العمل المنزلي..
تغييرات فرضها كورونا على بيئة العمل قد تدوم إلى الأبد
أعلنت شركة "تويتر" أن ترتيبات العمل المنزلي، التي تم وضعها لمواجهة فيروس كورونا، ستبقى إلى الأبد، وأنه لن يحتاج أي شخص إلى العودة إلى المكتب مرة أخرى، إلا إذا أراد ذلك.
أعلنت شركة "تويتر" أن ترتيبات العمل المنزلي، التي تم وضعها لمواجهة فيروس كورونا، ستبقى إلى الأبد، وأنه لن يحتاج أي شخص إلى العودة إلى المكتب مرة أخرى، إلا إذا أراد ذلك.
وفي بريطانيا، أعلنت شركة الاتصالات العملاقة "بي تي" أيضًا، أنه يمكن للموظفين، اختيار ما إذا كانوا يريدون العودة إلى مراكز الاتصال، أو الاستمرار في العمل من المنزل.
ووفقًا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، اعتاد الآباء المتنقلون الذين نادرا ما يرون أطفالهم مستيقظين، على العلاقة الحميمة الجديدة، المتمثلة في التواجد حولهم طوال اليوم.
وكشفت منشورات فيسبوك، أن العديد من الموظفين الذين يعملون من المنزل، قد اعتادوا على المشاركة أكثر في حياة أسرهم، وبالنسبة للذين لم يتأثروا للغاية بهذه العاطفة، فقد وجدوا أن العمل من المنزل لمدة 7 أسابيع قد وفر لهم ثمن تناول الغداء في الخارج ووقود السيارة.
كما كانت هناك فوائد بيئية، لتخفيف حركة المرور، ولكن يذكر، أن هذا التحول إلى العمل في المنزل، والذي يعتبر غير مؤلم نسبيًا، هو مجرد البداية.
وتعتبر ساعات العمل الحديثة جزءًا من إرث الكساد الكبير، الذي ضرب العالم في ثلاثينيات القرن العشرين، عندما شجع انهيار الطلب على العمالة الشركات على توزيع ساعات العمل على العمال، وانكمش أسبوع العمل من 6 أيام إلى 5 فقط، والآن قد يتقلص مرة أخرى.
فعلى سبيل المثال، طلبت أكبر شركة محاماة في العالم "دينتونس"، من الموظفين، العمل 4 أيام في الأسبوع فقط، مقابل 80 ٪ من الراتب بسبب انخفاض الطلب.
ويقترح "معهد آدم سميث" اليميني، نموذج عمل يتضمن العمل لمدة 4 أيام، وأخذ إجازة لمدة 10 أيام، والذي صممه عالم أوبئة من أجل عودة أكثر أمانًا إلى العمل، والذي يتضمن تقسيم الشركات الموظفين إلى مجموعات ، كل منها يعمل 4 أيام في المكتب، أو المصنع متبوعًا بعشرة أيام راحة، مع تناوب المجموعات من أجل الحد من الأعداد والمساعدة على التباعد الاجتماعي. وبهذه الطريقة، إذا أصيب أحدهم بالعدوى، فمن المرجح أن تظهر الأعراض خلال أيام العطلة، مما يسمح للناس بالعزل الذاتي.
ويبدو هذا المخطط صعب التنفيذ للغاية، لمن يرعى الأطفال، ولكنه يوضح قبول اليمين واليسار، أننا لا نستطيع ببساطة العودة إلى العمل كالمعتاد. ومع ذلك، فإن الخطوة التالية هي العمل على كيفية جعل هذه المرحلة عادلة للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تخفيض الأجور.
ظهر مؤخرًا، اقتراح بأن يتحمل أصحاب العمل جزءًا من تكلفة الإجازات الخاصة لموظفيهم، بدءًا من أغسطس، والتي تتكفل بها حاليًا وزارة الخزانة. ويخشى البعض من أن يدفع ذلك الشركات للاستغناء عن العمال. الأمر الذي يمكن منعه، أو الحد منه بمساعدات وزارة الخزانة؛ حيث يمكن للعمال تلقي الأجور بشكل تقليدي، مقابل العمل 3-4 أيام في الأسبوع، مع إكمال خطة وزارة الخزانة لرواتبهم.
ويمكن للحكومة المستنيرة، أن تحوّل هذه الإجازات الخاصة إلى آلية لتوزيع العمل بسرعة غير مسبوقة، فضلًا عن توفير الوقت لإعادة تصميم نظام ساعات العمل على المدى الطويل.
في جميع أنحاء العالم، يتصارع الناس بالفعل، مع مسألة كيفية تقصير أسبوع العمل، فيما تقوم منظمة "4 Day Week Global" بتجاربها لسنوات في نيوزيلندا، حيث تعمل على إعادة تنظيم الشركات، بحيث يمكن إنجاز عمل 5 أيام في 4 فقط، مما يمنح الموظفين عطلة نهاية أسبوع أطول، مقابل نفس الأجر. وهذا الأمر، سيعود على أصحاب العمل بفوائد عديدة، مثل زيادة الإنتاجية وسعادة الموظفين، وانخفاض معدل تدوير الموظفين. وهي الآن تتطلع إلى تعديل هذا النموذج، لاستخدامه خلال الأزمة الحالية.
وفي اسكتلندا، تفحص لجنة "مستقبل ما بعد كوفيد-19"، التي أنشأتها الجمعية الملكية لإدنبره، نظام العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع.
ولا يزال هناك وقتًا كافيًا لتصميم نظام عمل مناسب للازمة وللجميع، ويجعل العودة للعمل آمنة. ويجب أن تكون العودة مؤطرة، مثلما كان الإغلاق، كعمل تضامني اجتماعي يساعد الآخرين. بينما يفيد أيضًا، الأفراد. ويجب أن يأتي مع التشجيع لأي شخص يحلم بتخفيض ساعات عمله، ومع التركيز على الآباء العاملين الذين يخبرون الاستطلاعات باستمرار، أنهم يرغبون في العمل أقل، لكنهم يشعرون أنهم لا يستطيعون فعل ذلك، ولكنّ الأهم من ذلك كله، أن يأتي مع وعد بالعيش بشكل أفضل، وتقاسم آلام تراجع الاقتصاد.