أنشطة قطر

أمير قطر يأخذ بيد طالبان إلى منصة الأمم المتحدة

طالبان.. أمر واقع يجب التعاطي معه

نيويورك

أخذ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ملف حركة طالبان معه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وسعى للإقناع بأن الحركة يمكن أن تكون طرفا موثوقا به، في خطوة قال مراقبون إن الهدف منها هو الأخذ بيد طالبان لأجل أن تدخل أروقة الأمم المتحدة والتمهيد للاعتراف بحكمها والتعامل معها كحركة معتدلة بعد أن كان الجميع يتعامل معها كحركة متشددة.

وتزامنت كلمة أمير قطر مع تصريحات من طالبان تطلب فيها المشاركة في الجمعية العامة، ما يظهر وجود تنسيق بين الطرفين لاستثمار هذه المناسبة في تغيير النظرة إلى الحركة والتعامل مع سلطتها الجديدة في أفغانستان كأمر واقع.

وشدد الشيخ تميم الثلاثاء على “ضرورة استمرار الحوار مع طالبان لأن المقاطعة لا تؤدي إلا إلى الاستقطاب وردود الفعل، في حين أن الحوار يمكن أن يأتي بنتائج إيجابية”.

وكان تحذيره موجها إلى العديد من رؤساء الدول القلقين بشأن التعامل مع طالبان والاعتراف بسيطرتها على أفغانستان.

وقالت طالبان إنها تريد اعترافا دوليا، وطلبت التحدث أمام الجمعية العامة معتبرة أن من مسؤولية الأمم المتحدة الاعتراف بحكومتها، وعلى الدول أن تقيم علاقات دبلوماسية معها.

ولم تعترف أيّ دولة رسميا حتى الآن بصعود طالبان بالقوة إلى السلطة أو حكومتها المكونة من الرجال، والتي تضم شخصيات بارزة احتُجزت سابقا في خليج غوانتانامو أو تخضع لعقوبات الأمم المتحدة.

وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية إنهم على علم بطلب طالبان الموجه إلى لجنة الاعتماد في الأمم المتحدة، لكنهم لا يستطيعون تحديد كيف يمكن أن تحكم هذه اللجنة.

ومع ذلك، قال أحد المسؤولين لأسوشيتد برس إن اللجنة ستستغرق بعض الوقت للنظر في الأمر، وإن مبعوث طالبان لن يكون قادرا على التحدث في الجمعية العامة على الأقل خلال الأسبوع المخصص لكلمات القادة رفيعي المستوى.

ولم يكن الهدف من كلمة الشيخ تميم الترويج لطالبان واعتبار وجودها أمرا واقعا يجب التعاطي معه فقط، فقد بدا أن الهدف أيضا هو الثناء على دور بلاده في استقطاب طالبان واستضافة قيادتها من أجل تأهيلها لمثل هذه اللحظة.

وأضاف الشيخ تميم أن قطر وافقت قبل سنوات على استضافة القيادة السياسية لطالبان في المنفى لأننا “كنا واثقين من أن الحرب لا تقدم أيّ حل وأنه سيكون هناك حوار في النهاية”.

ونجحت قطر في أن تكون حلقة الوصل بين طالبان ومختلف الدول التي سعت لإجلاء مواطنيها أو مواطنين أفغان تعاملوا معها في مراحل سابقة. وكانت وراء تغيير الخطاب المتشدد لطالبان بآخر يميل إلى الهدوء والتعاون ويهدف إلى طمأنة الغرب بأن الحركة قد تغيّرت، وأنها على استعداد للعب دور كبير في الحرب على المجموعات الإرهابية المتمركزة في أفغانستان سواء من داعش أو القاعدة، لكن هذه الصورة ما تزال في حاجة إلى أفعال ليصدقها الغرب، وخاصة الأميركيين.

والآن، قررت دول مثل الولايات المتحدة واليابان نقل موظفيها الدبلوماسيين من أفغانستان إلى قطر لمواصلة مهامهم من هناك، ما يجعل من الدوحة عاصمة ثانية لأفغانستان بعد كابول، ويمكنها من التدخل في توجيه الدبلوماسية الطالبانية حسب التكتيك القطري حتى لو كان التيار الغالب في حكومة طالبان هو للمتشددين.

كما تساعد قطر في تسهيل المساعدات الإنسانية اللازمة والعمليات في مطار كابول.

وحث الشيخ تميم الثلاثاء على عدم تكرار أخطاء الماضي في أفغانستان “بفرض نظام سياسي من الخارج”. وقال إنه “بغض النظر عن النوايا والجهود المبذولة والأموال المستثمرة، فإن هذه التجربة في أفغانستان انهارت بعد 20 عاما”.

وذكر الأمير البالغ من العمر 41 عاما أن المجتمع الدولي يجب أن يواصل دعم أفغانستان في هذه المرحلة الحرجة و”فصل المساعدات الإنسانية عن الخلافات السياسية”.

وتعدّ أفغانستان من بين أفقر دول العالم وتتلقى مساعدات خارجية بالمليارات من الدولارات سنويا، على الرغم من أن ذلك قد يتغير مع خروج الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة من السلطة وتولي طالبان زمام الأمور الآن.

واستأنفت أوزبكستان المجاورة لأفغانستان إمداد الدولة التي مزقتها الحرب بالنفط والكهرباء، بحسب الرئيس شوكت ميرضيايف. وقال في تصريحات في الأمم المتحدة الثلاثاء إنه من المستحيل عزل أفغانستان وتركها لمواجهة مشاكلها بمفردها. ودعا إلى تشكيل لجنة دائمة للأمم المتحدة بشأن أفغانستان.