اليمن..
صنعاء تكسر حواجز العزلة.. رسائل جدارية تُرعب الحوثي
للمرة الأولى منذ الانقلاب الحوثي، تحطم صنعاء حواجز العزلة رفضا للمليشيات والمشروع الإيراني عبر شعارات جدارية امتدت من العاصمة لـ"إب".
وغزت شعارات مناهضة للحوثيين شوارع صنعاء بشكل واسع في رسائل كسرت قيود القبضة الأمنية المشددة التي تفرضها المليشيات الإرهابية وكشفت مدى الرفض والوعي الشعبي بخطورة المشروع الإيراني في اليمن.
ووجهت الشعارات رسائل مباشرة في عمق تواجد المليشيات، حيث حملت بعضها: "ارحل يا حوثي - اليمن ليست تابع لإيران- لا يوجد سادة وعبيد في اليمن - الشعب ليس ملك إيران"، في إشارة إلى أن الكتابات الجدارية باتت وسيلة أخرى لإرباك قادة الانقلاب.
وقال مصدر محلي في صنعاء إن هذه الشعارات الجدارية المناهضة للمليشيات الحوثية تكتب لأول مرة منذ اجتياح الحوثي صنعاء وانقلابها على الدولة في سبتمبر/أيلول 2014، وتخطت إلى محو الشعارات الطائفية المكثفة للمليشيات على الجدران ووصفها بالكذب ومطالبتها بالرحيل في عدة أحياء وشوارع داخل العاصمة.
وكشف المصدر لـ"العين الإخبارية"، عن أن مليشيات الحوثي زرعت كاميرات ومخبرين في مدينة حدة بالعاصمة صنعاء أول الأحياء التي ظهرت فيها الشعارات غير أنها توسعت إلى أحياء أخرى في صنعاء وكذلك في محافظة إب حيث ظهرت الشعارات مناهضة للحوثيين في المدينة القديمة.
واعتبر المصدر توسع كتابة الشعارات ضد مليشيات الحوثي في معاقل سيطرتها يعد بادرة جيدة لكسر حاجز الخوف وتبني مواقف مناهضة للمليشيات وإنهاء فترة الصمت الطويل على جرائم الحوثيين بحق سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وتمارس المليشيات الحوثية إرهابا على السكان في مناطق سيطرتها وتمنعهم من إبداء أي اعتراض أو احتجاج على ممارساتها خوفا من تصاعد الاحتجاجات ضدها.
كما تحظر مليشيات الحوثي بدعم إيراني أي نشاط جماهيري في صنعاء ومناطق سيطرتها ما لم تكن هي من تنظم هذه الفعاليات وتخدم أجندتها الإرهابية.
شرارة انتفاضة داخلية
وقال الناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام رشاد الصوفي، إن من دوّن شعارات (ارحل يا حوثي) في شوارع مدينة صنعاء شخص سبب أزمة اليمن والتي لن تنتهي إلا برحيل المليشيات الانقلابية وإنهاء سيطرتهم على صنعاء وعدد من المحافظات.
وأضاف الصوفي لـ"العين الإخبارية" أنه خلال 7 أعوام أثبتت المليشيات الحوثية أنها مجرد عصابة نهب لا تقبل التعايش مع الآخر وتعيش على الخرافة والتمييز الطبقي والعنصرية وبقاء هذه المليشيات حاكمة لصنعاء هو المشكلة والحل بإنهاء سيطرتها على صنعاء وغيرها من المحافظات.
واعتبر السياسي اليمني الشعارات المناهضة للمليشيات في شوارع صنعاء نوعا من النضال ضد المليشيات؛ حيث تبدأ الثورات الكبيرة دوما بكتابة الشعارات والتحفيز للشارع بالتحرك بمبادرات ولو كانت بسيطة وسرية غير أنها ملهمة وتعد من وسائل المواجهة مع العدو.
وأكد أن هذه المبادرات ستتمدد إلى محافظات كثيرة ولن تتمكن المليشيات من السيطرة عليها أو إيقافها كونها تمثل وسيلة التعبير الثوري المناسبة حاليا في المواجهة مع المليشيات الإرهابية الحوثية.
ودعا الصوفي كل سكان العاصمة ومناطق سيطرة المليشيات الحوثية إلى التفاعل مع هذه المبادرات المناهضة للمليشيات وكتابة الشعارات في كل مكان لكي تشكل حافزا ودافعا للتحرك الجماهيري وتكون الجدران هي الوسيلة لإعلان التحركات وشرارة الانتفاضة الداخلية.
صوت ثوري جديد
وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع مبادرات كتابة الشعارات المناهضة للمليشيات الحوثية واعتبروها صوتا ثوريا مهما، وأن الثورات دوما تتخلص من الصمت وتصبح سيلا جارفا خصوصا أنها ضد جماعة إرهابية.
وأشاروا إلى أن درجة الغليان الشعبي باتت تتسع بشكل غير مسبوق في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، وأن الشعارات تُعبر عن الحالة التي وصل إليها الشعب اليمني في الكفاح لاستعادة دولته المختطفة.
وتأتي هذه الشعارات الجدارية بالتزامن مع زيارة أنجلينا جولي مبعوثة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى صنعاء ومع مظاهرات حاولت مليشيات الحوثي تنظيمها بقوة السلاح في مسعى لترويج شعبيتها.
وغرد رئيس مؤسسة بناء للتنمية والحقوق والحريات على حسابه في "تويتر"، كامل الخوداني أن شعار "ارحل يا حوثي" يملأ جدران الحارات والشوارع في صنعاء وفي معظم مناطق سيطرة الحوثي ولم تعد تنطلي شعارات المليشيات على الشعب اليمني.
وأضاف: "لم يعد لدى اليمنيين ما يخشون خسارته بعد أن سلبهم الحوثي كل شيء أموالهم وحريتهم، لقمة عيشهم وأرواح أبنائهم، ولم تعد أكاذيب الحوثيين تنطلي عليهم ولن تشبع جوعهم الصرخة ويافطات زعيمهم الإرهابي".
وتعيش مليشيات الحوثي حالة من الرعب إثر هذه الشعارات التي كشفت استعداد سكان غالبية شمال اليمن الانتفاضة رفضا لسنوات من حرمان المرتبات وافتعال الأزمات المعيشية وتقييد الحريات وسلسلة بلا نهاية من الجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان.