التبرع بالدم يساهم في تنشيط نخاع عظام المتبرع..
التبرع بالدم في العالم يشكل تحديا بارزا في زمن كورونا
انتشار فيروس كورونا المستجد يؤدي الى عرقلة عمليات التبرع بالدم في ظل قواعد التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي وتقييد الحركة، ومراكز صحية بالإمارات تتخذ اجراءات احترازية لضمان سلامة المتبرعين وحمايتهم من كوفيد_19.

شكل انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد_19 تحديا بارزا أمام عمليات التبرع بالدم في مختلف دول العالم، لاسيما في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي وتقييد الحركة والتي أدت إلى تراجع نسبة إقبال المتبرعين على مراكز وبنوك الدم بشكل ملحوظ.
ويعتبر اليوم العالمي للمتبرعين بالدم مناسبة لرفع الوعي المجتمعي بأهمية هذا العمل الإنساني ودوره في إنقاذ حياة الأشخاص الذين تتوقف حياتهم على قطرة الدم خاصة مرضى الثلاسيميا ومرضى الحالات الطارئة.
وتؤكد الدراسات الطبية أن التبرع بالدم يسهم في تنشيط نخاع عظام المتبرع لإنتاج خلايا دم جديدة كريات حمراء وكريات بيضاء وصفائح دموية، والمساعدة في تنشيط الدورة الدموية، وعلاج بعض الحالات المرضية مثل الزيادة غير الطبيعية في عدد كريات الدم الحمراء ونسبة الحديد، ومنع حدوث مضاعفات هذه الأمراض.
وثبت علميا أنه في كل مرة للتبرع بالدم يتخلص الجسم من بعض الحديد الذي يحتويه والذي إذا ارتفع مستواه بالدم يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، كما أن الحديد يعجل بأكسدة الكوليسترول ويزيد من تلف الشرايين الصغيرة، كما أن الإنسان الذي يتبرع يتجدد دمه بعد 20 يوماً فقط أي أسرع بستة أضعاف من المعدل الطبيعي.
وتحتفل دولة الإمارات الأحد مثل العديد من الدول باليوم العالمي للمتبرعين بالدم الذي اقرته هيئة الأمم المتحدة في 14 يونيو/حزيران من كل عام
وفي اطار تجنب حدوث أي عجز في المخزون الإستراتيجي من الدم في الإمارات، نظمت العديد من الجهات الطبية المختصة بالتعاون مع الفعاليات والهيئات المجتمعية مجموعة من الحملات التطوعية للتبرع بالدم على مستوى الدولة، ومنها حملة "تحدي التبرع بالدم" التي أطلقتها جمعية الإمارات للمسؤولية المجتمعية بالتزامن مع "يوم زايد للعمل الإنساني".
وتتخذ مراكز التبرع بالدم كافة الإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة المتبرعين وحمايتهم من الإصابة بفيروس كورونا حيث يتم فحص المتبرع عن طريق الكاميرات الكاشفة للحرارة كما يتم مراعاة المسافة الكافية بين المتبرعين، إلى جانب العديد من الإجراءات والشروط الوقائية المعمول بها من قبل ظهور الفيروس.
ومع اعتماد الإمارات لتقنية العلاج بالبلازما كأحد الخيارات المطبقة في معالجة المصابين بفيروس كورونا كوفيد 19، شهدت الفترة الماضية إقبالا كبيرا من المتعافين للتبرع مجانا ببلازما الدم إلى الأشخاص المصابين بالفيروس لا سيما الذين يعانون أعراضا متوسطة إلى شديدة.
وتعد الإمارات وفقا لمنظمة الصحة العالمية، من أفضل خمس دول في العالم في سلامة نقل الدم، نظرا لامتلاكها أفضل مختبرات بنوك الدم القادرة على إجراء فحوص دقيقة تضمن عدم نشر الأمراض، وتؤمن مستوى عال من سلامة وجودة العينات، إلى جانب سلامة المتبرع ومتلقي الدم.
وتأتي الإمارات في طليعة الدول في تجميع الدم عن طريق التبرع الطوعي، بنسبة 100%، الأمر الذي ساعدها على الاستغناء عن استيراد الدم من زمن طويل، كما تعتبر الإمارات أول دولة عربية تقوم بإدراج فحص الحمض النووي على دماء المتبرعين بالدم للفيروسات المختلفة مثل الإيدز والتهابات الكبد الفيروسية بنوعيها ب وج لدعم سلامة الدم ومأمونيته والتقليل من حضانة هذه الفيروسات الخطيرة والفتاكة لحماية المرضى.
وتنتشر بنوك الدم على نطاق واسع في دولة الإمارات بهدف تلبية احتياجات مختلف المستشفيات التي تطلب نقلاً لوحدات الدم، كما تمتلك الإمارات عددا وافرا من بنوك الدم المتنقلة التي تقوم بإجراء زيارات دورية للجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي وغيرها، من أجل إتاحة أمام منتسبي هذه الجهات والمؤسسات للتبرع بالدم.
وتضع أبوظبي مجموعة من الشروط التي يجب ان تتوافر في كل شخص يرغب في التبرع بالدم ومنها أن يكون المتبرع بحالة صحية جيدة ولا يعاني من أي مرض خطير، وأن يتراوح عمر المتبرع ما بين 18 عاماً و 65 عاماً، وألا يقل وزن المتبرع عن 50 كغ، وأن يتراوح ضغط الدم المقام من 50 إلى 100 والبسط من 90 إلى 180، وأن يتراوح نبض القلب ما بين 50 و 100 نبضة في الدقيقة، وألا تزيد درجة حرارة المتبرع عن 37 درجة مئوية.