الأزمة الأثيوبية

شحّ الوقود يمنع المساعدات الغذائية عن الجياع في إقليم تيغراي الإثيوبي

المجاعة تتهدّد مئات الآلاف من الأشخاص

أديس أبابا

أجبر النقص في الوقود منظمات إنسانية على تعليق توزيع مواد غذائية في إقليم تيغراي الإثيوبي الذي يشهد حربا، وحيث تتهدّد المجاعة مئات الآلاف من الأشخاص.

وعلق نحو 14 صهريج وقود في منطقة عفر، الممر الوحيد المتاح للوصول إلى تيغراي، على الرغم من إصدار إذن للصهاريج بمواصلة مسارها وفق ما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير نشر ليل الخميس.

وجاء في التقرير الأسبوعي حول النزاع الدائر في شمال إثيوبيا منذ نحو عام “بسبب النقص الحادّ في الوقود، اضطر العديد من الشركاء في المجال الإنساني إلى خفض أو تعليق أنشطتهم إلى حدّ كبير”.

وتخوض حكومة رئيس الوزراء أبيي أحمد حربا مدمرة منذ نحو عام في منطقة تيغراي شمال البلاد.

وأرسل أبيي الجيش الفيدرالي في الرابع من نوفمبر 2020 للإطاحة بسلطات المنطقة المتمردة المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي بعد أن اتهمها بشنّ هجمات ضد قواعد عسكرية.

وأعلن حائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، النصر في نهاية الشهر ذاته، لكن الجبهة استعادت في يونيو الماضي قسما واسعا من الإقليم يشمل عاصمته ميكيلي. وتراجع الجيش الفيدرالي على جبهات عدة.

ومذّاك تعتبر الأمم المتحدة أن إقليم تيغراي يخضع لحصار بحكم الأمر الواقع يحول دون دخول المساعدات الإنسانية.

وعلى الرغم قطع الاتصالات في الإقليم، تمكّنت وكالة فرانس برس من توثيق وفيات من جراء المجاعة في أنحاء عدة من المنطقة، استنادا إلى وثائق داخلية لمنظمات إنسانية تنشط فيها.

وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن عدد الأطفال الذين أدخلوا المستشفيات لإصابتهم بسوء تغذية حاد في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا، تضاعف هذه السنة مقارنة مع العام 2020.

والأسبوع الماضي تم تشخيص 2.5 في المئة من الأطفال الذين تمت معاينتهم بأنهم مصابون بسوء تغذية حاد، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة الخميس، مقارنة بـ2.3 في المئة في الأسبوع السابق.

وجاء في التقرير “من أجل إيصال المساعدات الغذائية إلى 5.2 مليون شخص في دورة مدّتها ستة أسابيع، يتعين على الشركاء مساعدة ما معدّله 870 ألف شخص أسبوعيا”.

ومع سيطرة “جبهة تحرير شعب تيغراي” على غالبية أنحاء الإقليم، باتت المعارك تتركز في جنوب إقليم أمهرة.

وهذا الأسبوع استهدفت القوات الحكومية الإثيوبية ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، بأربع ضربات جوية على الأقل، أسفرت عن مقتل ثلاثة أطفال وجرح عدد من المدنيين، وفق الأمم المتحدة.