العدو اللدود للمملكة في الولايات المتحدة هو اللوبي الصهيوني..
الأمير تركي الفيصل: تنظيم القاعدة لم يكن صنيعة الاستخبارات السعودية
رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل سعى لوضع نظام للاستخبارات العامة في المملكة يضمن نظافة العمل ومنع استغلال النفوذ.
تبين الوضع الراهن للتيارات الإسلامية وما يعتملها من تشابك واختلافات، لا يتحقق من دون العودة إلى العقود الماضية وما سادها من منعرجات سياسية وتاريخية. هنا يكون مفيدا الاستماع إلى شخصية سياسية من قبيل الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات السعودية، الذي يختزن في ذهنه الكثير من المعلومات حول جماعة الإخوان ودورها في المنطقة قبل الثورة الإيرانية وبعدها.
أكد الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، أنه لا يمكن الوثوق في الإخوان المسلمين، مبينا أنهم عملوا في المملكة ولكن بيعتهم ظلت للمرشد وليس لولي الأمر أو لرأس الدولة، وذكر أنه التقى ضمن لجنة بتكليف من خادم الحرمين بموفودين من الإخوان المسلمين في جدة قبيل الغزو العراقي للكويت، موضحا أن الإخوان كانوا يساندون غزو العراق للكويت رغم ما قدمته الكويت لدعمهم حيث كانت من أكبر الداعمين لهم، لكن مساندتهم للغزو العراقي مثلت خيانة للكويت ودليلا مضافا على أنه لا يمكن الوثوق بهم.
وحل تركي الفيصل ضيفا على حلقة الاثنين من برنامج “الليوان”على روتانا خليجية والذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر، حيث وجه الشكر لقادة هذه البلاد على ما قاموا ويقومون به في خدمة الله ثم خدمة هذا الوطن، كما وجه الشكر والامتنان للأمير الوليد بن طلال على أعماله الخيرية التي غطت العالم الإسلامي بصفة عامة.
وأوضح الأمير تركي الفيصل، أنه عندما عُيّنَ رئيسا للاستخبارات كان العرف يقوم على عدم الإعلان عن اسم مدير المخابرات، ولكن تم الإعلان عن تعييني في بيان رسمي صدر وقتها عن الديوان الملكي، وكان الأمر معلنا حتى في الإعلام، مشيرا إلى أنه سعى لوضع نظام للاستخبارات العامة، فعندما عُيّن كان نظام الاستخبارات عبارة عن صفحة واحدة، وأكد أنه وبعد استئذان ولاة الأمر تم وضع نظام للاستخبارات يضمن نظافة العمل ومنع استغلال النفوذ، مبينا أنه حرص على تحديد دور محدد للاستخبارات في التعامل مع المواطن السعودي، وأمر بأن يتم القبض على أي شخص من خلال وزارة الداخلية وليس الاستخبارات بشكل مباشر، وذكر أنه ألغى بطاقات منسوبي الاستخبارات حتى لا يستغلها البعض لأغراض شخصية.
وقال الأمير تركي الفيصل عبر قناة روتانا خليجية “نهج المملكة يتبع الشريعة الإسلامية، ولا يسمح نظام الاستخبارات وصلاحياتها باغتيال أي شخص في العالم، وإنما يقتصر دور الاستخبارات على جلب المعلومات وتجنيد المصادر وتوصيلها للمسؤولين. والملك فيصل بن عبدالعزيز كان حريصا على إقناع المعارضة السعودية المقيمة بالخارج بالعودة إلى بلدهم، وكانت تقوم بهذا الدور وزارة الداخلية ومندوبون عن الملك والاستخبارات العامة، ونجحت هذه الجهود في عودة البعض للبلاد”.
ونفى الأمير تركي الفيصل، الاتهام بأن تنظيم القاعدة الإرهابي صنيعة الاستخبارات السعودية والأميركية في أفغانستان، مبينا أن دور الاستخبارات في أفغانستان كان يقتصر على دعم جهود المجاهدين ضد الغزو السوفييتي ومنع امتداد هذا الغزو لباكستان.
وتابع “كان هناك تعاون سعودي – أميركي – باكستاني للدعم ضد هذا الغزو، حيث تجمع الملايين من المجاهدين الأفغان في معسكرات للاجئين في باكستان، وقام المتطوعون أو المجاهدون العرب بتقديم خدمات للاجئين الأفغان، وزعماء القاعدة العرب تجمعوا مع الأفغان في بيشاور وكان ذلك بداية تنظيم القاعدة الإرهابي، ولاسيما مع اشتعال الحرب الأهلية في أفغانستان، ولم يكن للاستخبارات السعودية والأميركية أي دور في ذلك نهائيا”.
وأضاف الفيصل “لم تكن لي علاقة بأسامة بن لادن، ولكني التقيته في مناسبات دعت إليها السفارة السعودية في باكستان، ثم قابلته في جدة حيث كان يطلب دعما استخباراتيا في اليمن الجنوبي ليعمل هو والمجاهدون العرب ضد النهج الشيوعي وقتها، وهو ما رفضته. وفي عام 1995 عرض الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير تسليم بن لادن للمملكة بشرط عدم مقاضاته وتم رفض ذلك من الحكومة السعودية، وبعدها ذهبت بطلب من ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وقتها، إلى الملا عمر في أفغانستان لطلب استلام بن لادن لمحاكمته في الرياض ولم يتم الأمر”.
الرئيس السوداني السابق عمر البشير عرض تسليم أسامة بن لادن للمملكة شرط عدم مقاضاته والسعودية رفضت ذلك
وذكر الفيصل أنه تم تأسيس نادي السفاري الاستخباراتي في ظل انحسار دور المخابرات الأميركية في فترة السبعينات، مبينا أنه تم التنسيق السعودي مع فرنسا وأوروبا ومصر وعدد من الدول استخباراتيا للعمل ضد الشيوعية، وأوضح أنه كان يتم الاجتماع عند الحاجة فقط، حيث تدخل النادي لصد الهجمة الشيوعية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم مثل الكونغو وجيبوتي والحبشة وغيرها، لافتا إلى أن هذا النادي استمر في العمل عامين أو ثلاثة فقط.
وحول عمله كسفير للمملكة في الولايات المتحدة ثم تركه المنصب، قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق “عملتُ سفيرا للمملكة في الولايات المتحدة لعام ونصف العام، وبذلت جهودا كبيرة، وزرت 39 ولاية، وهذا المجهود استنفد كل طاقاتي، ولم أترك المنصب لأي خلاف بين واشنطن والرياض. وأعتقد أن ألد عدو للمملكة في الولايات المتحدة هو اللوبي الصهيوني وأعضاؤه منتشرون في كل بقعة بالولايات المتحدة.
وأضاف الفيصل “لم أكن أتوقع سقوط شاه إيران بهذه السهولة، ولم نكن نعرف الخميني، ولكن المملكة كانت ترحب بالتعاون معه في البداية.
واستذكر الأمير تركي الفيصل، والده الملك فيصل رحمه الله، وحياته ومآثره، وذكريات مشاركة الملك عبدالعزيز في تأسيس المملكة وتوحيدها وهو لا يزال صغيرا، حيث كانت أول معركة شارك فيها الملك فيصل مع والده الملك عبدالعزيز كان عمره 11 سنة، مؤكدا أنه بعد شهرين من التحريات داخليا وخارجيا، تم التوصل إلى أن اغتيال الملك فيصل كان عملا فرديا وليس لأي جهة أجنبية صلة بهذا الاغتيال.