عرض الصحف العربية..
تقرير: "الوفاق" تفتعل الأزمات لتبرير التدخل التركي في ليبيا
رصدت تقارير صحافية استغلال حكومة الوفاق الليبية لتصريحات للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتي قال خلالها إن حكومة طرابلس أسيرة الميليشيات، وهو ما يؤكد سعي هذه الحكومة إلى افتعال أزمة مع مصر من أجل تبرير التدخل العسكري التركي في ليبيا.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن تصريحات الرئيس المصري كانت واضحة، حيث أكد عدم وجود نية لدى بلاده للتدخل عسكرياً في ليبيا، إلا أن المجلس الرئاسي تعمد تحريف تلك التصريحات وسط حالة من الغضب الشعبي الليبي من سيطرة الإخوان وميليشياتهم على حكومة الوفاق، ورفض المؤسسات الدستورية والتنفيذية الشرعية الليبية للاتفاق التركي مع حكومة الوفاق أخيراً.
افتعال أزمة
وفي التفاصيل، قالت صحيفة "العرب" اللندنية إن حكومة الوفاق الليبية استغلت تصريحات للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال خلالها إن حكومة طرابلس أسيرة الميليشيات لافتعال أزمة مع مصر.
وقال مراقبون وفقاً للصحيفة، إن تصريحات السيسي لم تأت بالجديد ولم تعكس تبدلاً في الموقف المصري الذي لطالما اعتبر أن طرابلس واقعة تحت سيطرة الميليشيات وأن معركة الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر على الفوضى والإرهاب مشروعة، وهو ما يؤكد أن حكومة السراج ومن خلفها الإسلاميون، تتعمد افتعال أزمة مع مصر.
ورصدت الصحيفة ما نشرته بعض من الصفحات الليبية للإسلاميين على مواقع التواصل، حيث تحدثت عن التدخل المصري بالبلاد، وأشارت هذه الصفحات إلى تداول صور لجنود من الجيش الليبي والإيهام بأنهم مصريون، فضلاً عن محاولة إلصاق تهم لقوات الجيش المصري دون أي دليل أو سند.
وتوقعت الصحيفة أن يؤجج التدخل العسكري التركي الصراع الإقليمي والدولي على ليبيا، في حين تنتهج حكومة الوفاق سياسة التفريط في الثروات والسيادة الليبية لاسترضاء الدول الفاعلة في الملف الليبي، في سبيل البقاء في الحكم.
إخوان ليبيا وفوبيا الجيش
بدوره، قال الدكتور جبريل العبيدي الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "الشرق الأوسط"، إن ليبيا عانت الأمرين بسبب الإخوان ومحاولة سيطرتهم على الجيش، مضيفاً أن "القوات المسلحة العربية الليبية بعد أن استطاعت تحرير بنغازي كبرى مدن برقة وثاني مدن ليبيا من ميليشيات الإرهاب، وبعد تحرير مدينة درنة، استطاعت تسديد ضربات موجعة للتنظيمات الإرهابية بالقبض على الإرهابي الدولي عشماوي".، مشيراً إلى أن كل هذا تسبب في وجود فوبيا من الجيش لدى الإخوان بعد هزائمهم المتكررة ودحر ميليشياتهم، وفشل مشروعهم في ليبيا رغم التدخل التركي الهائل.
وأنهى العبيدي مقاله بالقول: "الأزمة الليبية هي أزمة أمنية وليست سياسية، وبالتالي لن يكون الحل الناجع سوى الحل العسكري للتخلص من ميليشيات الإسلام السياسي، التي تحاول استنساخ حزب الله آخر في ليبيا، فليبيا لن تنهض إلا بإسقاط هذا التنظيم، بل إن المنطقة وبالذات دول الجوار، لن تنعم بالأمن والسلام إلا بإحباط هذا المشروع الإخواني الشرس العابر للحدود".
ليبيا ليست للبيع
من جهته، قال رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، إن الجيش سيحرر العاصمة طرابلس قريباً من قبضة المجموعات الإرهابية، بعد أن بسط سيطرته على أكثر من 90% من أراضى البلاد، مشيراً إلى أن ما يؤخر الحسم هو احتماء الميليشيات بالسكان المدنيين.
وأضاف المستشار عقيلة، في حوار خاص مع صحيفة "الدستور" المصرية، أن البرلمان أبلغ العالم أجمع ببطلان الاتفاقية التي وقعها رئيس ما تسمى حكومة الوفاق، فايز السراج، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كاشفاً عن أن هناك استجابة من جميع الدول العربية والأوروبية بسحب الاعتراف من تلك الحكومة المتآمرة.
ورأى أن أردوغان استغل حالة الضعف التي تمر بها البلاد وانقسام الليبيين لتحقيق أطماعه الاستعمارية ووهمه بإعادة الهيمنة العثمانية، مشدداً على أن ليبيا لجميع الليبيين وليست للبيع لأي قوى خارجية.
إبعاد فائز السراج
بدوره، كشف عبد الحميد صافي المستشار الإعلامي لعقيلة صالح، أن الأخير طالب البعثة الأممية باتخاذ إجراءات سريعة لإبعاد فايز السراج ومحافظ مصرف ليبيا المركزي ووضع آلية لتوزيع الثروة بين الليبيين بالتساوي، والاستماع لهم واحترام إرادتهم في برلين وغيرها. جاء ذلك خلال لقائه أمس في العاصمة المصرية المبعوث الدولي لدى ليبيا غسان سلامة.
وأوضح صافي وفقاً لصحيفة "الخليج" الإماراتية، أن عقيلة صالح أطلع المبعوث خلال الاجتماع عن فقدان الاتفاق الذي وقع بين رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، والحكومة التركية، لأي قيمة قانونية، باعتبار أن بنوده لم ينفذ منها أي شيء، واستمراره لهذه المدة الطويلة بالمخالفة للاتفاق السياسي أثر في حياة الليبيين.
وأضاف أن غسان سلامة أكد أن ما يقترحه رئيس مجلس النواب فيما يتعلق بإعادة تشكيل المجلس الرئاسي من رئيس ونائبين وحكومة وطنية منفصلة تمثل الأقاليم الثلاثة، سيؤدي بالفعل إلى حدوث اتفاق بين الليبيين يضع له مؤتمر برلين مظلة دولية لرعايته ومراقبة تنفيذه، ويأتي هذا طبقاً للإعلان الدستوري، وأكد صافي أيضاً أن عقيلة أبلغ سلامة بألا يكون هناك في مؤتمر برلين اختيار من يحكم ليبيا، تجنباً لما حصل في الصخيرات واحترام إرادة الشعب الليبي.