بلا مدرسة..
قصة طالبات يمنيات تعلمن تحت قذائف الحوثي
خاضت فتيات يمنيات تجربة فريدة في التعليم لأكثر من 3 أعوام وحققن نجاحا باهرا رغم عدم التحاقهن بمدرسة تعليمية.
ومنعت المعارك الطاحنة وحصار مليشيات الحوثي على مدينة حيس اليمنية 30 فتاة من التعليم في مدرسة للإناث ظلت منذ أواخر 2018 تحت خط النار قبل أن تحول الفتيات منازلهن إلى مدارس مصغرة للتعليم.
هل هناك دراسة في شهر رمضان 1443؟ وزارة التعليم السعودية تجيب
وعطل القصف المتواصل ومعارك الكر والفر لمليشيات الحوثي طيلة 5 أعوام مضت الحياة التعليمية في مدرسة 7 يوليو، وهي مدرسة وحيدة لتعليم الإناث في مدينة حيس الواقعة جنوبي محافظة الحديدة (غرب).
لكن 30 طالبة كن يلتحقن بالمدرسة رفضن إرهاب مليشيات الحوثي بحرمانهن من التعليم عبر استهداف مدرستهن الوحيدة، وقررن مواصلة تعليمهن بالمنازل حتى حصولهن على الثانوية العامة.
وتحررت مديرية حيس بالكامل في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بما فيه مدرسة 7 يوليو لتعليم الإناث والتي لجأت لتنظيم احتفاء واسع لطالبات صنعن إنجازا تعليميا رغم عدم حصولهن على الحصص الدراسية.
وأجبرت الفتيات على التعليم داخل منازلهن دون تمكنهن من الذهاب إلى المدرسة نظرا لما تشكله قذائف مليشيات الحوثي من مخاطر على حياتهن.
تتويج لمشوار المعاناة
داخل قاعة الاحتفال جلست الطالبات بفرح وهن يتلقين شهادات التكريم، تتويجا لمشوار المعاناة ونظرا للتجربة الفريدة والإصرار العجيب في الوصول إلى الثانوية العامة حيث من المقرر أن يخضعن للامتحانات النهائية بعد أسابيع.
ونظمت الاحتفال مدرسة 7 يوليو وهي المدرسة الوحيدة المخصصة للبنات في مديرية حيس جنوب الحديدة نظرا لتحديهن الواقع المرير الذي فرضته مليشيات الحوثي على المدينة وتمكنهن من دراسة المرحلة الثانوية رغم المخاطر التي كانت تحيط بحياتهن.
وأعربت مديرة مدرسة 7 يوليو اليمنية جميلة غالب، عن امتنانها للجهود التي بذلتها الطالبات في الوصول إلى هذه المرحلة، معتبرة أن كفاحهن في وجه الظلام الحوثي أثمر عن حصولهن على الثانوية العامة.
وأضافت التربوية اليمنية: "إننا نحصد اليوم ثمار ما زرعناه، وذلك خلال 4 سنوات عجاف مرت على حيس من العصابة الحوثية التي كانت تصب جام غضبها بكل أنواع الأسلحة، واستهدفت مدرستنا التي كانت على خطوط التماس وأصبحت هدفاً ومرمى لنيران المليشيا، وفتحنا البيوت والمساجد لأجل مواصلة تعليم فلذات أكبادنا".
وطيلة السنوات الماضية تعرضت حيس التي كانت قديما طريقا للقوافل التجارية، لهجمات متكررة بالقذائف العشوائية والتي طالت المنازل والمرافق العامة قبل أن تقوم القوات المشتركة اليمنية بطردها من محيط المدينة أواخر العام الماضي.
رائدات المجتمع
وفي قاعة الاحتفال ارتدت الطالبات أزياء خريجي الجامعات وقدم آباؤهن الهدايا المتواضعة، في رمزية تعبر عن الامتنان لتغلبهن على تلك المراحل الصعبة.
وقال عبدالمالك الشميري، وهو أحد الآباء إن مليشيات الحوثي تمثل الدائرة المظلمة في هذا المجتمع، إذ إنها لا تشجع على التعليم، بل إنها دمرت المدارس وقامت بنسفها بالمتفجرات في مدن يمنية كثيرة.
وأضاف أن الإصرار في التعليم ولد طاقة قوية في تجاوز جميع الصعوبات، وأن التحدي الذي رسمته الطالبات كان كفيلا بتكريمهن باعتبارهن رائدات في المجتمع اليمني.
وأكد أنه لولا التحدي وتكريس أوقاتهن في مجابهة ظلام الحوثي، ما تمكن اليوم من بلوغ مرحلة الثانوية العامة، بل إن التحدي كان عاملا حاسما في رفض الإرهاب الذي حاول منعهن من الحصول على التعليم.
ويعكس الاحتفال الذي جمع أيضا آباء الطالبات، رغبة المجتمع اليمني في تقدير جميع الأشخاص ممن رفضوا إرهاب الحوثي وقاوموا أساليبه الظلامية.
كما أنه يمثل أملا في قدرة أفراد المجتمع على كسر قيود الحوثي، وهزيمة إجراءات المليشيات القمعية.