اشتباكات واسعة قبل اعتقال عنصر أمن في السلطة شارك في هجمات

إسرائيل تستخدم دروناً في اقتحام جنين

فتى يضع الزهور في الموقع الذي قُتل فيه الفلسطيني أمجد الفايد

رام الله

أدخلت إسرائيل طائرات الدرون إلى عملياتها في الضفة الغربية، وأرسلت العديد منها فجر الثلاثاء إلى مخيم جنين في الضفة الغربية قبل اقتحام واسع تخلله اشتباكات مسلحة وعنيفة انتهت باعتقال أحد المطلوبين لإسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه اعتقل محمد طوباسي أحد عناصر جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، على خلفية الاشتباكات التي وقعت قبل أيام في المخيم وقُتل خلالها ضابط إسرائيلي. وكانت وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي (دوفدفانيم) (وحدة المستعربين) قد وصلت إلى مخيم جنين بهدف اعتقال محمد الطوباسي، بدعوى أنه شارك في إطلاق النار على الجيش، في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك قتل الضابط في الوحدات الخاصة (اليمام) نوعام راز الأسبوع قبل الماضي.

وأعلنت قوات الاحتلال مدخل مخيم جنين ومنطقة واد برقين، مناطق عسكرية مغلقة، قبل أن يعتلي القناصة أسطح المنازل. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مقتصب، إن «قوات من الوحدات الخاصة تنفذ نشاطاً في واد برقين بالقرب من مخيم جنين». وبعد اشتباكات في محيط منزل محاصر استطاعت القوات الإسرائيلية اعتقال محمد طوباسي الذي كان هدفاً مباشراً للعملية.

وقال موقع «واللا» الإسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي حاصر منزل طوباسي، وهو ضابط في الأمن الوقائي الفلسطيني على ما يبدو، يتعاون مع «الجهاد الإسلامي»، وخلال العملية تعرض الجيش لإطلاق نار من مسلحين، فأطلق الجيش صاروخين على منزله. ونشر الجيش بعد اعتقال طوباسي صوراً لبنادق وأسلحة صُودرت من منزله.

وخلفت الاشتباكات، أمس (الثلاثاء)، 3 إصابات بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، وصلت إلى مستشفى جنين الحكومي، بينها إصابة بالرصاص الحي في الركبة وأخرى بالشظايا في الأطراف العلوية وإصابة بالرضوض. لكن قبل الهجوم الإسرائيلي المباشر، أطلق الجيش الإسرائيلي، عدداً من الطائرات المسيّرة في جنين استهدفت الاستطلاع، وكذلك تضليل المسلحين الفلسطينيين الذين استعدوا لاقتحام فوري وانتشروا طيلة الليل بانتظار الجيش.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، إن الجيش اقتحم المخيم في وقت متأخر، بعدما أدرك أن المسلحين أُرهقوا، وتم استخدام إجراء «طنجرة الضغط» لاعتقالهم. واستخدام الدرون جاء بعد أيام من إعلان الجيش الإسرائيلي، أنه يدرس إمكانية استخدام مروحيات عسكرية قتالية وطائرات من دون طيار لتأمين الجنود الإسرائيليين أثناء تنفيذهم عمليات مطاردة أو دهم أو اعتقالات وأي أنشطة أمنية في الضفة الغربية. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن الهدف من استخدام الطائرات هو استهداف كل من يطلق النيران تجاه القوات الإسرائيلية. وجاء هذا التوجه في أعقاب مقتل نوعام راز في جنين.

واستخدم الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الثانية مروحيات قتالية لتنفيذ اغتيالات وأثناء الاجتياحات الواسعة، كما استخدم طائرات مقاتلة أحياناً، لكن ليس بشكل روتيني وتوقف ذلك لاحقاً. وأكدت القناة الإسرائيلية «12» أن الجيش الإسرائيلي يدرس ذلك ضمن خطة لتغيير طريقة إطلاق النار في الضفة، بما يشمل رفع مستوى النيران ردّاً على كثافة النار الفلسطينية. وقالت القناة الإسرائيلية، إنه بالإضافة إلى الطائرات القتالية، «يجري النظر في إجراءات أخرى» لم تحددها.

يأتي ذلك في وقت أقرّت فيه المؤسسة الأمنية، توسيع الهجوم على الضفة الغربية من خلال ملاحقة مطلوبين، أو مشتبهين بنيتهم تنفيذ عمليات وإحباط عمليات، وإجراء تحقيقات مركزة من أجل جمع أكبر قدر من المعلومات. وأعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، الضوء الأخضر لقواته قبل أيام، لاستخدام كل أنواع القوة ضد الفلسطينيين أينما كانوا قائلاً، إن دم كل من يرفع يده ضد الجيش ومواطني إسرائيل مهدور.