العلاقات السعودية الإيرانية

تحرك حذر في حل الملفات المعقدة بين السعودية وإيران

تفاعلات سياسية جديدة في ظل التغيرات المتصاعدة

نيويورك

تزامنت الرسائل السياسية المعلنة من الرياض وطهران عن كسر الجمود القائم في العلاقة بين البلدين منذ سنوات، مع التغيرات المتصاعدة التي تشهدها المنطقة نتيجة قرارات الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن التي تراجع اهتمامها بالخليج لحساب ملفات داخلية وأخرى متعلقة بعلاقتها مع الصين وروسيا.

وفي الوقت الذي أعرب فيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز عن أمله أن تؤدي المحادثات الأولية مع “الجارة” إيران إلى “نتائج ملموسة” لبناء الثقة بين البلدين، التقى وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان في نيويورك مع مسؤولين سعوديين ومن دول خليجية وعربية أخرى.

وقطعت إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسية في 2016 إثر خلافات بشأن حرب اليمن وقيام محتجين إيرانيين باقتحام مبنى السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد (شمال شرق).

ودعا العاهل السعودي طهران إلى وقف دعم الميليشيات الطائفية، في إشارة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن. بينما قال اللهيان إن الاجتماع في نيويورك مع المسؤولين الخليجيين الذي جاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يهدف إلى تعزيز العلاقات مع الجيران وهو على رأس أولويات الحكومة الجديدة.

وذكرت وكالة أنباء مهر الإيرانية أنه حضر الاجتماع إلى جانب وزير الخارجية الإيراني وزراء خارجية وممثلون كبار لدول بينها السعودية والكويت وقطر ومصر والأردن وتركيا وفرنسا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.

وأشارت الوكالة إلى أن العراق، الذي يحاول التوسط بين طهران ودول الخليج العربية، رأس الاجتماع في مقر سفيره بنيويورك.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية على تويتر إن عبداللهيان عقد ما وصفته باجتماع متابعة لاجتماع عقده خلال مؤتمر في بغداد في الثامن والعشرين من أغسطس الماضي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إنه “في الأشهر القليلة الماضية أجرينا اتصالات أكثر تنظيما مع المملكة العربية السعودية”.

ولم تذكر الوكالة أسماء أي ممن حضروا اجتماع أمس باستثناء عبداللهيان. لكن زيارته إلى بغداد في أغسطس الماضي تضمنت اجتماعا مع مسؤولين من دول الخليج العربية.

ونقلت عن عبداللهيان قوله “اجتماعنا يؤكد حقيقة أن إنهاء الأزمات وسوء التفاهم والخلافات لا يكون سوى من خلال الدبلوماسية والحوار فقط”.

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضدّ المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014.

وقال الملك سلمان في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة إن “إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

وفي الملف النووي، أكد العاهل السعودي “أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل”.

فيما قال خطيب زادة “نعتقد أنه إذا أولت الحكومة السعودية اهتماما جادا برسالة إيران بأن حل المشكلات في المنطقة يكمن داخل المنطقة نفسها، وأنه يجب أن نتوصل إلى آلية إقليمية شاملة، حينها يمكن أن تكون لدينا علاقة مستقرة وجيدة بين البلدين”.