ترجمات..

اهتمام ألماني بتحسين الأوضاع الأمنية في الساحل الإفريقي

"أرشيفية"

فرنسا

تعاني منطقة الساحل الأفريقي، من تنامي التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة؛ الأمر الذي جعل المنطقة محط اهتمام الدول الأوروبية، ولذلك ناقشت كلٌ من ألمانيا وموريتانيا والنيجر، تطورات الأوضاع في المنطقة، في مسعى للبحث عن سبل إرساء الاستقرار فيها.

وعقد المستشار الألماني أولاف شولتس لقاءً ثلاثيًّا، الجمعة 18 فبراير 2022، مع كلٍ من رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، والنيجر محمد بازوم، وذلك على هامش انعقاد القمة الأوروبية – الأفريقية بالعاصمة البلجيكية بروكسيل.

ووفق وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية، خصصت جلسة المباحثات لمناقشة القضايا الصعبة في منطقة الساحل (تضم موريتانيا، مالي، النيجر، تشاد وبوركينا فاسو) وسبل تعزيز العلاقات، وأوضحت الوكالة أن اللقاء يجسد تقدير ألمانيا والقادة الأوروبيين للرئيسين الموريتاني والنيجري,

وأوضحت أن اللقاء يجسد تقدير ألمانيا والقادة الأوروبيين للرئيس الموريتاني ونظيره النيجيري كشريكين يتمتعان بإرادة صلبة، لضمان الأمن والاستقرار في منطقة الساحل. 

وجاء اللقاء في ظل تصاعد حالة الغموض بشأن مجموعة دول الساحل، عقب استيلاء الجيش على السلطة في بوركينا فاسو، وإصرار المجلس العسكري الحاكم في مالي على التمسك بالسلطة خمس سنوات يتم بعدها إجراء انتخابات.

أوضاع مضطربة 

تشهد عدد من دول مجموعة الساحل والصحراء الافريقية، خصوصًا مالي وبوركينا فاسو تصاعدًا لتهديد المنظمات الإرهابية على غرار «داعش» و«القاعدة» و«بوكو حرام»، فيما يرى مراقبون أن انتشار الفقر والاضطرابات السياسية في عدد من دول المجموعة يشكل بيئة مناسبة للانقلابات.

ويذكر أن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، أعلنت في أغسطس 2019، في حضور رئيس منظمة الـ"G 5" ورئيس بوركينا فاسو، روش مارك كابوريه، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعتزام بلادها تعزيز مكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا .

كما أكدت «ميركل» أن التنمية تلعب دورًا بارزًا في إيقاف تمدد التنظيمات المسلحة؛ حيث التنمية بدون أمن غير ممكنة، ولذلك يتعين تعزيز الوجود الأمني فى منطقة الساحل والصحراء الأفريقي، مشيرةً إلى أن المبادرة الألمانية الفرنسية تحظى بدعم كل دول مجموعة السبع الكبار.

وأوضحت المستشارة الألمانية السابقة، أن واجب المبادرة يتمثل في تلبية احتياجات منطقة الساحل الأفريقي في مجالات الدعم اللوجستي والتجهيزات والتدريب، ولا يتعلق الأمر هنا مباشرة بإرسال المزيد من القوات.

وفي 2017، أعلنت أنجيلا ميركل، أن بلادها ستمنح 1.7 مليار يورو لدعم مجموعة دول الساحل في حربها على الإرهاب، وتوفير جميع سبل الأمن والأمان في منطقة غرب أفريقيا.

ألمانيا وحفظ الأمن

وينتشر الجيش الألماني، في منطقة الساحل والصحراء، من خلال بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي«مينوسما»؛ حيث يمتلك قاعدة نقل جو؛ وتعمل القاعدة على تأمين الرعاية للجرحى، كما يشارك الجيش الألماني في مهمة الاتحاد الأوروبي التدريبية بنحو 150 جنديًّا، وتهدف هذه المهمة إلى جعل القوات المالية قادرة على توفير الأمن في البلاد بنفسها.

وتعتبر المهمة الأممية مينوسما، واحدة من أكبر مهام الأمم المتحدة؛ حيث يتمركز 11 ألف جندي تابع للمنظمة الدولية في مالي، إضافةً إلى أكثر من 1500 شرطي ومدني، وتهدف المهمة إلى دعم اتفاقات الهدنة وإجراءات بناء الثقة، وتشارك ألمانيا هناك بنحو 950 جنديًّا.

كما يشارك الاتحاد الأوروبي في مالي منذ 2013 بمهمة تدريب للقوات المالية وقوة الانتشار الإقليمية «جي5» في منطقة الساحل «موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد».