اليد الممدودة..
هل تنجح لغة الحوار بين حكومة النيجر و«داعش»؟

"أرشيفية"
منذ ثلاثة أشهر، تقريبًا بدأ رئيس جمهورية النيجر الواقعة في غرب إفريقيا، محمد بازوم، مقاربة جديدة، تحت عنوان «اليد الممدودة» تستهدف تحديدًا المنضمين إلى صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي.
وبدأ رئيس النيجر، المدافع بشدة عن نهج الحوار والتفاوض، مناقشات في الأشهر الأخيرة مع عناصر من تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى، المسؤول عن هجمات دامية في غرب البلاد.
ومنذ إعلان فرنسا في منتصف فبراير 2022، انسحاب قوات برخان وقوات تاكوبا الأوروبية من مالي، تخشى النيجر من تعزيز العناصر الإرهابية تواجدها في منطقة تيلابيري الشاسعة.
وفي تلك المنطقة الواقعة عند تخوم كل من بوركينا ومالي يسيطر داعش على مساحات شاسعة، وبات المسلحون على مسافة تقل عن 100 كيلومتر من العاصمة نيامي.
أسفر هجوم على حافلة وشاحنة، الأربعاء 16 مارس 2022، عن مقتل 21 شخصًا، وذلك بعد أن شهدت المنطقة مؤخرًا هدوءًا نسبيًا في الهجمات.
وفي نهاية فبراير 2022، أعلن الرئيس محمد بازوم أنه بدأ محادثات مع العناصر الإرهابية في إطار البحث عن السلام، فيما ذكر أحد مستشاري الرئيس أنه الرئيس أصدر خلال الأشهر الثلاثة الماضية، قرارًا بالإفراج عن سبعة إرهابيين معتقلين في النيجر، استقبلهم في القصر الرئاسي.
إضافة إلى ذلك أرسل بازوم مبعوثين إلى تسعة قياديين إرهابيين، وأكد أنه يريد اتخاذ أي إجراء يمكن أن يساعد في تخفيف العبء الذي يرزح تحته العسكريون النيجريون الذين يدفعون ثمنا باهظا في مواجهة الإرهابيين.
وذكر مصدر مقرب من الرئيس لوكالة الأنباء الفرنسية، أن هؤلاء الموفدين هم نواب محليون وزعماء نافذون ورجال دين ومقربون من المتطرفين.
ويرى مراقبون أن الحوار يجب أن يقترن بتدابير ملموسة لمنع استمرار المجموعات المسلحة في تجنيد العناصر.
وذكر الجنرال محمدو أبو تاركة، رئيس الهيئة العليا لتوطيد السلام أنه يجب أن نرسخ عودة الدولة إلى المناطق المهمشة.
ولطالما دافع الرئيس محمد بازوم عن استراتيجية «اليد الممدودة» عندما كان وزيرًا لداخلية البلاد، وفي عام 2016، أدى ذلك إلى استسلام عشرات المقاتلين السابقين من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية النيجيرية، الناشطين في جنوب شرق النيجر والذين اتبعوا لاحقًا برنامجًا لمكافحة التطرف وتلقي التدريب المهني.
وأوضح الخبير من مختبر غرب إفريقيا للعلوم الاجتماعية بيلو أدامو مامادو، أن هذه المهمة ليست مستحيلة شرط إقناع السكان بالالتزام بالحوار والموافقة على العيش مع جلاديهم السابقين