وكالات..

اليوم العالمي للمرأة.. نساء اليمن يبدعن ويتحدين الحرب

"أرشيفية"

وكالات

انتهزت النساء اليمنيات احتفالات اليوم العالمي للمرأة، في 8 مارس/آذار، وأقمن مؤتمرهنّ السابع، الثلاثاء، في العاصمة المؤقتة عدن، بدعم حكومي وأممي كبير.

ويعد المؤتمر السابع للمرأة اليمنية- الذي أقامه "تنظيم اللجنة الوطنية للمرأة"- الأول من نوعه بعد نقل المقر الرئيسي للجنة من صنعاء الخاضعة لمليشيات الحوثي إلى العاصمة المؤقتة عدن مؤخرًا، كما أنه يعد باكورة أنشطة اللجنة الوطنية للمرأة عقب هذا التحول الجذري.


وأقامت اللجنة، المؤتمر السابع للمرأة، الذي يقام بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، برعاية رئيس مجلس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، وبالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وتحت شعار: "إصرار النساء في تحقيق السلام والمواطنة المتساوية".

وشهد الافتتاح معرضاً للموروث الشعبي اليمني، والمنتوجات المحلية التي نسجتها أيادي النساء اليمنيات. وأشاد ضيوف المعرض بالجهود المبذولة في تمكين النساء مهنياً وحرفياً.

أعباء على اليمنيات

وفي كلمة رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، والتي ألقاها نيابةً عنه، أمين عام رئاسة الوزراء، مطيع دماج، أشار إلى أن النساء اليمنيات لا يتحملنّ عبء الدفاع عن قضاياهنّ فقط، بل ويدافعن أيضاً عن القضية الوطنية للدولة اليمنية، وضد التمييز وعدم المساواة.

وأكد المسؤول اليمني أن القيادة السياسية تدعم جميع البرامج والخطط والمشاريع التي تسهم في تعزيز دور المرأة اليمنية كشريك فاعل في التنمية الشاملة وتطوير قدراتها وتمكينها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.


ولفت إلى أن "احتفالنا باليوم للعالمي للمرأة يجب أن يكون منطلقاً لاستعادة ذلك المسار الأصيل على طريق بناء الدولة اليمنية".

إيصال صوت المرأة اليمنية

كما تحدثت في المؤتمر رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة، الدكتورة شفيقة سعيد، عن انعقاد المؤتمر بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة بعد استعادة اللجنة الوطنية دورها عقب استئناف نشاطها من مدينة عدن، في ظل معاناة تعيشها النساء اليمنيات نتيجة النزوح بسبب حرب مليشيات الحوثي والأوضاع المعيشية في البلاد.

وأثنت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة على جهود راعي الحفل رئيس الحكومة اليمنية، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة عبر ممثلة الهيئة في العراق واليمن، كما تطلعت لمزيد من الدعم والتعاون في الفترات القادمة.

ولم تنسَ الدكتورة شفيقة سعيد الإشارة إلى الدعم والمساندة التي يقدمها محافظ محافظة عدن أحمد لملس والمسؤولين المحليين للتغلب على كثير من المشاكل والصعاب التي تواجهها اللجنة لاستعادة نشاطها للعام 2022.

وقالت إن هذا المؤتمر دليل على دعم تلك الجهات للدفاع عن المرأة اليمنية واستعادة مكانتها.


واعتبرت أن العمل على النهوض بالمرأة اليمنية يمثل تحدياً كبيرا في مجال الصحة والتعليم، بالإضافة إلى ضعف استيعاب النساء في الوظائف العامة وتمكينهنّ في مجال صنع القرار.

وأضافت أن المؤتمر يمثل فرصة لإسماع صوت المرأة للمطالبة بحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بما يلبي متطلبات تنمية المجتمع.

وأشارت إلى أن المؤتمر يستمر يومين متتالين ويستعرض أوراق العمل التي تهم المرأة كالصحة والتعليم والنزوح وغيرها، كما سيتم الخروج بتوصيات وقرارات لتطوير عمل اللجنة والنهوض بالمرأة.

دعم أممي لليمنيات

وألقيت في افتتاح المؤتمر السابع للمرأة كلمة عن ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في العراق واليمن، دينا زوربا، ألقتها نيابةً عنها الإعلامية وداد البدوي، مشيرةً فيها إلى الأوضاع الصعبة التي تمر بها المرأة اليمنية رغم الصراعات.

ولفتت إلى أن ملايين النساء اليمنيات يكافحن من أجل الحريات وحقوقهم الأساسية؛ لذا نعمل اليوم للحد من المخاطر التي تواجههن إيماناً منا بالوصول إلى اليمنيات الأكثر تضرراً وضعفاً والعمل على تعزيز سبل العيش لديهنّ، وتحقيق المساواة اليوم من أجل غدٍ مستمر.


