فتح باب المساعدات لإنقاذ اليمن..

مؤتمر المانحين يعطي اليمن المرهق "جرعة أوكسجين"

السعودية تلتزم بتقديم نصف بليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020 وتنسيق الجهود الأممية والدولية لتحسين الوضع في البلد الذي يواجه أسوأ أزمة مع انتشار كورونا.

الرياض

وضع مؤتمر المانحين الذي نظمته افتراضيا المملكة العربية السعودية والأمم المتّحدة، الثلاثاء، الأزمة الإنسانية الخانقة في اليمن على طريق الحلّ من خلال توفير تمويلات لم تبلغ الحدّ المطلوب من قبل الهيئات الأممية، لكنّها كافية لدرء حالة الانهيار السريع والشامل التي حذّرت منها تلك الهيئات نفسها.

وجاءت أبرز الهبات التي قدّمها المشاركون في المؤتمر من السعودية التي أعلنت على لسان المستشار بالديوان الملكي السعودي عبدالله الربيعة عن التزام المملكة بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أميركي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020، والمملكة المتّحدة التي التزمت بتقديم مبلغ 160 مليون جنيه إسترليني (201 مليون دولار) وألمانيا الاتحادية التي أعلنت تقديم مساعدات إنسانية لليمن بقيمة 125 مليون يورو (139.8 مليون دولار).

وذكّر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أثناء مشاركته في مؤتمر المانحين بأنّ بلاده قدّمت لليمن منذ بداية الأزمة في سبتمبر 2014 مساعدات بمبلغ إجمالي قارب 17 مليار دولار شملت تنفيذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 453 مشروعا في 12 قطاعا غذائيا وإغاثيا وإنسانيا.

كما تضمّنت تلك المساعدات وديعة بقيمة 3 مليارات دولار لدعم العملة المحلية والاقتصاد اليمني، إضافة إلى تقديم مشتقات نفطية بقيمة 60 مليون دولار شهريا لتشغيل محطات الكهرباء واستمرار مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام.

الحوثيون عائق أمام حسن توظيف المساعدات بنهبهم لها وفرض الرسوم عليها وإعاقة وصولها إلى كافة الأراضي اليمنية

واتهم الوزير السعودي جماعة الحوثي بالاستحواذ والنهب وفرض الرسوم على المساعدات الإنسانية وإعاقة وصولها إلى كافة الأراضي اليمنية وعدم قبول وقف إطلاق النار والتهدئة.

وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يحتاج إلى مساعدات بقيمة 2.4 مليار دولار حتى نهاية 2020. وجاء ذلك في تصريح صحافي لأمين عام المنظّمة أنطونيو غوتيريش بمناسبة المؤتمر أكّد فيه أن عدم توفير القيمة المطلوبة سيؤدي إلى إغلاق أكثر من 30 برنامجا من أصل 41 برنامجا أمميا لدعم اليمن خلال أسابيع.

وزادت جائحة كورونا من تعقيد الوضع في اليمن ووضعت البلد الممزق بالحرب على شفا كارثة غير مسبوقة. وقال غوتيريش في هذا الصدد “نحن في سباق مع الزمن لمنع الكارثة”، مضيفا أن التصدي للوباء والأزمة الإنسانية القائمة حاليا يتطلب إجراءات عاجلة.

وبحسب أمين عام المنظمة الأممية فإنّ نصف المرافق الصحية فقط يعمل في اليمن. وهناك نقص في أجهزة الاختبار والأوكسجين وسيارات الإسعاف ومعدات الحماية الأساسية. ومن جهته يقول المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ينس ليركي إنّ فرق الإغاثة السريعة ضدّ كورونا في اليمن لا تمتلك سوى تمويل يتيح لها العمل فقط لستة أسابيع قادمة.