الأفعى في الأحراش..
ألاعيب أردوغان للتوسع في القرن الأفريقي
منذ أن وصل رجب طيب أردوغان إلى رئاسة تركيا، وهو يستغل منصبه في دعم الحركات الإرهابية كل ما تطاله نفوذه من دول؛ خاصة في منطقة القرن الأفريقي، ولطالما سعى أردوغان إلى وضع موطئ قدم في تلك المنطقة للسيطرة على الثروات الطبيعية الموجودة فيها.
في الصومال
وفي يناير 2020، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحافة العالمية أن حكومة الصومال قد قدمت طلبا لتركيا تطالبها فيه بالتنقيب عن الغاز والنفط قبالة سواحلها، ما يظهر الوجه الحقيقي لتركيا في دول القرن الأفريقي.
وقد نقلت قناة NTV عن الرئيس التركي قوله إن التنقيب عن النفط في المياه الإقليمية التابعة للصومال سوف يدر عائدًا كبيرًا على الاقتصاد التركي.
وتعد تركيا من كبار مانحي المساعدات للصومال بعد مجاعة ألمت به في عام 2011. وقد اعتمدت أنقرة المساعدات المقدمة من خلال وكالة تيكا التركية كوسيلة لتقوية نفوذها في البلد الذي يطل على واحد من أهم المضايق البحرية في العالم والذي ينقل مواد الطاقة والنفط إلى أوروبا عبر البحر الأحمر.
زيادة نفوذ
وتعمل تركيا على زيادة نفوذها في القرن الأفريقي خاصة الصومال، ومن أجل ذلك افتتحت أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج، ومقرها العاصمة الصومالية مقديشو في أكتوبر 2017، وأكد وقتها رئيس أركان الجيش التركي خلوصي آكار أن الضباط الأتراك سيتولون تدريب أكثر من 10 آلاف جندي صومالي في القاعدة.
وتعد هذه القاعدة «التي تضم ثلاث مدارس عسكرية بجانب منشآت أخرى»، أكبر معسكر تركي للتدريب العسكري خارج تركيا، كما بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والصومال حوالي 100 مليون دولار حتى العام 2017 فقط.
مزاعم تركيا
وتزعم تركيا أن القاعدة تهدف إلى مساعدة الحكومة الصومالية في مواجهة الجماعات الإرهابية، وهو الهدف الظاهري المعلن، إلا أن الواقع يخفي أشياءً أخرى تؤكدها الكثير من الشواهد، التي رصدتها تقارير دولية توضح الدعم التركي للجماعات الإرهابية والمتطرفة لتثبيت حالة عدم الاستقرار في البلاد من أجل استمرار تدخلاتها، شأنها شأن التدخل التركي في ليبيا.
علاقة خفية بالإرهاب
في يناير 2019، كشف موقع «نورديك مونيتور»، التابع لشبكة الشمال للأبحاث والرصد المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة. أن الحكومة الأمريكية حصلت على معلومات حول أن الاستخبارات التركية على علاقة خفية بالحركات الإرهابية في الصومال، وأكد الموقع أن المعلومات المستقاة من وثائق قضائية تؤكد أن الوكالة أرسلت مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة الشباب الصومالية، عبر عميل كان سجينًا سابقًا في معتقل «جوانتانامو».
وأوضح التقرير أن الحكومة الأمريكية أبلغت أنقرة بالأمر، وطالبتها بتحقيق لكشف الشبكة الإرهابية التي تعمل على تمويل الحركة المتطرفة؛ لكن حكومة أردوغان أوقفت التحقيقات التي انطلقت بعد الإخطار الذي أرسله مكتب مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في ذلك الوقت.
وتشهد علاقة تركيا بما تسمى حركة شباب المجاهدين الصومالية الموالية لتنظيم القاعدة، حالة من العلاقات والأدوار الخفية في الصومال، ربما تظهر أحيانًا في شكل نوع من العداء، إلا أن الباطن يخفي أشكالًا من المصالح المشتركة، التي تتم عبر وسطاء جماعة الإخوان الإرهابية، وفي فبراير 2018 كشف خطاب بشير صلاد رئيس ما يسمى «هيئة علماء الصومال» الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، عن وجود علاقات قوية ومصالح مشتركة بين نظام أردوغان وحركة شباب المجاهدين الإرهابية تسمح لأنقرة بأن تكون تركيا هي الوحيدة القادرة على الوساطة بين الحركة والحكومة الصومالية، بحسب تصريحاته لوكالة الأناضول التركية والتي قال فيها: «إن تركيا دولة كبيرة، تستطيع أن تلعب دورًا في كيفية احتواء الأزمة الصومالية وإنهائها من جذورها».
على أرض جيبوتي وإريتريا
وفي ديسمبر 2016، وقّعت تركيا اتفاقية مع جيبوتي، البلد الصغير على ساحل البحر الأحمر، لإنشاء منطقة تجارية حرّة، تبلغ 12 مليون متر مربع، مع قدرة اقتصادية متوقعة تبلغ 1 تريليون دولار.
وفي بداية عام 2019، دشنت تركيا مكتب رابطة مسلمي إريتريا تحت مسمى رابطة العلماء الإريتريين، الذي يقوم بإصدار تصريحات علنية ضد كلٍّ من إريتريا وإثيوبيا.
وأفادت إريتريا، أن تركيا تحاول منذ أواخر عام 2018؛ وذلك لعرقلة إتمام عملية السلام والتطورات في العلاقات بين البلدين على وجه التحديد، ومنطقة القرن الأفريقي بشكل عام.