محادثات يونانية أميركية لتمديد اتفاقات الدفاع لخمس سنوات

اليونان تعزز أسطولها العسكري في مواجهة تركيا بشراء ست مقاتلات رافال

استفزازات تركية مستمرة

أثينا

تعمل اليونان على تعزيز أسطولها العسكري واتفاقياتها الدولية بما يسمح لها بمواجهة التهديدات التي ما انفكت تمثلها تركيا عليها وعلى مصالحها.

وقررت أثينا الأحد شراء ست مقاتلات رافال فرنسية وذلك تزامنا مع إعلانها عزمها تمديد اتفاقات الدفاع لخمس سنوات.

وكشف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الأحد أن اليونان والولايات المتحدة تجريان محادثات لتمديد اتفاقات الدفاع بينهما لمدة خمس سنوات، بدلا من التجديد لعام واحد المعمول به حاليا.

وقال ميتسوتاكيس في مؤتمر صحافي في معرض سالونيك الدولي “نناقش تمديد اتفاق التعاون الدفاعي لمدة خمس سنوات حتى لا نضطر إلى تجديده على أساس سنوي”.

وأضاف أنه سيكون هناك “حضور أكثر أهمية للولايات المتحدة في بلادنا، ربما في المناطق التي ليس لها وجود فيها حاليا”، دون الخوض في المزيد من التفاصيل.

وشدد ميتسوتاكيس على أن التعاون الاستراتيجي بين اليونان والولايات المتحدة “في أفضل مستوى له”.

ووقعت أثينا وواشنطن اتفاقية دفاعية في عام 2019 تسمح للقوات الأميركية باستخدام أوسع للمنشآت العسكرية اليونانية، وذلك خلال زيارة لوزير الخارجية الأميركي آنذاك مايك بومبيو.

لكن رئيس الوزراء اليوناني قال الأحد إن هذا “لا يغلق الباب أمام اتفاقيات استراتيجية أخرى”، مشيدا بعلاقة “وثيقة للغاية” مستمرة مع فرنسا.

وأبرمت اليونان وفرنسا في يناير صفقة بقيمة 2.5 مليار يورو (3 مليارات دولار) لشراء 18 طائرة رافال – 12 مستخدمة وستّ جديدة – كجزء من برنامج تعزيز دفاعي لمواجهة التوتر مع تركيا في شرق البحر المتوسط.

ويمثل هذا العقد أول عملية بيع لطائرات رافال الفرنسية في أوروبا والتي تسعى باريس إلى توجيه صادراتها من الأسلحة إليها وتشجيع التعاون معها. وقد اقتنت أيضا قطر ومصر والهند طائرات رافال.

وكان ميتسوتاكيس قد أعلن أن اليونان ستشتري “قريبا” ستّ طائرات رافال إضافية، وقال “ستقلع أولاها في سماء اليونان قبل نهاية العام”.

ورحبت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الأحد بالإعلان، وكتبت على موقع تويتر “خبر ممتاز: اليونان أعلنت للتو نيتها الحصول على ست مقاتلات رافال إضافية. سوياً، نتقدم لإرساء استقلالية أوروبية حقيقية”.

وشدد ميتسوتاكيس الأحد على دعم بلاده لجهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتحسين القدرات العملانية المستقلة للاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أن يزور ماكرون أثينا الجمعة لحضور اجتماع قمة بلدان جنوب الاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس الوزراء إن اليونان تنفق أكثر من اثنين في المئة من إجمالي ناتجها المحلي على الدفاع.

وأعلن ميتسوتاكيس العام الماضي عن برنامج إنفاق دفاعي هو الأكثر طموحا لليونان منذ عقدين، يشمل توظيف 15 ألف عسكري إضافي واقتناء فرقاطات وصواريخ وطائرات حربية.

وتأتي هذه المستجدات في وقت لا تخفي فيه أثينا رغبتها في إنهاء الخلافات مع أنقرة التي تتمحور أساسا حول أنشطة استكشافية لتركيا بشكل سلمي.

وذكرت الحكومة مرارا أنها تسعى إلى حل الخلافات مع تركيا حول الغاز الطبيعى بالوسائل السلمية. غير أنه إذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق، فإنه يمكن حينئذ عرض مسألة المناطق الاقتصادية الخالصة على محكمة العدل الدولية.

ويرى مراقبون أن تركيا لا تزال تمارس سياسة المناورة تارة والتصعيد تارة أخرى ضد اليونان سواء تعلق الأمر بملف التنقيب على النفط أو ملف جزيرة قبرص أو ملف الهجرة.