ضجيج افتراضي وجماهير من الورق المقوى..

كرة القدم الألمانية تسعى إلى إحياء المدرجات الخالية

عندما التقى بروسيا مونشنغلادباخ مع جاره كولونيا في أول مباراة في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم على الإطلاق دون جماهير في، مارس/ آذار الماضي، حتى الحكام شعروا بافتقاد الجماهير.

وكالات

عندما التقى بروسيا مونشنغلادباخ مع جاره كولونيا في أول مباراة في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم على الإطلاق دون جماهير في، مارس/ آذار الماضي، حتى الحكام شعروا بافتقاد الجماهير.

 

وقال الحكم دينيز أيتكين رغم عدم تعرضه لهتافات مسيئة معتادة من المدرجات:"كرة القدم فقدت نصف قيمتها".

 

ومنذ ذلك الحين بات من الواضح أن كرة القدم ستقام خلف أبواب مغلقة حتى حدوث تغيير كبير في مسار جائحة فيروس كورونا، وسيكون الجميع بحاجة لبعض الإبداع لتعويض الأجواء الجماهيرية.

من قطع كرتون مقوى يتم وضع صور جماهير حقيقية عليها في المدرجات إلى تطبيق يسمح للمشجعين بالتحكم في أصوات الجماهير والضوضاء التي تحدثها في المدرجات، يحاول البعض تطوير بعض الأفكار لإعادة أجواء المباريات للملاعب الخالية بغض النظر عن تقبل الناس لهذه الابتكارات.

وفي روسيا البيضاء، البلد الأوروبي الوحيد الذي استمرت فيه المباريات رغم الأزمة الصحية العالمية، ملأ فريق دينامو بريست المدرجات بتماثيل عرض حملت صور مشجعيه لتعزيز أجواء المباريات.

 

وسيسير "مونشنغلادباخ" على هذا النهج عندما يصبح الدوري الألماني أول بطولة محلية كبرى تستأنف نشاطها، يوم السبت المقبل.

 

وعرض النادي وضع صورة كل مشجع "على ورق مقوى" مقابل 19 يورو (20.62 دولار) في المدرجات، مع وضع صور لجماهير الفريق المنافس في الجانب الآخر من الملعب.

 

وقال النادي، إنه تلقى أكثر من 12 ألف طلب حتى الآن. وقال توماس فينمان، ممثل واحدة من روابط الجماهير في غلادباخ:"يلبي منظمو الحملة كافة الطلبات حتى الآن".

 

لكن بالنسبة لكثيرين، فإن المشكلة الحقيقية في المباريات التي ستقام دون جماهير هي غياب الضوضاء والأجواء المثيرة، حيث ستتردد صيحات اللاعبين والمدربين في الملعب الخالي.

 

وقال ماركوس جيزدول، مدرب كولونيا، إن هذا الأمر سيؤدي إلى المزيد من التوتر.

وقال عقب مواجهة مونشنغلادباخ:"الجميع خارج الخطوط كانوا أكثر توترًا من المعتاد، لأنه يمكنك سماع المزيد مما يقوله مدرب الفريق المنافس، وما يقوله الحكام لبعضهم البعض".

 

وعلى الجانب الآخر، قال جيزدول إن غياب أصوات الجماهير والضوضاء التي يحدثونها قد تعود باللاعبين إلى "أجواء مباريات الناشئين".

 

وأضاف:"دون جماهير ينبغي على اللاعبين الضغط على أنفسهم ليخرجوا نفس القدرات التي حولتهم إلى محترفين في الدوري الألماني".

 

وابتكرت شركة مقرها ميونخ تطبيقًا يصدر ضجيجًا بناءً على ردود فعل المشجعين الصاخبة أثناء متابعة المباريات من المنازل.

 

والجماهير التي تقوم بتحميل هذا التطبيق يمكنها اختيار الفريق الذي تشجعه وتحدد المباراة التي ترغب بمشاهدتها ويكون أمامها 4 خيارات:(الهتاف - التصفيق - الغناء - الصفير).

 

ويمكن لهذا التطبيق أن يدعم نحو 350 ألف مستخدم في المباراة الواحدة، وتتردد أصوات الضجيج في المنازل والملاعب.

 

وقال فيكتور مراز، أحد مطوري هذا التطبيق لرويترز:"اختبرنا التطبيق في ملعبين بين ملاعب الدوري الألماني، وسارت الأمور طبيعية. تضغط على زر والملعب بأكمله يضج بالتشجيع".

 

وقال إنه توجد مفاوضات قائمة بالفعل مع الأندية الكبرى في ألمانيا.

وأضاف:"الجميع يتحدث إلينا حتى في الرياضات الأخرى. والكثير من الناس بحاجة للموافقة على الأمر. واللاعبون والحكام تجب موافقتهم على ذلك. لذا أعتقد أننا سنبدأ الدوري دون أي صوت في الملاعب".

 

وأضاف مراز أنه يمكن تشغيل أصوات مختلفة في أجزاء مختلفة من الملعب مع تعديل مستويات الصوت لإعطاء انطباع بوجود تشجيع للفريق صاحب الأرض أو الضيف.

 

وقال:"تتردد أغاني أحد الفريقين من مكبر صوت في الجهة اليسرى وأغاني الفريق الآخر من مكبر صوت في الجهة اليمنى، لذلك فالأصوات منفصلة بين جماهير الفريقين وهو ما يحدث في الملعب بالفعل في وجود الجماهير".

ومع ذلك لا تزال هناك قضايا عالقة، إذ إنه قبل عدة سنوات اعتذرت الإذاعة والتلفزيون السويسرية الرسمية بعد إضافة ضجيج مزيف للجماهير في مباراة قمة بين زوريخ وغراسهوبرز قاطعت بدايتها الجماهير بسبب أسعار التذاكر.

 

وستظل الكلمة الأخيرة ربما لرابطة الدوري الألماني التي قالت إنها لا تزال "تعارض بشدة" فكرة ضجيج الجماهير المزيف.

 

وقالت متحدثة لرويترز:"جماهيرنا لا يمكن استبدالها بأي جماهير افتراضية، لذلك نحن لا نشجع بشدة أنديتنا على استخدام هذه الضوضاء المصطنعة للجماهير، ولا يمكننا إجبار الأندية على عدم استخدام ذلك لكننا نعتقد أنهم فهموا الأمر".