وأكدت التزام هيئة الأمم المتحدة للمرأة بدعم النساء والفتيات في اليمن ودعم وصولهنّ إلى صنع القرار بما يسهم في تفعيل أهداف التنمية المستدامة، متطلعةً لوجود خطط للأمن والسلام والتدخل السريع يضمن لهن المشاركة والاستقرار.

رسالة عدن للعالم
كلمة محافظة عدن ألقاها وكيل المحافظة عبدالرؤوف السقاف، الذي أكد أن المرأة هي العنصر الأساسي والسند الكبير لهذا المجتمع، فلا توجد قوة في العالم تساوي قوة امرأة عازمة، وفق قوله.

وأضاف "أننا اليوم أمام فرصة لمضاعفة جهود المرأة في بناء المجتمع والدولة ومن عدن نرسل رسالةً للعالم للاحتفاء بصمود النساء وجهودهنّ لتمكينها في المجتمع، ونحن في السلطة سنعمل على مساندة ودعم هذا التوجه".

فعاليات مختلفة.. جرائم الحوثي تتصدر

تصدرت جرائم مليشيات الحوثي الفعاليات المختلفة لنساء اليمن والتي أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في عديد المحافظات اليمنية وأمام مقر الأمم المتحدة.

في مدينة المخا، حاضرة الساحل الغربي على البحر الأحمر، احتفلت دائرة المرأة في المقاومة الوطنية بهذه المناسبة واستعرضت انتهاكات مليشيات الحوثي التي تسعى لاستعباد المرأة اليمنية التي عانت في عهد المليشيات المدعومة إيرانياً من جرائم لا حصر لها.

ودعت إيمان النشيري، رئيسة دائرة المرأة بالمكتب السياسي للمقاومة الوطنية اليمنية، إلى حماية المرأة اليمنية التي تتعرض لشتى صنوف العذاب على يد مليشيات الحوثي.

وأشارت إلى أن الانتهاكات داخل المعتقلات الحوثية، تثير بواعث القلق على حياة السجينات.

ورأت أن الجرائم الحوثية بحق المرأة المتمثلة بالاختطاف والقتل والنزوح وتغييبها عن المشهد العام كان لها تأثير كبيرة على المكاسب التي حققتها قبل انقلاب مليشيات الحوثي على السلطة في اليمن في 21 سبتمبر/أيلول 2014.

وقالت النشيري إن المرأة اليمنية التي تولت السلطة في اليمن قبل قرون من الزمن، تواجه اليوم أساليب أقرب إلى الاستعباد من قبل مليشيات الحوثي.

من جانبها، كشفت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان باليمن، وهي آلية تحقيق مدعومة من الأمم المتحدة، أنها وثّقت خلال الفترة من يناير/كانون الثاني 2021 وحتى يناير 2022، مقتل 56 امرأة وإصابة 60 أخريات بحوادث حوثية.

وأشارت إلى تهجير قسري طال 125 أسرة، وحرمان 155 أسرة من الحق في السكن نتيجة القصف والتفجير الذي تعرضت له منازلهن على يد مليشيات الحوثي.

وفي جنيف السويسرية نظم عدد من المؤسسات والمنظمات الحقوقية اليمنية والدولية، في ساحة الأمم المتحدة لمجلس حقوق الإنسان، معرضا للصور للتعريف بالجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق نساء اليمن وذلك على هامش الدورة 49 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف، ويستمر ثلاثة أيام.

وقالت منسقة المعرض الدكتورة وسام باسندوة، إن المعرض يهدف إلى كشف جرائم مليشيا الحوثي وانتهاكاتها بحق الأبرياء المدنيين والنساء خصوصاً جراء انقلابها على السلطة في سبتمبر 2014.

الدول الكبرى تدعم المرأة اليمنية
ووجهت سفارات الدول الكبرى لدى اليمن رسائل داعمة لنساء البلاد، اللائي يتعرضن لصفوف مختلفة من الانتهاكات في ظل حرب الحوثي التي تدخل عامها الـثامن.

أبرز هذه الرسائل وردت على لسان السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم الذي وجه تحية لكل نساء اليمن في يوم المرأة العالمي، مؤكدا استحقاقها التمثيل في المجالات السياسية وأن يكون لها مكان على الطاولة.

وأضاف: "على الرغم من أن الدمج يعود بالفائدة على الجميع، إلا أن الاستبعاد يحدث في كثير من الأحيان"، موضحا أن المملكة المتحدة تريد رؤية هذا التغيير في الحياة السياسية التي تتيح لتمثيل المرأة باليمن.

من جهته، قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، إنّ قيادة المرأة اليمنية في صنع السلام ومشاركتها الهادفة في القرارات المتعلقة بمستقبل بلدها أمر بالغ الأهمية في التوصل إلى اتفاقيات سلام فعّالة.