قرار أحادي سيعود بالوبال على الاقتصاد المنهك

الجزائر تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية

إغلاق الحدود لا يؤثر على سير الرحلات

الجزائر

أعلنت الجزائر الأربعاء إغلاق مجالها الجوّي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، في تصعيد جديد منها تجاه الرباط التي لازمت الصمت خلال الفترة الأخيرة على الخطوات التصعيدية لجارتها الشرقية.

وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان لها إنّ “المجلس الأعلى للأمن قرّر الغلق الفوري للمجال الجوي الجزائري على كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية وكذا التي تحمل رقم تسجيل مغربي ابتداء من الأربعاء“.

واتّخذ القرار خلال اجتماع للمجلس برئاسة الرئيس عبدالمجيد تبّون خصّص “لدراسة التطوّرات على الحدود مع المملكة المغربية، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات والممارسات العدائية من الجانب المغربي”، وفق البيان.

وفيما لم تصدر أي تصريحات رسمية مغربية عن الخطوة التي تم إعلانها من أعلى سلطة في الجزائر، رئاسة الجمهورية، قالت شركة الخطوط الملكية المغربية إن إغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية لن يؤثر إلا على خمس عشرة رحلة أسبوعيا إلى تونس وتركيا ومصر.

وذكر مصدر من الشركة أن أثر القرار الجزائري غير كبير وأن الرحلات المعنية قد تغير مسارها لتمر فوق البحر المتوسط.

وكانت الجزائر قطعت في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب دون مبررات واقعية واضحة.

وبعد ذلك أعلنت عن وقف العمل بخط أنبوب الغاز المغاربي - الأوروبي الذي يمر عبر المغرب نحو إسبانيا، واستبداله بخط “ميدغاز” الذي يربط الجزائر بمدريد بشكل مباشر، في خطوة الهدف منها إلحاق خسائر بالمغرب الذي يستفيد من هذا الأنبوب في شكل عائدات مالية كحقوق عبور، إضافة إلى كميات سنوية من الغاز الطبيعي.

وتميل أوساط مغربية إلى أن الخطوات الجزائرية المتتالية تجاه المغرب تعكس أزمة داخلية للنظام الجزائري الذي يريد القفز عليها بافتعال أزمة خارجية مع الرباط والحفاظ على مناخ التوتر بين البلدين بالرغم من دعوات مغربية متتالية تحث على الحوار.

وسبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن دعا الرئيس الجزائري تبّون في خطاب في نهاية يوليو الماضي إلى “تغليب منطق الحكمة” و”العمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك”، مجدّدا أيضا الدعوة إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1994.

وفي بادرة حسن نية، بعث العاهل المغربي السبت “برقية تعزية ومواساة” إلى الرئيس الجزائري  تبون إثر وفاة الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة.

والحدود الجوية الجزائرية مغلقة منذ السابع عشر من مارس بسبب جائحة كوفيد - 19، وقد أعيد فتحها جزئيا في الأول من يونيو أمام سبعة بلدان فقط ليس المغرب أحدها.

وبحسب مصدر مقرّب من شركة الخطوط الجوية الجزائرية، فإنّ الرحلات التجارية المباشرة بين الجزائر والمغرب متوقفة منذ ذلك التاريخ.

وقال المصدر إنّ “الرحلات الجوية بين البلدين لم تستأنف، والجزائريون الراغبون بالسفر إلى المغرب يسافرون عن طريق تونس”.

ويعتقد مراقبون أن التصعيد الجزائري لديه خلفيات أخرى من بينها الفشل في الحفاظ على ورقة الصحراء كعنصر توتير رئيسي مع المغرب، وتراجع الاعتراف بجبهة البوليساريو حتى داخل القارة الأفريقية.

وفي المقابل حقق المغرب مكاسب كثيرة على هذا المستوى، خاصة بعد اعتراف الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب بسيادة المغرب على كامل أراضيه، بما فيها الأقاليم الصحراوية، وهو اعتراف استمرت إدارة جو بايدن في الالتزام به، وهو ما يعني أنه صار موقفا أميركيا ثابتا، وهذا يعني أن الجزائر خسرت هامش المناورة في موضوع الصحراء.