائلا “هذه الصورة لليونسيف التي يقال إنها تدعم طباعة المنهج الحوثي”.

واتهم ناشطون يمنيون منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” بتمويل طباعة المنهج المحرف والمتطرف وانتهاك الأعراف الدولية، مؤكدين أن المنهج يحث على العنف وخطاب الكراهية ويسهل عملية تجنيد الأطفال لصالح الميليشيا.

كما اتهم موقع “يمن رادر” المعني بتتبع انتهاكات الحوثي على تويتر، المنظمة الأممية بالمشاركة في الجريمة، مشددا على ضرورة وضع حد لهذا التطاول على المناهج الدراسية وتحريفها لتتحول إلى مناهج متطرفة هدفها صناعة عناصر إرهابية دموية وتفخيخ العقول بالثقافات والسموم وتنشئة جيل إرهابي.

وغيرت ميليشيا الحوثي المناهج التعليمية بما يتوافق مع عنصريتها وحربها على اليمنيين، تنفيذا لأجندة إيرانية، وهي التغييرات التي تشمل كل المناهج من الصفوف الأولى حتى الجامعة.

وعبر الناشطون عن غضبهم من تنامي النزوع الطائفي والعنف الذي يطبق في المناهج التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، الأمر الذي سيخلق جيلا عدائيا.

وعلق الصحافي همدان العليي قائلا “يريدون تحويل المجتمع كله إلى مقاتل من أجل السلالة.. على الأطفال والكبار أن يتحولوا إلى وحوش مقاتلين في الميدان كي تحيا وتحكم الطبطبائية المتوردة. الوطنية، هو أن تموت جوعا أو في الميدان من أجل السلالة.. الله المستعان”.

وقال الكاتب والباحث السياسي عبدالله إسماعيل “كانت ولازالت الإمامة السلالية عدوة للحياة والبناء والإعمار. لم تقدم في تاريخها نموذجا واحدا للدولة في أدنى معانيها، ولم تترك أثرا أو معلما علميا أو ثقافيا أو خدميا. إذا تغلبت فرضت الحرب وسفك الدماء وحاربت الصناعة والزراعة والإبداع”، مشيرا إلى أن اليمنيين أمام كارثة متجددة، وجائحة ستصيب الجميع.

وفي المقابل صب يمنيون جام غضبهم على الحكومة التي فشلت في كل شيء وفق تعبيرهم.

وغرد الصحافي سيف الحاضري:

hadery_m@

التربية والتعليم.. ملف آخر تفشل الحكومة في إدارته وتترك ساحة التعليم لميليشيات الحوثي تعبث بعقول الطلاب، حكومة فشلت في دعم العملة وخذلت الجيش وفشلت إعلاميا وتركت الاتصالات للحوثي وفشلت سياسيا على المستوى الدولي ونجحت في أمر واحد فرض صرف مرتبات أعضائها ومسؤوليها بالدولار.

#امنحوا_طلابنا_حق_التعليم.

وتدير التعليم في مناطق سيطرة الميليشيا لجنة طائفية برئاسة يحيى الحوثي شقيق زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي رغم عدم امتلاكه مؤهلا أكاديميا، بهدف رسم سياسات تعليمية تتماشى مع الأفكار والثقافة الحوثية التي تسعى لترسيخها في وعي المجتمع من خلال طلاب وطالبات المدارس.

وهذه ليست المرة الأولى التي تغير فيها جماعة الحوثي المناهج الدراسية في مناطق سيطرتها، بل دأبت على التغيير بشكل متواصل في محاولات حثيثة لزرع ثقافتها في عقول النشء والطلاب من خلال التكثيف الممنهج لأفكارها داخل الكتاب المدرسي.

ولم تكتف جماعة الحوثي بتغيير المناهج في المدارس، بل وصلت أيضا إلى الجامعات، ففي العام 2016 استحدثت الجماعة مادة ”الثقافة الوطنية“ في المواد الدراسية المخصصة لطلاب الجامعات في مناطق سيطرتها، وباتت مادة إجبارية لكل التخصصات الجامعية، وتسعى من خلالها لتحسين صورتها وإبراز رموز جماعة الحوثي.